خلال ساعات النوم يرى أغلب الناس أحلاماً مختلفة، بعضها سعيدة وأخرى مخيفة، منها أحلام غير مفسرة من شأنها أن تصيبك بالتوتر والقلق، وأحيانًا عندما تستيقظ لا تتذكر ما حلمت به، ولكن نتساءل دائماً عن سبب رؤيتنا لهذه الأحلام، وهل هذا أمر طبيعي أو صحي، أم أنه يشير إلى دلائل أخرى؟
هل الأحلام تعبر عن أحداث حقيقية؟
الأحلام التي نراها أثناء النوم هي حكايات وأشخاص وصور يختلقها مخ الإنسان خلال عملية النوم، ولكنها تكاد تكون أشبه بأحداث حقيقية تعيشها، وليست مجرد حلم، فهذه الصور والقصص تشعرك بالسعادة أحيانًا والخوف والحزن أحيانًا أخرى.
معظم الأحلام يراها الإنسان خلال لحظات نومه العميقة، التي يشعر فيها أنه انتقل إلى عالم آخر، وهو نوم «حركة العين السريعة»، ففي هذه اللحظات يكون المخ أكثر نشاطاً عن اللحظات العادية، كما أن بعض الخبراء يؤكدون أننا في الواقع نحلم ما لا يقل عن أربع أو ست مرات خلال الليلة الواحدة، وهو ما يفسر الأحداث غير المنطقية والمنفصلة التي نحلم بها أحيانًا.
اقرأ أيضًا: هل تسير أثناء النوم؟ إذًا أنت تعاني من “السرنمة”
هل الأحلام مفيدة؟
أثارت ظاهرة رؤية الأحلام أثناء النوم حيرة العلماء عن أسبابها، وكيف تحدث بالتحديد، إلى أن كشفت دراسة بريطانية أن هذه الأحلام من شأنها أن تساعد الإنسان على معالجة الذكريات، وما تعرض له الفرد من مشاعر خلال يومه.
كما يرى بعض الباحثين أن هذه الأحلام هي أنشطة لا تفسير لها، يقوم بها المخ خلال عملية النوم، بينما يعتبر آخرون أن الأحلام تفيد الصحة الجسدية والعقلية وأيضاً العاطفية، فوجد الباحثون أن الأشخاص الذين لا يرون الأحلام أثناء النوم يصيبهم التوتر والقلق، وأحيانًا الاكتئاب.
وتوصل خبراء آخرون إلى أن الأحلام تساعد على حل المشكلات التي نواجهها في حياتنا، كما أنها تعمل على دمج الذكريات وتعالج العواطف، فإذا نام الشخص وهو يعاني من مشكلة ما، من الممكن أن يستيقظ بالحل، أو ربما يشعر أنه في حالة أفضل، كما قال فرويد إن الأحلام هي نافذة للاوعي، كما أنها تكشف عن الرغبات اللاواعية للإنسان، فضلاً عن أفكاره ودوافعه.
اقرأ أيضًا: التعلم أثناء النوم.. هل الأمر حقيقة أم خرافة؟
الأحلام تحمي العقل
نشرت مجلة «تايم» دراسة عن الأحلام أثناء النوم، جاء فيها أن الأحلام يمكنها أن تمنح الدماغ قدرة عظيمة على التطور، كما أنها تساعد على فهم البيئة المحيطة به، فتتسبب الأحلام في مرونة الدماغ.
خلال النوم يتم تحفيز نوم حركة العين السريعة، وذلك عن طريق مجموعة من الخلايا العصبية التي تضخ النشاط مباشرةً في القشرة البصرية للدماغ، وهو الأمر الذي يجعلنا نشعر بالرؤية على الرغم من أن أعيننا مغلقة، وحسب آراء الخبراء، فإن هذا النشاط هو الذي يجعلك ترى صوراً وأحداثاً بعينها.
اقرأ أيضًا: السفر عبر الزمن.. هل هو حقيقة؟