في ذكرى توليه الحكم.. كيف استطاع محمد علي النهوض بمصر؟
تمر الذكرى الـ217، على تولي “محمد علي باشا” حكم مصر وذلك في 17 مايو من عام 1805م، ويعتبر حكمه علامة محورية في تاريخها، حيث قام بإلغاء التقسيمات الإدارية المتعارف عليها في فترة الحكم العثماني لمصر، وقام بتحديثها بعد القضاء على المماليك، فهل كان حكم محمد علي نقطة تحول؟.. منصة “كلمتنا” توضح ذلك.
تولي محمد علي باشا حكم مصر:
يعتبر محمد علي باشا مؤسس دولة مصر الحديثة، فتولى حكمها من عام 1805 إلى 1848، على مدى 43 عاما بعد أن بايعه أعيان البلاد والمفكرين، وعلى رأسهم “عمر مكرم” بعد ثورة الشعب على خورشيد باشا.
واستطاع محمد علي أن ينهض بمصر عسكريا وتعليميا وصناعيا وتجاريا وزراعيا، مما جعل مصر دولة ذات ثقل ولها اسم كبير في هذه الفترة.
حيث وُلد “محمد علي باشا” في مدينة “قولة” شمال اليونان في عام 1769م لأسرة ألبانية، كان أبوه “إبراهيم أغا” رئيس الحرس المنوط بخفارة الطريق ببلده، وقد مات أبوه وهو صغير السن، وبعدها بفترة قصيرة توفت والدته فصار يتيم الأبوين.
تكفل به عمه “طوسون” الذي توفى أيضاً، وتركه لحاكم “قولة” المدينة الذي نشأ فيها محمد علي، الذي أدرجه في سلك الجندية، فظهر شجاعته وقوته.
تزوج من امرأة غنية تدعى “أمينة هانم” كانت بمثابة طالع السعد عليه وأنجبت له طوسون وإبراهيم وإسماعيل، وبنتين، وحين قررت الدولة العثمانية إرسال جيش لمصر لانتزاعها من أيدي الفرنسيين كان هو نائب رئيس الكتيبة الألبانية، حتى استقر بمصر وتولى حكمها.
مصر الحديثة:
كان لمحمد علي دورا كبيرا في تغير صورة مصر وتحديثها خلال فترة توليه الحكم، حيث عمل على إظهار العديد من التطورات والتحديثات التي جعلت من مصر دولة قوية بين بلدان العالم، وكان من ضمن إنجازاته لمصر في هذه الفترة مايلي:
انشاء مدارس وتعليم أبناء الدولة، وانشاء المدارس العليا التي تساوى الجامعات، كمدرسة “المهندسخانه، ومدرسة الطب”.
كما أنشأ جيشا كان أقوى من جيش الدولة العثمانية كلها، مما اغضب أوروبا وبدأ القلق عليها، واتفقت على تحجيمه بمعاهدة “لندن” التي حدت من نفوذ مصر إلى داخل حدودها، وهذا الجيش هزم أسطول الامبراطورية العثمانية كلها وكان على أبواب الأستانة، وأصبح عصر محمد علي عصرا ذهنيا.
أنشأ الوزارات والدواوين، وأعاد التقسيم الاداري لمصر، واهتم بتقسيم الصعيد إلى مديرات.
أعاد توزيع الأرض بواقع خمسة أفدنه للفلاح، فيما يعرف بأكبر إصلاح زراعي شهده العالم.
اهتم بالنيل ورمم مقياس النيل وحفر القنوات مثل ” الإبراهيمية، وبحر يوسف”.
زادت الرقعة الزراعية إلى ملايين الأفدنة بفضل سياسته الإصلاحية وإنشاء القناطر الخيرية التي أحيت الدلتا بعد أن سارت خراب.
تخلص من المماليك الذين أصبحوا عبأ على الدولة.
أعاد فتح السودان وضمها إلى مصر وأنشأ الخرطوم وحاول اكتشاف منابع النيل واستثمار خيرات السودان.
إرسال البعثات إلى الخارج والاهتمام بالترجمة، التي توقفت منذ عهد العباسيين.
أنشأ أول جريدة باللغة العربية “الوقائع المصرية”.