ثقافية الشارقة تكرّم 18 فائزا وفائزة في جائزة الشارقة للإبداع العربي
كرم عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة الأمين العام لجائزة الشارقة للإبداع العربي 18 فائزا وفائزة في الدورة الخامسة والعشرين من الجائزة، بحضور نخبة من المثقفين والأدباء.
وسلّم العويس والقصير الفائزين ولجان تحكيم حقول الجائزة الستة، شهادات ودروعاً تذكارية، تقديراً لمجهوداتهم الفكرية والأدبية والأبداعية.
وهنّأ العويس الفائزين بالجائزة، وأثنى على جهودهم الأدبية في إنجاز إصدارهم الإبداعي الأول والذي نال، باستحقاق الفوز في جائزة الشارقة للإبداع العربي.
وقدّم الفائزون شكرهم إلى الشارقة بوصفها “حاضنة للإبداع والمبدعين”، وأثنى هؤلاء على الرعاية والاهتمام الكبيرين من إمارة الثقافة للأدباء والمثقفين والمفكرين والنقاد العرب حيث تمهد الطريق لكل شخص يسير في درب الإبداع، وأشار الفائزون إلى أن الشارقة جمعت العالم على حب الأدب.
وشهد اليوم الثاني من فعاليات الجائزة قراءات شعرية للفائزين في مجال الشعر، وهم: وليد الشواقبة، وسجّاد النَبي السَلَمي، وأشرف محمد.
كما شهد اليوم الثاني أيضا سلسلة قراءات قصصية للفائزين في مجال القصة القصيرة لكل من: نور الموصلي، ونجود القاضي، وفاطمة بنت جمال الحارثي.
الورشة العلمية
تواصلت أعمال الورشة العلمية المصاحبة للجائزة في محوريها الثاني الذي حمل عنوان “التكنولوجيا والسرد”، وتحدث فيه: فاطمة عبد الحميد محمد من مصر، ونور الموصلي من سوريا، والضوي محمد الضوي من مصر، ونجود القاضي من اليمن، والثالث بعنوان “الواقع مدخل إلى الافتراضي” وتحدث فيه أحمد الصادق محمد من مصر، وإبراهيم المطولي من مصر، ود. تامر محمد عبد العزيز من مصر، ووسام الصياح من سوريا.
تحدث فاطمة عبد الحميد حول الرواية الرقمية، وقالت: “تأتي الرواية كأكثر الأنواع الأدبية التي أفادت من التكنولوجيا والتقنيات الرقمية الحديثة، يرجع ذلك إلى طبيعتها المرنة، وفضاءاتها المتعددة التي تجعلها قابلة للتحول والتطور وامتصاص أية ألوان أدبية أو فنية أخرى. ويدل على ذلك كم الإنتاج الرقمي الروائي على الساحة الأدبية لا سيما العربية مقارنة ببقية الأنواع الأدبية الرقمية الأخرى.
وأشارت نور الموصلي إلى أن الثورة التكنولوجية التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة والتي شملت مختلف مناحي الحياة، أثرت تأثيراً مباشراً على الكتابة وأشكالها؛ فمن الحبر والورق الذي ألفته أنامل البشرية إلى الألواح الذكية والشاشات الرقمية، التي تواكب عصر السرعة وتلحق بركب التطور الشامل الذي طرأ على العالم.
وفي محاولة لتسليط الضوء على السرد الرقمي ترى الموصلي أن رواية (ظلال عاشق) لمحمد سناجلة خير مثال جمع بين الافتراضي والواقعي بكل تأثيراته في البنية السردية المحملة بتقنية جديدة في الكتابة الرقمية تجمع بين الروابط والهوامش، فالرواية تقع في (300) ميغابايت مشغولة على برنامج فلاش ماكروميديا بلغة رقمية جديدة تعتمد على فنون الأنيميشن والجرافيكس والصورة والصوت والحركة والإخراج السينمائي، إضافة إلى استخدام تقنية النص المترابط (الهايبرتكست) في بنيتها.
تعريف الأدب الرقمي
وتناولت ورقة نجود القاضي جوانب عدة، وذهبت إلى تعريف الادب الرقمي بقولها:” هذا الأدب التفاعلي المنفتح أنتج مولوداً يدعى (السرد الرقمي)، وهذا المولود هو الابن الشرعي للإنسان الرقمي، إنسان العالم الافتراضي وشاشات البلازما, وهو استمرارٌ منطقيٌّ لسنة الكون في التغيير، إن نظرية التطور الأدبي ما كان لها أن تكون لولا تطور وتفاعلية التكنولوجيا، وقد كسرت التكنولوجيا حاجز الوقت والجغرافيا واللغة أحيانًا، لخلق الوعي والمشاركة والعمل والتفاعل حول القضايا المحلية والعالمية مما أشرك الجماهير في عملية إحداث التأثير”.
تحدث أحمد الصادق في المحور الثالث، وقال إن تأويل النص الرقمي يكشف أن تنازل المؤلف الرقمي عن نصه للمتلقي لا يلغي بأي حال من الأحوال الذات المؤلفة، فهي تظهر في مواقع عدة باعتبارها صاحبة المادة الخام واللبنة الأساس، والأصل في الإنتاج الأول لهذه النصوص، موضحا” فتظهر ذاته من خلال توجهاته وأفكاره المدرجة ضمن مؤلفاته، هذا خلاف التجلي الصريح حين يطلب من القارئ المراسلة أو التقييم وإبداء الآراء بعد القراءة”.
وقال إبراهيم المطولي ” لاتقتصر خصائص الرواية الرقمية على الأبعاد التكنولوجية التأثيرية في حواس المتلقي، وإنما تعمل على تحويل وضعية المتلقي من المتلقي السالب إلي المتلقي الموجب بشكل مباشر يتوجه فيه الكاتب للمتلقي بالمخاطبة فيعرض عليه المسارات المتفرعة من مشهد ما، ويختلف كل مسار عن الأخر بحيث يجعل هناك تعددية وتشعبية للنص”.