شاعر وأغنية| محمد عبده “يا قلبك الخواف”.. ما وراء القصة؟
أغنية “قلبك الخواف” وتعرف أيضاً بعنوان “لا تسرق الوقت”، رأت هذه القصيدة النور من قصة حقيقية عاشها الشاعر الأمير “بدر بن عبدالمحسن” من خلال صديق له لم يسعفه الزمن بحب سعيد ومُتاح.
قصة القصيدة:
هذه القصيدة مأخوذة من واقعة حقيقية ذكرها أكثر من مره الشاعر الأمير “بدر” عن صديق له كان يدرس في أمريكا، وفي عام 1985 ذهب إلى “جنيف” لزيارة أهله، وفي اليوم الثالث له في جنيف قابل محبوبته بالصدفة التي انقطعت أخبارها عنه بعد زواجها، وشاهدها مع شقيقتها وهي تلتف إليه، فيقول وقفت في مكاني وتمنيت أن الزمن يشاركني الوقوف، وحاول أن يبتسم ويقرب منها ويسلم عليها، لكن خوفه منعه من فعل ذلك، فوجدها تبتسم له وذهبت مع شقيقتها.
وعند عودته إلى الفندق وجد رسالة في الاستقبال، فتحها ووجدها أخبرته فيها أنها ستتحدث إليه في الثانية صباحًا، ورغم سعادته إلا أنه خاف أكثر، ثم هاتفته وأخبرته أنها شبه منفصلة عن زوجها، وهي صابرة وراضية وطلبت منه أن تراه، ورغم محاولته الاعتذار إلا أنها قالت له “عطني من أيامك نهار، وباقي العمر للي تبي”، فوافق على رؤيتها في اليوم الثاني.
اقرأ أيضًا:في ذكرى توليه الحكم.. كيف استطاع محمد علي النهوض بمصر؟
لقاء محبوبته:
عاش ليلته يتذكر أحلى أيام عمره، وأيام انكساره معها وحرمانه منها، ورحلته إلى أمريكا لينسى الظروف التي فرقتهما، وعند اقتراب الموعد وجد قلبه “الخوّاف” يقول له إن البعد أفضل من أن يعيش فرحة مزيفة، ويأخذ مكان غيره ويعود منكسرا مرة أخرى، وقرر عدم الذهاب إليها، وفي الليل كلمته وعاتبته، وأكد لها أنه لم يستطع إن يذهب إليها، خصوصا وأنها أصبحت لغيره.
اتصل بصديقه الشاعر “الأمير بدر” الذي كتب القصيدة، فحكى له القصة كلها وما دار بينهما من مكالمات وخوفه من لقائها، فبادره قائلا “يا قلبك الخوّاف”.
محمد عبده وأغنية “يا قلبك الخواف”:
بعد يومين من القصة، حضر الرجل مع صديقه الشاعر حفلة لمحمد عبده، غنى فيها لأول مرة أغنية “المعازيم” الشهيرة وبعد الحفل فؤجي به يخبره أنه كتب قصيدة عن قصته وأعطاه ورقة مكتوبا في أولها:
لا تسرق الوقت من غيري أنا ما بي زمن غيري
ويختمها ب”يا صاحب الخوف، ما يطمن الخوف
لا تلمس الجوف لا لا
وأنت إيدينك باردة
والفرقة دايم واردة
أنت وأنا بنفس الطريق
بس الخُطا متباعدة
“لا تسرق الوقت” يا أجمل الوقت
تكذب علىّ وأكذب عليك
والقى الدفا برعشة ايديك
نقضي العمر كل العمر، نحلم بلحظة شاردة.