الرئيس محمد نجيب.. كيف ولد بالسودان وحكم مصر؟
في حياة الأوطان لحظات فارقة، ولكن معدن الرجل تكشفه الشدائد، هكذا كان الراحل محمد نجيب، رغم ما واجهه من صعوبات إلا أن جيل الشباب يكاد لا يتذكره، فلم يتبق سوى اسمه المدون على أحد محطات المترو، هو محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953م، كما يعد اللواء محمد نجيب قائد ثورة 23 يوليو 1952م والتي انتهت بعزل الملك فاروق ورحيله عن مصر، وفي ذكرى رحيله تأخذكم منصة كلمتنا في تقرير عنه.
ولد محمد نجيب بالسودان، والتحق بكلية غوردون ثم المدرسة الحربية والتي تخرج فيها عام 1918م، ثم التحق بالحرس الملكي عام 1923م، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1927م، وكان أول ضابط بالجيش المصري يحصل عليه.
ومن الدروس المهمة التي تعلمها الرئيس الراحل محمد نجيب والتي أثرت عليه كان ما حدث عام 1929م، عندما أصدر الملك فؤاد قراره بحل البرلمان لأن أغلبية أعضائه كانوا من حزب الوفد، فتخفى نجيب في زي خادم نوبي، وقفز فوق سطح منزل مصطفى النحاس باشا، وعرض عليه تدخل الجيش لإجبار الملك على احترام رأي الشعب، لكن الناس باشا رفض وقال له “أنا أفضل أن يكون الجيش بعيدًا عن السياسة”، ليكون ذلك أهم درس تعلمه نجيب قبل توليه رئاسة البلاد.
وعقب حرب فلسطين تعرف محمد نجيب على تنظيم الضباط الأحرار، وفي 23 يوليو عام 1952م نفذ التنظيم ثورة يوليو وتنازل الملك فاروق عن العرش وغادر البلاد، وعام 1953م أصبح نجيب أول رئيس للبلاد بعد إعلان الجمهورية وإنهاء الملكية.
وكان نجيب على خلاف مع مجلس قيادة الثورة بسبب رغبته في إرجاع الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية المدنية، وفي 14 نوفمبر عام 1954م أجبره مجلس قيادة الثورة على الاستقالة، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية مع أسرته حتى عام 1971م عندما قرر الرئيس أنور السادات إنهاء الإقامة الجبرية المفروضة عليه، إلا أنه ظل ممنوعًا من الظهور الإعلامي حتى وفاته في 28 أغسطس عام 1984م.
وبالرغم من الدور السياسي والتاريخي البارز لمحمد نجيب، إلا أنه بعد الإطاحة به من الرئاسة شطب اسمه من الوثائق وكافة السجلات والكتب ومنع ظهوره أو ظهور اسمه تماما طوال ثلاثين عاماً حتى اعتقد الكثير من المصريين أنه قد توفى، وكان يذكر في الوثائق والكتب أن عبد الناصر هو أول رئيس لمصر، واستمر هذا الأمر حتى أواخر الثمانينيات عندما عاد اسمه للظهور من جديد وأعيدت الأوسمة لأسرته، وأطلق اسمه على بعض المنشآت والشوارع، وفي عام 2013م منحت عائلته قلادة النيل العظمى.
أما عن كتاب “كنت رئيسا لمصر” أو مذكرات محمد نجيب فهو أحد أهم الكتب التاريخية في التاريخ المصري لفترة ما بعد الملك الفاروق وحتى نفي محمد نجيب، وكتبه محمد نجيب بعد خروجه من المنفى عام 1984م وكان للكتاب أثر كبير في وقتها.
اقرأ ايضاً: ننشر صورة لقرار قيادة الثورة بمصادرة أموال الملك فاروق