جدري القرود.. هل العالم على موعد مع جائحة جديدة؟
لازال العالم يعاني من تأثيرات فيروس كورونا المميت منذ يناير 2020، حيث كانت بدايته في «ووهان» الصينية، وخلال أقل من ثلاثة أشهر، انتقل إلى جميع دول العالم، وفي وقت لاحق ظهر منه عدة متحورات، لعل أبرزها «دلتا» و«أوميكرون»، وبدأ العالم في مواجهته، وانتشرت الإجراءات الاحترازية، التي وصلت لحد الإغلاق الكامل للمدن والبلدان.
وما أن بدأت الأمصال في الظهور، وتراجع نسبة الإصابات، وعودة الحياة إلى طبيعتها بعض الشيئ، حتى ظهر شبح جديد، وبدأت الأنباء والتقارير الطبية تتحدث عن ظهور «جدري القرود»، الذي بدأ هو الآخر يثير حالة من القلق في مختلف أنحاء العالم.
ما هو هذا المرض؟.. وما هي أعراضه؟.. وهل يمكن أن يتحول إلى وباء جديد؟.. تقدم منصة «كلمتنا» في السطور التالية كل ما تريدون معرفته عن «جدري القرود».
أصل جدري القرود
جدري القرود هو مرض فيروسي نادر، حيواني المنشأ، حيث ينتقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان، وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدة، ويظهر المرض بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا.
وينتمي فيروس جدري القرود إلى جنس الفيروسات الجدرية، التابعة لفصيلة فيروسات الجدري.
الظهور الأول للفيروس
تم الكشف لأول مرة عن هذا الفيروس في عام 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال الموجود بكونهاجن، في دولة الدنمارك.
كان ذلك أثناء التحري عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري فيما بين القردة، ويوجد حالياً حوالي 80 حالة إصابة مؤكدة بمرض جدري القرود في 11 دولة حول العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة.
أعراض الإصابة
تتضمن أعراض جدري القرود الحمى والصداع والانتفاخ وآلام الظهر وآلام العضلات والخمول، وبمجرد ارتفاع درجة حرارة المصاب، يبدأ الطفح الجلدي في الظهور بدايةً من الوجه، ثم ينتشر بسرعة إلى باقي أجزاء الجسم، ويظهر في أغلب الوقت في باطن اليدين والقدمين، وعادةً ما تختفي العدوى دون تدخل طبي، بعد أن تستمر الأعراض ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
طريقة انتشار المرض
ينتقل المرض إلى الشخص عند مخالطته للمصابين بفيروس جدري القرود، ويدخل الفيروس جسم الإنسان عبر تشققات البشرة، أو المجرى التنفسي، أو عن طريق العينين أو الأنف أو الفم.
كما يمكن أن ينتقل الفيروس للإنسان من حيوان مصاب، مثل القرود والفئران والسناجب، أو عبر الأسطح والأشياء الملوثة، مثل الفراش والملابس.
علاج جدري القرود
لا يوجد حتى الآن علاج لمرض جدري القرود، ولكن يمكن الحد من انتشاره عبر الالتزام ببعض من القيود التي تحول دون انتشاره، وهناك لقاح ضد مرض الجديري المائي، ثبتت فاعليته بنسبة 85% في الحيلولة دون الإصابة بالمرض.
التحصين بجدري البشر
ومع تزايد القلق حول خطورة مرض جدري القرود، يبقى السؤال الأبرز هل من أصيبوا بمرض جدري البشر يكونوا محصنين ضد جدري القرود؟، خاصةً وأن الجدري يُعد من الأمراض التي يصاب بها البشر في فترة الطفولة، ويوجد لقاح فعال ضده.
للإجابة على هذا السؤال، أكد معظم الأطباء أن كل الذين تلقوا لقاحاً ضد جدري البشر، أو الذين أصيبوا بفيروس جدري البشر، يكونوا محصنين ضد جدري القرود بنسبة 85% على الأقل.
مصر وجدري القرود
على الرغم من أنه من الصعب أن يصل هذا الفيروس إلى مصر، خاصةً وأنه من الصعب أن تدخل مصر قرود جديدة أو حيوانات بشكل عام، ويرجع ذلك إلى صعوبة التدابير الموجودة بالحجر البيطري لدخول الحيوانات، ويشترط لدخول أي حيوان إلى مصر، التأكد من إجراءات السلامة والاحترازات والتحاليل والكشف الدوري عليه، لتأكيد عدم إصابته بأي مرض، ومن ثم السماح بدخوله أرض مصر.
إلا أن مصر سجلت أول حالة مصابة بجدري القرود يوم الأربعاء 7 سبتمبر 2022، وتم اكتشاف إصابة هذا المواطن المصري من خلال إجراءات الترصد الوبائي التي تقوم بها وزارة الصحة وتم عزله في إحدى المستشفيات المخصصة للعزل.
لا داعي للقلق
بناءً على كل ما ذكرناه في السابق، يظهر بوضوح أن هذا الفيروس ليس خطيراً كفيروس كورونا، ولسنا على أبواب إغلاق عام لاحتواء جدري القرود، ولكننا لانزال نؤكد أننا أمام انتشار غير تقليدي وغير مسبوق لهذا المرض الفيروسي الجديد.
اقرأ ايضا: تاريخ الأوبئة واللقاحات الأكثر فتكًا بالبشرية.. تعرف عليها