الأرشيف والمكتبة الوطنية يثري منصته في “أبوظبي الدولي للكتاب” بإصداراته المترجمة
يثري الأرشيف والمكتبة الوطنية منصته التي يشارك بها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022 بعدد من إصداراته المترجمة إلى لغات أخرى، وذلك انطلاقاً من أهمية هذه الكتب التي توثق مراحل تاريخية مهمة مرت بها الإمارات، وهي تنهض وتزدهر، وتشيد صرح اتحادها الميمون في تجربة وحدوية رائدة.
وعن هذه الإصدارات قال سعادة عبدالله ماجد آل علي المدير العام للأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة: يعمل الأرشيف والمكتبة الوطنية على نشر تاريخ دولة الإمارات الحديث، وهذا يقتضي ترجمة الكتب التي توثقه إلى لغات أجنبية حية. وضمن مشروع ترجمات، تم اختيار أهم إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية وترجمتها للتعريف بماضي الإمارات العريق وحاضرها الزاهر، وتجربتها في البناء والنهوض والتطور، وقد بادرنا مؤخراً لترجمة الكتب التالية إلى اللغة العبرية: (زايد من التحدي إلى الاتحاد) و(زايد رجل بنى أمة) و(قصر الحصن.. سيرة حكام أبوظبي).
وأضاف: إن ترجمة هذه المصادر القيمة تأتي دعماً للثقافة وتشجيعاً على تبادل الإنتاج الثقافي، وتعد هذه الترجمات خطوات مهمة على طريق التعريف بتاريخ وحضارة المنطقة، وبتجربة دولة الإمارات الوحدوية الرائدة، والتي كانت ثمرة جهود المؤسس والباني المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه الآباء المؤسسين، وتوثق هذه الكتب أيضاً مراحل من التطور والتقدم التي شهدتها دولة الإمارات في ظل قيادتها الرشيدة التي جعلت منها نموذجاً للدولة العصرية.
وأشار سعادته إلى أن هذه الترجمات الجادة لها دورها الكبير في تقديم صورة الإمارات المثالية للعالم، وذلك ما يعزز التواصل البناء والحوار الحضاري المنشود، وقد اهتم الأرشيف والمكتبة العربية حديثاً بالترجمة إلى اللغة العبرية بما يعزز العلاقات الثقافية واحترام الثقافات الأخرى.
يذكر أن ثلاثة كتب تمت ترجمتها إلى لغات أخرى، وقد حفلت بها منصة الأرشيف والمكتبة الوطنية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022، وهذه الكتب هي: كتاب (زايد من التحدي إلى الاتحاد) الذي يروي القصة التي تبرز السجل الحافل لمنجزات المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- وتقف دليلاً واضحاً على رؤيته الثاقبة ونجاحه الأسطوري.
كما يسجل إنجازات الراحل العظيم في الفترة من 1946 حتى 1971، أي ربع القرن من الزمان الذي يشكل إطار هذه الدراسة، وهي الفترة التي شهدت وصوله للسلطة، وشهرته بدءاً من “أمير الصحراء” في واحة العين الداخلية حتى أصبح رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبحكم المحتويات التفصيلية لهذه الدراسة البحثية فإنها تنطوي كذلك على تحليل عميق وشائق للشخصيات المعاصرة، والأحداث البارزة، وكلها تشكل قيمةً كبيرةً للباحثين والقراء على حد سواء.
ويبرز محتوى الكتاب بتسلسل زمني ثلاث مراحل مميزة وهامة في حياة الشيخ زايد السياسية، حيث كان ممثلاً لحاكم أبوظبي في العين، ثم حاكماً لأبوظبي، ثم رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة. وفي الكتاب صور كثيرة، وصور لوثائق أرشيفية تاريخية بالغة القيمة.
وأما كتاب (زايد رجل بنى أمة) فهو يحفل بأكثر التحليلات تفصيلاً لحياة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي أثرته الذاكرة الجمعية للذين عاصروا رحلته الطويلة وشاركوا فيها، وتم تعزيز محتواه بمواد مرجعية أساسية من كافة أرجاء العالم حتى غدا الكتاب في 800 صفحة يرسم فيها قصة شخصية فريدة وآسرة تدعمها العديد من الصور الأرشيفية الفريدة التي تعزز مضمون الكتاب الجديد.
وفي كتاب (قصر الحصن.. تاريخ حكام أبوظبي 1793-1966) – الذي استمدّ مصادره من السجلات الرسمية للإداريين البريطانيين بمنطقة الخليج- خمسة فصول تناولت: لمحة تاريخية، ثم التحول الاقتصادي والسياسي في مشيخة أبوظبي، فصعود أبوظبي للسلطة والشهرة في الفترة (1833-1855)، وأبوظبي المشيخة الرائدة على ساحل الخليج (1855-1909)، أما آخر الفصول فكان عن نهاية مرحلة وبداية تطورات جديدة (1909-1966).