عاش هنا| إحسان عبد القدوس.. قصة 600 رواية من الزمالك
يشكل الأدباء وكبار الكتاب علامة مميزة محفورة في وجداننا، ولكل قصة أو رواية كتبوها ذكرى عالقة في وجداننا، لا ننساها مهما مضى بنا من العمر، لكن ما هي حكاية هذا الكاتب أو الأديب؟، وكيف تأثر بما مر به من أحداث؟، وهل كان للمكان الذي كان يعيش فيه تأثير على كتاباته؟.
تواصل منصة «كلمتنا»، ضمن سلسلة «عاش هنا»، عرض تفاصيل حياة عدد من المشاهير والفنانين والأدباء وكبار الكتاب، ونكمل اليوم السلسلة بالكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، وقصته مع حي الزمالك، مسرح الأحداث الرومانسية في معظم رواياته.
الميلاد والنشأة:
ولد إحسان عبد القدوس في الأول من يناير عام 1919، وتعود جذوره إلى قرية الصالحية بمحافظة الشرقية، ودرس في مدرسة «خليل آغا» بالقاهرة بين عامي 1927 و1931، ثم التحق بمدرسة «فؤاد الأول»، خلال الفترة من 1932 إلى 1937، والتحق بعد ذلك بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، وتخرج منها عام 1942.
الأم «روز اليوسف»:
والدة الكاتب إحسان عبد القدوس هي «روز اليوسف»، واسمها الحقيقي فاطمة اليوسف، وهي لبنانية الأصل، مؤسسة مجلة روز اليوسف، ومجلة صباح الخير، وكان والده محمد عبد القدوس، ممثلاً ومؤلفاً.
الرومانسية بمفهوم جديد:
يُعد إحسان عبد القدوس من أوائل الروائيين العرب، الذين تناولوا في مؤلفاتهم قصص الحب، بعيداً عن العذرية، وأصبحت أغلب قصصه أفلاماً سينمائية، ومثلت رواياته نقلة نوعية متميزة في الأدب العربي، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى العالمية، ورسم طريقاً إلى التحرر الفكري والاجتماعي والأدبي، وترجمت معظم أعماله إلى لغات أجنبية عدة، وكتب سلسلة مقالات في مجلة أكتوبر، ويُعد من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا القضايا الاجتماعية والسياسية، من زوايا الرومانسية والحب.
المناصب الصحفية:
تولى إحسان عبد القدوس رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف وهو في الـ26 من عمره، ثم تولى رئاسة تحرير جريدة أخبار اليوم من عام 1966 إلى عام 1968، ثم أصبح رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم إلى جانب رئاسة التحرير في الفترة من عام 1971 إلى عام 1974.
الجوائز والأوسمة:
نال إحسان عبد القدوس العديد من الجوائز والأوسمة، منها وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى، ووسام الجمهورية، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب لعام 1989.
أبرز مؤلفاته:
كتب إحسان عبد القدوس أكثر من 600 رواية وقصة، تحول منها ما يزيد على 50 عملاً إلى أفلام سينمائية، فضلًا عن روايات أخرى، تحولت إلى دراما تليفزيونية ومسرحية، منها: النظارة السوداء، وبائع الحب، وصانع الحب، ولا تطفئ الشمس، وفي بيتنا رجل، ولا أنام، والرصاصة لا تزال في جيبي، والطريق المسدود، وإمبراطورية ميم، وأنا لا أكذب ولكني أتجمل.
أعماله المترجمة:
تمت ترجمة العديد من أعمال الكاتب إحسان عبد القدوس إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية، كما صدرت مقالاته في عدة كتب، منها: على مقهى الشارع السياسي، وأيام شبابي، وبعيداً عن الأرض.
أيام في السجن:
تعرض إحسان عبد القدوس للسجن مرتين، الأولى بعد مقال «الجمعية السرية التي تحكم مصر»، والثانية عندما طالب بخروج جمال عبد الناصر والضباط الأحرار من الجيش، وإعادة الحياة النيابية، كما خاض العديد من المعارك الفنية مع الرقابة السينمائية، بسبب جرأة قصصه.
غيبوبة حتى الوفاة:
«لو عاد الزمن للوراء، لعشت حياتي نفسها بكل تفاصيلها وهزائمها»، بهذه الكلمات كان يصف الكاتب إحسان عبد القدوس قصة حياته، التي بدأت وانتهت في شهر يناير، ففي 11 من نفس الشهر في عام 1990، فاضت روحه في مستشفى مصر الدولي، الذي كان يعالج به لمدة 10 أيام، بعد إصابته بغيبوبة بسبب نزيف حاد في المخ.
قصته مع الزمالك:
كان الكاتب إحسان عبد القدوس يسكن في 23 شارع «الجبلاية»، بجزيرة الزمالك، في محافظة القاهرة، ولعل هذا ما يفسر سر ارتباط هذا الحي بأحداث الكثير من رواياته، خاصةً التي تناولت القصص الرومانسية، التي تميزت بها الأعمال الأدبية للكاتب الراحل.
اقرأ ايضاً: عاش هنا| تحية كاريوكا وشارع النيل بالجيزة