حكاية شارع| حارة الخرنفش.. بين عراقة الماضي وإهمال الحاضر
تزخر القاهرة بالمناطق الأثرية الجميلة التي تحمل أسماء لا نعرف معناها أو السر وراء تسميتها بهذا الاسم، ووراء كل منطقة أو شارع قصة تقدمها لكم منصة كلمتنا في سلسلة حكاية شارع، واليوم موعدنا مع حكاية حارة الخرنفش وهو حي أثري في القاهرة الفاطمية.
سبب التسمية
والخرنفش مادة تتحجر مما يوقد على مياه الحمامات القديمة من الأزبال وغيرها، وكانت تستعمل مع الجير مونة للبناء، وقد استخدمها الخليفة العزيز بالله في بناء القصر الغربي الذي كان يتوج المنطقة لذا عرف الشارع باسمها.
تاريخ المكان
وكانت هذه الحارة تقع قديمًا في المنطقة التي تحد اليوم من الشمال بالجزء الشرقي من شارع الخرنفش ومن الغرب حارة خميس العدس وحارة اليهود القرابين، ومن الجنوب عطفة المصفى وعطفة الذهبي ومن الشرق حارة البرقوقية ومدخل شارع الخرنفش.
وزارة العهد الفاطمي
وتواجد بالشارع دار الوزارة في العهد الفاطمي ثم أصبحت مقر استقبال المبعوثين والرسل، وعندما قرر صلاح الدين الأيوبي حبس أولاد العاضد آخر الخلفاء الفاطميين تحولت دار الوزارة إلى سجن، ثم أنشأ الحاكم بأمر الله بالقرب من هذا المقر أو السجن دار الحكمة وملأها بعدد كبير من الكتب من خزائن القصور والمساجد، وأصبحت دار الحكمة مقصدًا للأطباء والفقهاء والعلماء.
خميس عدس
وفي شارع الخرنفش تتواجد حارة خميس عدس وفيها مبنى دار كسوة الكعبة التي تأسست عام 1233ه، وظلت تعمل حتى عام 1962م، ومازالت هذه الدار موجودة حتى الآن رغم توقف مصر عن إرسال الكسوة، وأمام الدار نجد مشغل كسوة الكعبة الشريفة، وقبله كانت تتواجد ورش المخارط الحديدية والقواديم والمناشير والتي أنشأها محمد علي باشا.
كسوة الكعبة
وكان شارع الخرنفش يشهد خروج كسوة الكعبة المسماة ب”المحمل” في احتفال رسمي بهيج من أمام مسجد القاضي عبد الباسط، وكان قاضي قضاة مصر ووزير الخزانة العامة والمشرف على صناعة الكسوة الشريفة التي كانت آياتها القرآنية تحاك بماء الذهب والفضة.
الفرير
ويقع في شارع الخرنفش أحد أشهر المدارس في مصر وهي مدرسة القديس يوسف التي تعرف ب”الفرير”، وتم إنشاؤها في يوليو عام 1858م، وتخرج منها الكثير من رموز مصر بينهم الزعيم سعد زغلول والزعيم مصطفى كامل، ومن الفنانين نجيب الريحاني وفريد الأطرش ورشدي أباظة وعبد الفتاح القصري.
جمال عبد الناصر والخرنفش
سكن جمال عبد الناصر الخرنفش عام 1933م عندما انتقل والده من السويس إلى القاهرة ليصبح مأمورًا لمكتب بريد حي الخرنفش، وقد استأجر والده منزلًا من أحد اليهود قريبًا من مكتب البريد عاش فيه حتى توفى.
الوضع الحالي
يعيش الآن شارع الخرنفش تحت ثقل وضع يناقض تمامًا فخامة ماضيه الأسطوري، فهو يبدأ بزقاق ضيق مزدحم بسيارات الأجرة والبائعين الجائلين، وتطل في وسطه واجهة مدرسة القديس يوسف.
اقرأ ايضاً: حكاية شارع| بيت القاضي وحكاية الأمير “ماماي” مع المحكمة الشرعية