حوارات

الروائية رشا سمير تكشف لـ «كلمتنا» أسباب غياب الشباب عن الصالونات الثقافية

أمنية أحمد وأسماء هنداوي

عاشقة للقراءة ومحبة للثقافة والإطلاع، وبدأت مسيرتها الأدبية في سن صغير، كما أنها أول روائية مصرية تتولى مهمة إدارة صالون “إحسان عبد القدوس الثقافي“، إنها الكاتبة والروائية د. رشا سمير.

في يوم عنوانه المرأة والثقافة، التقت منصة كلمتنا بالروائية رشا سمير على هامش فعالية iRead Her Summit وأجرت معها حوارُ ممتع حول القراءة وتغيير وصورة المرأة النمطية في المجتمع تسرده لكم في السطور التالية..

تغيير الصورة النمطية للمرأة

قالت د. رشا سمير لمنصة كلمتنا، أنها عندما علمت بموضوع ندوة iRead وهو “نحو خيال جديد للمرأة العربية”، نالت الفكرة إعجابها لأنها مختلفة تمامًا، ففكرة الصورة النمطية التي رسخت في أذهان الفتيات وهي النهايات السعيدة وخطف الأميرة على الحصان الأبيض لابد وأن تتغير، كما أكدت أن مبادرة iRead مهتمة بدعم المرأة وتنمية وعي الشباب، وأشارت أنتا بالفعل بحاجة إلى منصات تخاطب الشباب.

وأضافت أن الأجيال الحالية من الفتيات تسعى لأن يكون لها كيان خاص بها وأن تعمل وتحقق أحلامها، وتسعى لتغيير المجتمع دائمًا ولا تهاب نظرته إليها إذا كانت على يقين أنها في الاتجاه الصحيح.

كما أشارت إلى أن الجيل القديم من السيدات كانت تحكمه الموروثات والعادات والتقاليد لفترة طويلة جدًا، وللأسف لم يستطيعوا تغيير ذلك، وأضافت د. رشا أن جيل الشباب الحالي سيفعل ذلك دون شك، فالقراءة مهمة وهي سر التغيير الحقيقي، كما أن هناك إقبال كبير جدًا من الشباب على القراءة، مؤكدة أنه لابد أن تكون القراءة هي محاولة لتغيير الواقع وليست مجرد قراءة حكايات، فعلى الشباب قراءة كتب تحمل رسائل حقيقية.

تنمية وعي الشباب

أما عن كيفية تنمية وعي الشباب الثقافي ومواكبة التطوارات العصرية أكدت د. رشا أن الندوات والصالونات الثقافية التي يتم تنظيمها في النوادي والجامعات أمر مهم للغاية، فالدور الحقيقي للكاتب لا يقتصر فقط على الكتابة وإصدار كتب، ولكن يجب عليه أيضاً التواصل مع الشباب، موضحة أنها أطلقت مبادرة على صفحتها الشخصية لتشجيع الثقافة وتسمى «كاتبان وكتاب»، وتستضيف من خلالها شهرياً كاتب وتجري معه حواراً ويتم بث الحوار مباشر ويتابعه الجميع، مؤكدة أن ذلك أمر مهم للغاية خاصةً أن الكُتاب الذين يتم استضافتهم كُتاب لا يعرفهم الجميع وهم من دول أخرى، ذلك الأمر الذي يساهم في معرفة الشباب العديد من الأشياء الجديدة التي لها قيمة وتنمي وعيهم الثقافي.

وأضافت سمير أن الندوات التي تقدمها في الجامعات والمدارس تعد من أنجح ندواتها، خاصةً عندما تلاحظ كيف يتحدث الشباب بوعي وثقافة، ليأكدوا أنهم استطاعوا النجاح ولديهم القوة والإرادة للتغيير، كما أن شباب اليوم مختلفين عن الجيل الماضي، لذلك من المهم دائماً تنظيم ندوات وصالونات ثقافية لفئة الشباب، فيوجد العديد من الأفكار التي نستطيع الوصول بها للشباب لتنمية وعيهم الثقافي.

وعن أسباب اندثار الصالونات الثقافية في الوقت الحالي وعدم حماس الشباب لها أوضحت د. رشا سمير أنها تدير صالون إحسان عبد القدوس الثقافي وجميع رواد الصالون من كبار السن ونادرًا ما يتضمن شباب، لذلك من المهم مخاطبة الشباب بلغتهم، فقد أصبح من الصعب أن يجذب الصالون الثقافي الشباب إلا من خلال تقديم محتوى مختلف وجاذب له، أو من خلال استضافة شخصيات مهمة ومفضلة له، خاصةً أن الوقت الحالي يوجد العديد من الطرق للمعرفة فجميع الشباب الآن يلجأون إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على عكس ما كان يحدث قديماً فكان لا يوجد حل للبداية في كتاب ومعرفة معلومات أكثر عنه إلا من خلال الذهاب إلى صالون ثقافي.

واختتمت د. رشا سمير حديثها لمنصة كلمتنا موجهة نصيحتها للشباب قائلة: “نحن الجيل الماضي وأنتم جيل المستقبل، مصر بين أيديكم، لذلك عليكم تغيير وتطوير أنفسكم، فالشباب الآن واعد لديه رغبة في التعلم، والمعرفة أمراً مهماً للغاية، ومن يريد تنمية هواية الكتابة لديه يجب عليه القراءة كثيراً والكتابة باستمرار، فالممارسة في الكتابة مهمة جداً، وكل من لديه فرصة للقراءة يجب عليه انتهازها، ولكن من المهم قراءة كتب لها قيمة تساعدك على تطوير لغتك ومعرفتك، فالقراءة مهمة والثقافة ترتقي بالشعور والوعي والوجدان”.

اقرأ أيضًا: الروائية ريم بسيوني في حوارها مع كلمتنا: “علينا تقديم أعمال تحمل الصدق والجمال للشباب”

Related Articles

Back to top button