أخصائي نفسي يؤكد لكلمتنا: تأهيل المقبلين على الزواج يقضي على العنف المجتمعي
انتشرت في الفترة الأخيرة جرائم القتل بين المقبلين على الزواج والشباب وأصبحت ظاهرة يتحدث عنها الشارع المصري، ولعل السمة المشتركة التي لاحظناها بين الضحايا هي صغر سن أعمارهم وأنهم في مرحلة الشباب ومستهل الحياة الزوجية، وهو ما يجعلنا نتسائل عن الأسباب النفسية لارتكاب هذه الجرائم، وما الذي يدفع اي من الطرفين لإنهاء حياة شريكه أو الشخص الذي يرغب في الارتباط به وأن يعرض نفسه للسجن بدلا من اللجوء للحوار أو الانفصال أو الخلع.
يقول الدكتور أحمد الجوهري، أخصائي الطب النفسي وعضو الجمعية الأمريكية للطب النفسي ومتخصص الاستشارات الزوجية والأسرية، إن القتل بين الأزواج أو الشباب هو آخر مرحلة من مراحل العنف الأسري وقبلها تكون العلاقة قتلت نفسياً قبل جسدياً، والعنف الأسري وبين الشباب ليس قتل فقط ومن صوره المختلفة الإيذاء الجسدي أو الجنسي أو اللفظي مثل الإهانة، وذلك يحدث سواء من الزوج للزوجة أو العكس أو بين الشباب، وفي الغالب الأزواج والشباب الذين نشأوا في منازل يسودها العنف الأسري يصبحوا ضحية له بكل أشكاله والتي تصل للقتل أحيانا.
ويكمل أنه بالنسبة لأسباب موت العلاقة بين الزوجين فترجع إلي أولا غياب لغة التواصل بين الزوجين، سواء لعدم وعيهم بأهمية وجود وقت مشترك بينهم أو غياب لغة حوار مشتركة، أو بسبب تراكم الضغوط ومسئوليات الحياة و تكون النتيجة النهائية أنهم يقيمون في منزل واحد لكن يعيش كلا منهم في جزيرة منفصلة (الانفصال النفسي والخرس الزوجي)، ثانياً الإهانة والتجاوزات اللفظية والاستهانة بمشاعر ورغبات شريك الحياة والمبالغة في الانتقاد وعدم تقدير الايجابيات والتركيز على النواقص فقط.
ويضيف: ثالثاً عدم الرضا عن العلاقة الخاصة بين الزوجين وذلك يرجع لأسباب كثيرة، رابعاً ارتفاع سقف التوقعات من الزواج، فالزوجة تعتقد أن الزوج يقوم بكل الأدوار الأب والصديق والأخ ويعوضها عن كل ما مرت به ولكن في الحقيقة هو زوج فقط، ونفس الأمر بالنسبة للزوج الذي يتوقع من زوجته أن تلعب دور الأم، خامساً غياب الثقة بين الطرفين وهو الأمر الذي ينتشر حالياً بين الشباب سواء بشكل معلن أو غير معلن لأسباب حقيقية أو مجرد شكوك وهو الأمر الذي يهدم العلاقة بالتدريج بشكل خفي.
ويتابع سادساً غياب الحدود مع الأهل والأصدقاء وعدم مراعاة الخصوصية والسماح للأهل بالتدخل في تفاصيل الحياة اليومية للزوجين وهو ما يخلق مادة دسمة للخلافات، سابعاً بعض اضطرابات الشخصية مثل الشخصية السيكوبايتة أو النرجسية أو الشخصية الشكاكة أو الاعتمادية، فإذا كان أحد الأزواج يعاني من اضطراب الشخصية أو مريض إدمان تفسد العلاقة لو لم يتم التعامل مع الأمر بطريقة صحيحة.
وينصح الدكتور أحمد الجوهري أخصائي الطب النفسي وعضو الجمعية الأمريكية للطب النفسي ومتخصص الاستشارات الزوجية والأسرية كل زوجين أو الشباب المقبلين على الزواج أن يكون لديهم استعداد لبذل مجهود في العلاقة مع الشريك والعمل على إنعاشها وإعادتها للحياة بأخد خطوات جدية في طريق التغيير إذا تطلب الأمر، وإذا كان ذلك غير مناسب فالانفصال بهدوء هو الأنسب، ويقول “مش صح أبدا نفضل عايشين علاقة مستنزفة بتهدنا كل يوم لحد ما ييجي يوم نلاقي نفسنا وصلنا للقتل لا قدر الله”.
ويشير إلى أن التأهيل النفسي للأزواج قبل الارتباط مهم جدا، ومثلما يجب استخراج شهادة صحية لابد أن تعقد دورات تدريبية وقياس نفسي للمقبلين على الزواج، لقياس مدى قدرتهم عل، النجاح في هذه المنظومة، مؤكدا أن الحب وحده لا يكفي فالزواج مسئولية ومجهود مشترك ووعي ومهارات يحتاج كل طرف لاكتسابها لتؤهله لقيادة الحياة الزوجية، كما أن بلوغ سن الزواج سبب غير كافي للدخول لهذه المرحلة دون وعي، وعلى عكس المعتقدات غير الصحيحة فأنسب سن للزواج هو في الثلاثينات من العمر ولا داعي للاستعجال، لأنه يقود للندم ودفع ثمن اختيار غير مناسب.
اقرأ ايضاً: استاذ علم نفس يجيب لـ “كلمتنا” هل التحرش مشكلة اجتماعية أم نفسية؟