في ذكرى وفاته.. أهم مواقف في حياة طلعت حرب أبو الاقتصاد المصري
يعد طلعت حرب أحد أعلام الاقتصاد في تاريخ مصر حتى صار لقبه “أبو الاقتصاد المصري”، وهو مؤسس بنك مصر ومجموعة الشركات التابعة له، وعمل على تحرير الاقتصاد المصري من التبعية الأجنبية وكان عضوًا بمجلس الشيوخ المصري، وكان لرجل الاقتصاد الوطني مواقف كبيرة أثرت في الحياة الفكرية المصرية، وتستعرض معكم منصة كلمتنا في ذكرى وفاة طلعت حرب أبرز المواقف في حياته.
تأسيس بنك مصر
كانت فكرة إنشاء بنك مصري وطني حلمًا راود الكثيرين منذ أيام محمد علي باشا، والذي كان قد أمر قبل وفاته بإنشاء بنك برأسمال 700 ألف ريال، لكن المشروع انهار كسائر المشروعات عندما أصابه المرض.
وأقنع طلعت حرب 126 مصريا بالاكتتاب لإنشاء البنك، وبلغ ما اكتتبوا به 80 ألف جنيه تمثل 20 ألف سهم أي أنهم جعلوا ثمن السهم 4 جنيهات فقط، وكان أكبر مساهم هو عبد العظيم المصري من أعيان مغاغة حيث اشترى ألف سهم، وفي 13 أبريل عام 1920م تحول حلم طلعت حرب إلى حقيقة ونشرت الجريدة الرسمية للدولة مرسوم تأسيس شركة مساهمة مصرية تسمى “بنك مصر”.
كتابه ضد الإنجليز
وكان جانب تأليف الكتب مهم في حياة الزعيم الراحل طلعت حرب، ومن مؤلفاته كان كتاب عن قناة السويس قام بنشره عام 1910م، وقام طلعت حرب بتأليفه بعدما كانت بريطانيا تعد مشروعًا لمد امتياز قناة السويس بعد انتهاء الفترة المقررة لها، وهو الأمر الذي لاقى رفض عدد من الوطنيين في مصر ومنهم طلعت حرب.
وفي الكتاب استعرض طلعت حرب نشأة فكرة قناة السويس، وأنها مصرية صميمة منذ أيام الفراعنة، وقيام سنوسرت الثالث بتوصيل نهر النيل بخليج السويس، ثم قيام عمرو بن العاص بإعادة حفر نفس القناة لكن سميت خليج أمير المؤمنين، واستمرت تؤدي دورها حتى تم ردمها من أبو جعفر المنصور بعد 134 عام بسبب الإضرابات السياسية.
كما يبرز الكتاب المنافسة الكبيرة بين القوى الاستعمارية للسيطرة على طرق التجارة بين الشرق والغرب، وقصة اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح وتحكم البرتغال فى التجارة العالمية، وكيف أن حكومات هولندا وإنجلترا وفرنسا قامت بتأسيس شركات ملاحة تقوم بنقل البضاعة بين الشرق والغرب.
العداء مع قاسم أمين
وكان قاسم أمين قد بدأ في نشر دعوى تحرير المرأة عام 1898م وأصدر كتاباً عنوانه “تحرير المرأة”، ولقى هذا الكتاب معارضة شديدة من بعض الزعماء الوطنيين ومنهم مصطفى كامل وطلعت حرب.
ورد طلعت حرب على قاسم أمين بكتاب “تربية المرأة والحجاب”، فجاء فى الكتاب الأخير أن الناس يرفضون أفكار قاسم أمين لأن رفع الحجاب والاختلاط حلم يراود أوروبا منذ قديم الأزل لهزيمة مصر من خلال تحرر نسائها، وقال طلعت حرب فى كتابه “أسمينا الكتاب تربية المرأة والحجاب، وهو اسم كنا نتمنى أن يجعله حضرة قاسم بك أمين عنوانا لكتابه فإنه أليق من اسم تحرير المرأة”.
وأثنى الزعيم مصطفى كامل على كتاب طلعت حرب فى مقال له فى جريدة اللواء عام 1900م.
تغيير موقفه تجاه حرية المرأة
وبعد حوالي 30 عامًا من معاركه الفكرية ضد قاسم أمين وأفكاره اختلفت آراء طلعت حرب وراهن على نجاح المرأة المصرية وأوفد بعثات من السيدات المصريات لأوروبا لتعلم فن الإخراج وصناعة السينما، ويبدو أن الزعيم الراحل أدرك بعد ثلاثة عقود أنه لا يمكن بناء مجتمع ونصف طاقته معطلة.
وكان طلعت حرب من أول الداعمين للسيدة لطيفة النادي، وهي أول سيدة تقود طائرة وتحلق بها وحدها عام 1933م وشارك في حفل تكريمها بمطار ألماظة، وأنشأ استوديو مصر عام 1934م لاعتقاده بأن الفنون صناعة وطنية أصيلة، وأنتج عددًا من أهم الأفلام الكلاسيكية المصرية ومنها فيلم وداد لكوكب الشرق أم كلثوم.
الاستقالة من بنك مصر
وفي عام 1940م عانى بنك مصر من أزمة مالية كبيرة تحت ضغط الحكومة المصرية وسلطات الاحتلال الإنجليزي، ورفض البنك الأهلي منحه قروض بضمان محفظة الأوراق المالية، وحين لجأ طلعت حرب إلى وزير المالية اشترط وقتها أن يترك منصبه لعلاج الأزمة، مما أجبره على الاستقالة من البنك عام 1939م.
اقرأ ايضاً: طلعت حرب .. ماذا تعرف عن “أبو الاقتصاد المصري”؟