«الهلال».. أقدم مجلة ثقافية في العالم العربي
تعد مجلة الهلال أقدم مجلة ثقافية في العالم العربي، كما أنها أطول المجلات الثقافية العربية عمراً، فهى المجلة الوحيدة التي تصدر بصفة منتظمة دون انقطاع منذ 130 عاماً، وذلك منذ صدور عددها الأول منها في 1 سبتمبر عام 1892، لتصبح اتجاهاً جديداً في الثقافة العربية والفكر العربي، وتترك أثراً في تاريخ مصر والعالم العربي، وفي السطور التالية تعرض لكم منصة «كلمتنا» أبرز المعلومات عن مجلة الهلال الثقافية.
أصبحت مجلة الهلال الثقافية بعد تأسيسها من أشهر المجلات الثقافية في مصر والوطن العربي، وأسسها واحد من عمالقة الأدب العربى الأديب والصحفي اللبناني جرجي زيدان، وكانت الهلال وقت إصدارها أول وأقدم مجلة تطرح القضايا الثقافية باللغة العربية، وصدر العدد الأول من المجلة بعد مرور 10 سنوات على هزيمة الثورة العرابية والاحتلال البريطانى لمصر، ذلك الأمر الذي ساهم في أن تلعب مجلة الهلال دوراّ رائداً في تحديث وتطوير الفكر العربي، وتفتح آفاقاً جديدة لثقافة التطور.
نجاح مستمر
نجحت مجلة الهلال في استمرار صدورها حتى الآن، بسبب قدرتها على تجديد أقلامها وخطابها مع التحولات الثقافية المتلاحقة على مدار مختلف السنوات، لتترك أثرها في الحياة الثقافية والأدبية والفكرية المصرية والعربية، وقد تم تعريف المجلة في عددها الأول بأنها مجلة علمية تاريخية أدبية، وكانت تضمن 5 أبواب، وهم: الروايات، المنتخبات من الأخبار، أشهر الحوادث وأعظم الرجال، تاريخ الشهر»، والتقريظ والانتقاد.
وفي افتتاحية العدد الأول من المجلة أوضح جرجي زيدان، أسباب اختيار اسم «الهلال»، قائلاً: “دعونا مجلتنا هذه بالهلال لثلاثة أسباب، أولاً: تبركاً بالهلال العثماني رفيع الشأن، وثانياً: إشارة لظهور هذه المجلة مرة في كل شهر، ثالثاً: تفاؤلاً بنموها مع الزمن حتى تتدرج في مدارج الكمال فإذا لاقت قبولًا وإقبالًا، أصبحت بدراً كاملاً بإذن الله”.
سجل تاريخي
كانت مجلة الهلال دائماً حريصة على كسب القراء من خلال الاعتماد على الثقة والاعتدال والحياد التام والنزاهة والابتعاد عن الزيف أو التهويل، كما أنها حرصت على التركيز على تنمية الثقافة العامة ونشر الموضوعات والأخبار العلمية والتاريخية والأدبية، فقد كانت سجلاً وديواناً لتاريخ مصر، كما أنها أعداد المجلة تعد وثائق تاريخية بالكلمات والصور، بعد أن عاصرت العديد من الحوادث الكبرى في تاريخ مصر والعالم.
مع مرور الوقت تطورت مجلة الهلال فتحولت من مطبعة صغيرة في الفجالة وأصبحت مؤسسة صحفية كبيرة، وصدؤ عنها العديد من المطبوعات الدورية، لعل أبرزها: مجلة المصور، مجلة الكواكب، مجلة حواء، روايات الهلال، مجلة سمير، سلسلة كتاب الهلال، وسلسلة ميكي.
وعلى مدار أعدادها المختلفة استكتبت مجلة الهلال العديد من كبار الكتاب والأدباء، منهم د. زكي مبارك، طه حسين، توفيق الحكيم، مي زيادة، عباس العقاد، خليل مطران، نجيب محفوظ، زكي طليمات، أحمد بهاء الدين، سهير القلماوي، وبنت الشاطئ، وغيرهم من أعلام مصر والعالم العربي.
وتناوب على رئاسة تحريرها أعلام الصحافة والأدب، فتولى رئاسة تحريرها جرجي زيدان من عام 1892 إلى 1914، وبعده ابنه إميل زيدان، ثم الدكتور أحمد زكي، وعلي أمين، وكامل زهيري، ورجاء النقاش، ودكتور علي الراعي، وصالح جودت، ود. حسين مؤنس، وكمال النجمي، ومصطفى نبيل، ومجدي الدقاق، وعادل عبد الصمد، ومحمد الشافعي، وسعد القرش، ويتولى رئاستها حالياً الإعلامي والكاتب الصحفي خالد ناجح.
رابط أعداد مجلة الهلال على موقع الشارخ.. من هنا