خبير صحة نفسية: الانتحار هو السبب الثاني لوفاة الشباب.. اعرف المتهم الأول!
يحتفل العالم في 10 سبتمبر من كل عام باليوم العالمي لمنع الانتحار، ويعتبر الحد من الانتحار من أولويات اهتمامات منظمة الصحة العالمية، وأثبتت التقارير الأخيرة أن من أبرز الأسباب التي تجعل الشخص يقدم على الانتحار هي الإدمان والتعرض لسوء المعاملة في مرحلة الطفولة، وفي التقرير التالي تستعرض معكم منصة كلمتنا سبل توعية الشباب للحد من ظاهرة الانتحار.
قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية إن الانتحار هو السبب الثاني للوفاة عند الشباب والمراهقين، وذلك بسبب أن شخصية المراهق تكون لديها عجز فكري في مواجهة المشكلات التي تقف أمامه، وقد يكون عنده انخفاض في ثقته في ذاته أو يعاني من قسوة والديه أو عدم الانتماء لرفاقه أو يمر بمجموعة من التغيرات الجسمانية والفسيولوجية أو مصاب بالاكتئاب وقتامة المستقبل أو الشعور بالرغبة في الاحتجاج العلني ضد المجتمع، أو التمرد على سلطة والديه أو يعاني من فراغ أو الرغبة في المحاكاة والتقليد لبعض أصدقائه الذين مروا بتجربة الانتحار أو الفشل الدراسي والعاطفي أو بعض ألعاب الانترنت، وكل هذه الأسباب تدفع الشباب والمراهقين للتفكير في الانتحار.
وأضاف أن الإدمان يترتب عليه مجموعة من الأعراض النفسية شديدة الوطأة على الإنسان، وللأسف فإن دخول أنواع جديدة من المخدر جعلت الآثار النفسية أشد وطأة وتصل للانتحار، لذا ففي الفترة الأخيرة زادت معدلات الانتحار بصورة كبيرة بين الشباب المدمنين نتيجة دخول أنواع جديدة من المخدرات تؤثر على كيمياء المخ وتأثر على الصلابة النفسية للإنسان وتدفعه للانتحار، والمدمن ببعض أنواع المخدرات يعاني من الارتباك الشديد مما يؤدي به إلى حوادث تشبه الانتحار كأن يختل توازنه من مرتفع أو تختل عجلة القيادة في يده فيسقط من منحدر، ومن أعراض الاكتئاب بين الشباب أيضا التعرض لنوبات الهلع المتكررة والتي تسبب ضيق التنفس وخفقان القلب والانتحار .
وأشار إلى أن الإدمان يدفع الشباب للوثة عقلية وفقد الذاكرة وبالتالي قد يتخذ قرار بالانتحار بدون وعي، ويصاب بعدم القدرة على التحكم في مشاعر الحزن والفرح ويصاب بالتقلبات المزاجية واختلال التوازن، إضافة للتعرض للهلاوس السمعية والبصرية ورؤية أشياء غير حقيقية وكلها أمور قد تدفع المدمن للانتحار، وقد يدخل الشاب بسبب الإدمان في مرحلة من اللاوعي تجعله ينهي حياته.
وأوضح أن هناك علامات ومؤشرات لابد أن يلاحظها كل أب وأم في أولادهم تدل على تفكيرهم في الانتحار وهي إهمال النظافة الشخصية واختلال الساعة البيولوجية والخرس والانسحاب الاجتماعي وقتامة المنشورات على المواقع الاجتماعية.
واختتم حديثة قائلًا إن التراكمات النفسية تسبب الانتحار والأسرة التي تقصر في حق أبنائها عن طريق ممارسة العنف والتنكيل والإيذاء البدني والنعت بالألفاظ السيئة وعقد المقارنات والتمييز بين الأبناء تدفعهم للانتحار، الأسر الأم لا تهتم بإقامة حوار مع الأبناء وتكتفي بتوفير سبل الراحة من غرف مجهزة بأجهزة التكييف والانترنت والتي أصبحت بمثابة مقابر للتخلص من الأبناء مما يدفعهم للانتحار، إضافة لغياب أحد الأبوين بسبب السفر أو الانفصال والذي يسبب فجوة نفسية كبيرة للشباب وينتهي بهم للتفكير في الانتحار.
وللحد من ظاهرة الانتحار أشار إلى أنه لابد أن يكون وجود الأهل حقيقي وفعال في حياة أبنائهم، وأن لا يبالغوا في تدليلهم وحمايتهم بشكل زائد، وأن تحرص الأسرة على إقامة حوار بناء مع أبنائها والتفكير في المشكلات التي تواجههم سويًا.