كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| حلاوة المولد

كل سنة وأنتم طيبين وبخير.. وادي مولد النبي هل علينا بمظاهره واحتفالاته الجميلة اللي الجميع بيستناها من السنة للسنة، مع كل بداية لشهر ربيع تاني بنبدأ نحتفل بالمولد النبوي الشريف ومصر بالذات من أكتر البلاد اللي بتشارك في الاحتفالات دي، ومن أشهر المظاهر والاحتفالات اللي بتتقام في مصر حلقات المدح والذكر والإنشاد، وطبعا حلاوة المولد.

مين فينا مش بيحب حلاوة المولد بيحب يشتريها ويحب أكلها، مين فينا وهو صغير ماكنش بيستنى عروسة المولد الحلاوة بألوانها الجميلة وزينتها المبهجة لو كانت بنت أو الحصان الحلاوة بفارسه وسيفه وعلمه لو كان ولد، احنا لو مشينا في شوارع مصر في الفترة دي هنلاقيها مبهجة ومليانة بالزينة والأنوار المميزة اللي بتدي الشعور بالفرحة.

افتكر زمان كان أهلنا بيحتفلوا بيه زي العيد، وكان بيسموه الموسم وحلاوة الموسم المقصود بيها الحلاوة السمسمية والحمصية والملبن وباقي أشكال الحلويات، كانوا بيحتفلوا به بطريقتهم المميزة دا حتى فيه ناس كانت بتتلبس الهدوم الجديدة، وكمان تكل مخصوص لليوم دا و أطباق الرز بلبن والزلابية، ونيجي الكبيرة وهي حلاوة المولد اللي فيها أشكال وألوان من الحلويات، وكل المظاهر دي إن دلت على حاجة هتدل على الشعور بالفرحة والسعادة باليوم المميز دا وهو يوم مولد النبي العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام رسول الإنسانية.

لكن اللي احنا مش واخدين بالنا منه أو واخدين ووبنعمل نفسنا مش عارفين أن أغلب مظاهر الاحتفالات دي مظاهر موروثة من العصر الفاطمي، فكانوا هما اللي اتفننوا في عمايل الحلوى الخاصة ب الذكرى دي ودا مش بينقص منهم ولا بإيمانهم فغاية ما هناك أنهم كانوا بيحتفلوا بيه بطريقة مميزة، فكان الخليفة الفاطمي المعز لدين الله بعد دخوله إلى مصر كان له احتفالات منظّمة بمولد الرسول ودا كان غايته التقرب من المصريين، فكان للفاطميين نظامهم الخاص بيهم وهو أن الخليفة وأكابر البلد في اليوم دا بيقوموا بالتصدق من المال الخاص بيهم فكانوا بيخرجوا للعامة ويوزعوا الصدقات منها بالمال وكمان على شكل حلويات.

وكانت بتتوزع الحلويات في صوانى بأمر الخليفة على كل طبقات الشعب الغني والفقير، وكمان كان بيتم ختم القرآن في الجامع الازهر في حضور قاضي القضاة وكبار رجال الدولة، فالمقصود يعني أن الغرض كان صدقة للفقراء بتفرحهم وتسعدهم وطبعا مافيش وقت أجمل من يوم ميلاد رسول الإنسانية.

لكن سبحان الله اتغير الحال بمرور السنين ومافضلش منه غير حلويات المولد واللي ارتبطت بمشاعر المصرين والاحتفال بذكرى المولد النبوي، بالرغم من الارتفاع الكبير في الأسعار لكن بقت من الثوابت، ياجماعة أنا مش ضد حلاوة المولد لكن أنا ضد المغالاة في أسعارها، طيب مانحتفل ونجيب اللي على الاد مش بالشكل ولا السعر الجنوني الموجود.

بذمتكم دا ينفع نجيب بالأسعار الخرافية دي علبة حلاوة عشان نتفاخر بيها وندخل في مزايدات على البرندات والأسعار، طيب ازاي ماهو بالعقل كدا احتفلوا بس بالعقول ويا اخي هات على ادك والباقي اعمل زي حبيبك اللي بتحتفل به اتشبه بصفاته دا ربنا قال «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، والرحمة دي مش محدودة، فهي بتشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم.

يعني من الآخر اتصدق بالباقي على المحتاج، والله لو عملنا كدا هنفرح ونفرح ناس كتيرة وهيفرح سيدنا وحبيبنا النبي بينا، احتفلوا وافرحوا بالمولد فالاحتفال بالمولد النبوي، جايز لو ماكانش بيشتمل على حاجة حرام فحبيبنا النبي أول من احتفل به فكان بيصوم في ذكرى ميلاده ويقول “هذا يوم وُلدت فيه ويوم بعثت -أو أنزل علي- فيه».

احتفلوا بكثرة مجالس العلم اللي هتتناول السيرة النبوية، احتفلوا بزيادة دروس السيرة النبوية في المساجد والمدارس عشان الأجيال الجديدة تعرف أكتر عن نبيهم الكريم، احتفلوا بإقامة حلَقات الذكر والابتهالات اللي بتصف الرسول الكريم، ويعبّر بها المسلمون عن حبهم واحترامهم له بقصائد المدح النبوية.

وأخيرا بيستحضرني قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي.. “ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء”.
وكل سنة وأنتم طيبين.
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى