كاتب ومقال

دار في خاطري| لن تتوقف الحياة

بقلم: ريم السباعي

هل توقعت يوما متى تتوقف الحياة؟! هل تتوقع أن الحياة سوف تتوقف عندك؟! أو أنها ربما تتوقف عند أي شخص آخر؟! أم أنك تؤمن بأن الحياة ستتوقف عند نهاية العالم؟! أم أنك ترى أن الحياة سرمدية لن تتوقف أبدا؟!

إن الحياة منذ بداية الخلق أيام وشهور، سنوات وعقود، ثوانيها ودقائقها وساعتها تسير على وتيرة واحدة، أجيال تتلاحق، أعمار تتفاوت وتستمر الحياة.

ولكن هل تظن أن الحياة ستتوقف عندك؟! أو عند أي شخص آخر؟! عندما يدرك أي إنسان أنه شخص ذو منفعة سواء في عمله أو بين أفراد أسرته، وأحيانا يشعره من حوله بأنه لا غنى عنه، أو أنها حقيقة يدركونها، فإن هذا الإنسان يتملكه شعور بأن الحياة سوف تتوقف من دونه، ويكون ذلك في بعض الأحيان هو نفس شعور من حوله.

فمثلا عندما تقوم بعمل إنجاز كبير في عملك، كتطوير منظومة العمل، وإدخال تحديثات عليها، وتعلم العاملين كيف يكون العمل وفقا لهذه التطويرات، فعندئذ تكون على يقين تام بأن العمل سيتوقف تماما في حال غيابك عنه، أو ربما يخشى بعض زملائك غيابك لهذا السبب وإن لم يبدوه لك، فإذا افترضنا حدوث خلاف بينك وبين صاحب العمل أدى إلى تركك لهذا العمل، سوف تشعر بأن الحياة ستتوقف عندك، وربما تعمدت ترك العمل لتضع صاحبه في مأزق حيث أن الحياة ستتوقف، ولن يجد من يدير العمل، ولكن الحقيقة أن الحياة لن تتوقف، وكما استطعت انت التطوير سيأتي غيرك ليستكمل ما بدأته وربما كان أفضل منك.

إذن فالحياة مستمرة مادام كتب الله لها الاستمرار، وإنها لن تنتهي إلا عندما يأذن لها الله بالانتهاء، وإن ما تقوم به من عمل اليوم سوف تسلمه لغيرك في الغد، وغيرك سوف يسلمه لغيره بعد غد، وهكذا حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

ولكن إذا أردت أن تصارع الحياة لتحيا بها وتستمد منها الاستمرارية لذاتك حتى يأتيك اليقين، فلابد أن تعيش أنت، تعيش نفسك وذاتك، لا تعيش أحدا آخر، لا تقبل بأن تصير ورقة يابسة في خريف بائس تحملها الريح فتحط بها هنا، ثم تعود وتحملها من جديد فتضيعها هناك، حقق ما تريده أنت لا ما يريده الآخرين من خلالك، وهذا لا يعني أنك تعيش لنفسك فقط، بل احرص على مساعدة الآخرين بكل ما أوتيت من قوة لتجعلهم سعداء، وحقق لهم ما يتمنون مادام باستطاعتك تحقيقه.

ولكن احذر أن يكون ذلك فيما يخصك أنت وحدك، وهذا لا يعني أيضا عدم التضحية من أجل الآخرين، بل ما أعنيه هو تحكم الآخرين فيما يخصك، بأن يملوا عليك ما تفعله وما لا تفعله وكأنك تحيا بلا عقل يفكر وبلا إدراك يميز، لا تجعل أحد يحركك وكأنك أداة بين يديه يستخدمها كيفما يشاء، وتذكر جيدا أنك يوم تقف أمام الله عز وجل سوف تحاسب وحدك، على عملك أنت، وتلقى جزاء ما اقترفته يداك.

اقرأ أيضًا: دار في خاطري| القدوة والمثل الأعلى

نبذة عن الكاتبة

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى