كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| تعرف فلان اه.. عاشرته لا

زمان قالوا تعرف فلان؟ اه.. عاشرته؟ لا .. تبقى ماتعرفهوش، وقالوا كمان لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وست أشهر، ودا يبين لنا اد ايه مهم أننا ما نتسرعش في حكمنا على شخص لأن النتيجة دايما بتكون غلط، وعشان كدا لازم ناخد الوقت الكافي عشان نفهم الشخص دا ونحتك به في مواقف مختلفة وصعبة، ف المواقف دي هي اللي هتبين حقيقته، ما هو مش كل اللي بيلمع دهب والدهب الحقيقي كل ماتحكه يلمع أكتر.

لازم نعرف أن في حياتنا للأسف قرارات كتيرة غلط اخدناها نتيجة حكمنا على ناس بسرعة ومن غير دراسة لهم، وكانت النتيجة للأسف غيرت مصير حياتنا ومصير ناس كانت قريبة مننا وكمان حملناهم أعباء أفعال هما ما عملوهاش أصلا، ياه كام من ظنون دمرت حياة الأبرياء وقضت عليهم من غير رحمة، كام حد دخلناه حياتنا واحنا مقتنعين أنه من أحسن الناس والنتيجة أنه خربها.

وكام من كلام فاضي مش حقيقي قضى بقسوة على أحلام ناس بسيطة وكام من ناس خسرناها بسبب حكمنا السريع عليهم أو بمعنى أصح سمعنا أحكام عليهم من ناس تانية ومكلفناش نفسنا أننا نتعب شوية ونحكم عليهم بنفسنا، وكام وكام.. ألف كام…؟.

أنا بتمنى أننا نحاسب أوووي ويبقى حكمنا على الناس من خلال مواقفهم معانا ومش من موقف واحد لا من خلال مواقف كتيرة عشان مانبقاش وقعنا في فخ التسرع في الحكم على الغير، وتكون النتيجة أصابنا الحزن بعد كدا وتألمنا أشد الألم ولا وجع القلب لو في يوم اتقابلت مع اللي ظلمته واتسرعت في الحكم عليه ولومه.

وماكلفتش نفسك تسمع أعذاره قبل ماتلزق التهمة به أو تصدر عليه حكمك لأن أحيانا كتيرة بيقع الشخص في شباك الاستعجال وقبل ما يعرفوا بواطن الأمور، فببساطة شديدة محدش هيقدر يميز بين الناس إلا بأفعالهم، وهو نفس الحال بين الملح والسكر، مش هنعرف الفرق بينهم إلا بعد الاستعمال، وكدا كثير من التصرفات في ظاهرها طريقة لكن باطنها حاجة تانية.

ويبقى من المنطقي وقبل إصدار أي حكم على الغير وتكوين رأي لازم الإدراك باللي هنكون مقبلين عليه، فالحكم على الغير مش بالأمر السهل أو اليسير اللي يمكن أنه يتصوره البعض منا، لازم نخلي بالنا أن في حالة الظن بالعكس وأن الأمر سهل وبسيط فالنتيجة الأكيدة هتكون ظلم كبير هيقترفه صاحب الرأي في حق اللي هيحكم عليهم غير ظلمه في حق نفسه..

لازم يكون الحكم بحسب ما يمليه الضمير والأمانة وقبل دا كله الدين، وفي النهاية اكرر كلامي إياكم من التسرع في الحكم على الغير وقبل ماتحكم بص جوا البشر مش براهم، فتش عن الإنسان الرائع اللي موجود في الأعماق، عشان لما تاخد القرار ماتكونش اتسرعت في الحكم على الآخرين، ف تظلم بريء، وتبرئ ظالم، وزي ماقالوا (الفراشة رغم جمالها حشرة.. والصبار رغم قسوته زهرة) فلا تحكم على الناس من أشكالهم لكن بقلوبهم.
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى