“كلمتنا” تحاور أول رسام تشريحي في مصر: “ريشتي بتخدم البحث العلمي واتمنى نهتم بالمجال دا قريب”
أميرة شعبان
-أشرف: مجال الرسم التشريحي معدوم في مصر بالرغم من أهميته
-بتمنى أعمل أطلس كامل يخدم الطلبة والأطباء
-نجحت في مساعدة أطباء كبار في أبحاثهم وتم نشرها في مواقع عالمية
تخصص نادر لا تجد من يحترفه سوى المئات القليلة على مستوى العالم، بدأه أطباء محترفين تركوا الطب وتخصصوا في الرسم التشريحي ليخدموا به ملايين الطلبة والأطباء والباحثين.
ومن مصر اقتحم الشاب اشرف رجب رفاعي، الذي لم يكمل عامه الـ22، هذا المجال ليصبح أول رسام تشريحي يسخر “الريشة والباليته والألوان” لخدمة الأطباء والبحث العلمي .
“كلمتنا” تواصلت مع اشرف الطالب في الفرقة الرابعة بكلية الطب البيطري لتعرف أهمية هذا المجال وكيف بدأ به فروى قائلا ” قصة الرسم التشريحي بدأت معايا من أول سنة في الكلية لما لقيت مقرر علينا مادة التشريح، ودي مادة صعبة بناخدها على مدار سنتين وبتتذاكر جوا المشرحة فعليا، ودا امر مش سهل نهائي، وانا من صغري بحب الرسم فبدأت أرسم التفاصيل”
ويكمل ” خلال الدراسة كنت بشتغل في صيدلية من 1 مساء لحد 9 الصبح، ودا خلى عندي وقت فراغ بعد الفجر كبير، وبعد ما بحثت كتير لقيت المجال دا معدوم في مصر فبدأت أطور من رسمي في التشريح، وبدأت فعلا أحوش من مصروفي ومرتبي وأجيب خامات وألوان خشب وماية وزيت وكل حاجة محتاجها”.
الاهتمام العالمي
وعن أهمية المجال قال أشرف “بالرغم من أن المجال دا في مصر معدوم لكنه مهم جدا عالميا، وفيه دكاترة على مستوى العالم تخصصوا في الرسم الطبي زي د.فرانك نيتر اللي ساب ممارسة الطب وتخصص في الرسم الطبي التشريحي ورسم علوم النسج والجنين والفيزيولوجيا، لحد ما تم جمع كل الرسومات في 13 كتاب ضموا 20 ألف رسمة تعتبر مرجع لطلبة الطب، لكن طبعا مع التطور فيه حاجات كتير جدا اتضافت للعلم وأجزاء تم اكتشافها حديثا وأنا حابب فعلا أنقل الطريقة لمجال الطب البيطري لأن الطريقة دي فيه مش موجودة من الأساس”.
وتابع “وعلى المستوى العالمي كمان الغرب أدرك كويس أهمية المجال دا لأنه بيخدم الطلبة والأطباء لدرجة أنه تم إنشاء كلية متخصصة لدراسة الفن الطبي، بتقبل حوالي 40 طالب فقط سنويا على مستوى العالم، ودا خلاني اتشجع لأنه مجال فريد ونادر”.
على أرض الواقع
أما عن استخدام اشرف لفنه على أرض الواقع فقد تمكن من معاونة عدد من الأطباء فعليا، وأوضح قائلا” طبعا أنا بدأت من الصفر ووصلت لأني بالفعل استخدمت فني مع أطباء وتم نشر الأعمال في مجلات علمية عالمية، وآخرها مع دكتور محمد ابو مندور وهوا عالم تشريح ، وكان بحثه بيتكلم عن محطة عصبية وكان محتاج اني اوضح ده بالرسم وتم نشر البحث”
وأكمل ” وجود المجال دا في مصر هيساعد قطاعات كبيرة جدا أولها الاطباء اللي بيكونا محتاجين توضيح اجزاء معينة من القلب او الكبد او أي جهاز في الجسم، وكمان الأطباء الشرعيين اللي لازم يكونوا عارفين الفرق بين عظام الانسان والحيوان مثلا، وكذلك البحث العملي اللي مجاله واسع واحتياجه للتوضيح مش بيخلص، وطبعا طبعا الطلبة اللي مش هتكون مضطرة تقضي كل وقتها جوا المشرحة”
حلم قريب
وعن ما يتمنى فعله في الفترة القادمة قال أشرف ” أنا نفسي إن الفكرة تبدأ تطور وتكبر في مصر لإنها هتفيد جداً البحث العلمي، وأنا هدفي الخطوة الجاية إني أبدأ في عمل اطلس تشريح في مجال الطب البيطري، وبعد كده ابدأ بردو اشتغل على الجراحة والباثولوجيا اللي هو علم الأمراض لإن دا هيفيد الثروة الحيوانية بشكل عام في مصر، وبدل ما بيموت عندنا الاف الرؤوس كل سنة، لأ لو اهتمينا بحاجة زي كدا هنتجنب الاسباب”
وأضاف “وناوي كمان أساعد غيري اللي حابب يبدأ في المجال دا أعرفه يبدأ منين لإن انا محدش ساعدني ، دا بجانب إني عامل مشروع صغير وهوا الرسم “لايف” بدخل عمليات حقيقية وبدأت فعلا اجمع اسكتشات، وساعدني كتير جدا د.احمد بركات ود.عصام المنشاوي في القصة دي، واستحملوني كتير ودا نادر في مجالنا أصلا، وان شاء الله الفترة الجاية المشروع يكمل، وأقدر أوصل فكرتي لعدد كبير من المسئولين في مصر ونبدأ نقتحم مجال مش موجود محليا”.