المبدع الروسي “تولستوي”.. نكشف علاقته بالإمام محمد عبده ورحلته لتأليف “الحرب والسلام”
يعد ليو تولستوي من عمالقة الأدب الروسي، وله العديد من الأعمال الأدبية التي تعتبر الأعظم على مدار التاريخ، ومنها روايتي “الحرب والسلام” و”آنا كارينينا”، وساهم تولستوي في النهضة الكبيرة التي شهدها الأدب الروسي خلال القرن التاسع عشر، وفي ذكرى وفاته تصحبكم منصة كلمتنا في التقرير التالي عن أبرز المحطات في حياته.
ولد ليو تولستوي في 9 سبتمبر 1828م في مقاطعة تولا جنوب مدينة موسكو في روسيا، ونشأ في مناخ أرستقراطي حيث كانت والدته تنحدر من سلالة روريك أول حاكم في تاريخ روسيا، وفي عام 1844م تم قبول تولستوي في كلية اللغات الشرقية بجامعة كازان، وبعد عام واحد قرر دراسة القانون حتى حل عام 1847م وحينها قرر ترك الدراسة دون الحصول على شهادة جامعية، وجاء ذلك عقب أن ورث إقطاعية كبيرة وحتم عليه واجبه العودة لمراعاتها وتحسين أحوال الفلاحين، والتحق تولستوي بالجيش الروسي وشارك في حرب القرم.
ومن أشهر أعمال تولستوي هو كتاب الحرب والسلام والذي ألفه عام 1869م، ويتناول هذا الكتاب مراحل مختلفة في حياته، ويشمل الكتاب الحوادث السياسية والعسكرية التي حدثت في أوروبا في الفترة بين 1805م و1820م، وسرد تولستوي في الكتاب تفاصيل غزو نابليون لروسيا عام 1812م، ومن أهم أعمال تولستوي أيضا كتاب “آنا كارنينا” والذي تناول فيه عددًا من القضايا الاجتماعية والأخلاقية والفلسفية في شكل مأساة غرامية بطلتها آنا كارنينا، وتم ترجمة الرواية لعدة لغات وتحويلها لعدة أعمال سينمائية ومسرحية.
وأعجب الشيخ محمد عبده والذي كان مفتي الديار المصرية في هذا الوقت بكتابات تولستوي وكانا يتبادلان الرسائل، وأحدث الاثنان نهضة فكرية أصبحت وثيقة إنسانية تلهم الآخرين إلى الحد والتسامح وتنير العقول.
وفي 20 نوفمبر عام 1910م توفى تولستوي بعد إصابته بالالتهاب الرئوي وكان يبلغ من العمر 82 عامًا، وكان تولستوي قد أمضى الساعات الأخيرة في الوعظ بالحب واللاعنف.
اقرأ ايضاً: “أنطون تشيخوف” .. طبيب برتبة كاتب وأديب روسي مبدع