يستلهم معظم الشعراء قصائدهم وأبياتهم من وحي مواقف وأحداث مروا بها وأثرت فيهم، لتعيش الأغنية والقصيدة عمرًا أطول من صاحبها وتظل في عقول وقلوب الملايين عبر الأزمنة، ولعل قصة حب الشاعر أحمد رامي لكوكب الشرق أم كلثوم خير دليل على ذلك، حيث خلد هذه المشاعر الرقيقة في أغاني وصل عددها 110 أغنية تعبر عن هذا الحب الصادق، ومن بين هذه الأغنيات كانت رائعة “جددت حبك ليه”، وتقدم لكم منصة كلمتنا القصة وراء تلك الأغنية وكيف جسدت عشق الشاعر الكبير أحمد رامي للفنانة أم كلثوم؟
“جددت حبك ليه بعد الفؤاد ما ارتاح.. حرام عليك خليه غافل عن اللي راح” بهذه الكلمات عبر الشاعر أحمد رامي عن حبه لكوكب الشرق أم كلثوم، وعندما سمعت السيدة عطا لله زوجة أحمد رامي كلمات هذه الأغنية اشتعلت نيران الغيرة في قلبها، لكن حاول رامي أن يقنعها بأنها مجرد كلمات عادية لأغنية ليس أكثر.
وظل الشاعر أحمد رامي يحب أم كلثوم من طرف واحد أكثر من نصف قرن، وبعد وفاتها في عام 1975م أصيب باكتئاب شديد وهجر الشعر حتى توفى عام 1981م، ونافس الموسيقار محمد القصبجي رامي على قلب كوكب الشرق، ولكن في النهاية لم يجن الاثنان سوى الألم والعذاب.
ورغم تأكيد أم كلثوم في أكثر من مناسبة ولقاء على أنها تحب في رامي الشاعر وليس الرجل، إلا أنه ظل متيما بها حتى رحيله، وفي الذكرى الأولى لوفاتها ألقى قصيدته الأخيرة التي كتبها في رثائها والتي قال فيها “ما جال في خاطري أني سأرثيها.. بعد الذي صغت من أشجي أغانيها، قد كنت أسمعها تشدو فتطربني واليوم أبكي وأبكيها، وما ظننت وأحلامي تسامرني.. أني سأسهر في ذكرى لياليها”.
وظل رامي محتفظًا بخاتم في أصبعه أهدته له كوكب الشرق على مدار حوالي ثلاثين عامًا، ورغم وفاته إلا أن أشعاره بصوت أم كلثوم لاتزال حية وتحكي عن حبه الكبير لها، هذه المشاعر التي بدأت منذ أن التقى بها وغنت له “الصب تفضحه عيونه”، ولم تنته حتى بعد موتهما بل لازالت عالقة في أذهان الملايين عبر مختلف الأزمنة من محبي أغاني أم كلثوم.
اقرأ ايضاً: شاعر وأغنية| “حيرت قلبي معاك”.. كيف لخصت قصة عشق رامي لأم كلثوم؟
