فعاليات و مبادرات

الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم محاضرتين لتوعية المترجمين بالتشابكات اللغوية وإشكاليات الترجمة

في إطار مشروعه الوطني والتثقيفي “ترجمات” نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرتين: الأولى بعنوان (التشابكات اللغوية والثقافية في ترجمة النصوص المعاصرة)، والثانية بعنوان (إشكاليات ترجمة النصوص التاريخية القديمة)، وقد جاءت المحاضرتان في إطار تطوير مهارات المهتمين بالترجمة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

تضمنت المحاضرة الأولى للمشاركين تمارين عملية ونماذج تطبيقية حول أهم المعضلات اللغوية والثقافية التي تواجه المترجمين عند التصدي لترجمة النصوص المعاصرة في كافة التخصصات القانونية والإعلامية، والأدبية والسياسية، والاقتصادية والتجارية والعلمية.

وناقشت المحاضرة مدى تأثير الاختلافات في الأنظمة اللغوية على جودة ومصداقية النصوص المترجمة علاوة على التحديات التي تكتنف عملية النقل من ثقافة إلى ثقافة أخرى خاصة عند الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية.

وقد أكد المحاضر أن عملية الترجمة تتم على مستويات عديدة: لغوية ومعجمية، ونحوية ودلالية، وأسلوبية وسياقية واصطلاحية، بالإضافة إلى مراعاة الفوارق بين ثقافات وأيديولوجيات النصوص الأصلية والنصوص المترجمة علاوة على مختلف التباينات بين الجمهور الذي يستهدفه النص المصدر والجمهور المستهدف في الثقافة المنقول إليها، أما المحاضرة الثانية؛ فقد ناقشت الإشكاليات الكامنة في ترجمة النصوص التاريخية القديمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية.

وقد عمد المحاضر إلى تحليل مقتطفات من تلك النصوص مستخدماً منهجية علمية محددة الأبعاد تستند على عدد من المرتكزات النظرية والدراسات المحورية لأبرز علماء الترجمة في العالم مثل يوجين نايدا، وبيتر نيومارك، وسوزان باسنت، وجدعون توريه، ولورانس فينوتي، وآخرين، بالإضافة إلى نظرية سكوبوس التي تنص على أن الترجمة ليست عملية نقل لغوي بل تطبيق لغرض محدد.

وركز المحاضر في عدد من القضايا الترجمية التي تشكل تحدياً لمترجمي النصوص التاريخية القديمة كالنصوص التي تتضمن فقرات يشوبها الغموض بسبب اللغة العتيقة التي كتبت بها، واستخدام أسماء الأماكن التاريخية والجغرافية التي لم تعد شائعة في الوقت الراهن، لا سيما وأن معظم هذه النصوص ذات توجهات استشراقية تحتم على المترجم استشارة المختصين قبل الشروع في الترجمة.

وعلى الصعيد نفسه تحمل بعض هذه النصوص دلالات وإيحاءات خفية وبيانات ذات حساسية ثقافية تتطلب اتخاذ الحذر عند ترجمتها إلى اللغة العربية.

الجدير بالذكر أن قاعة “ليوا” بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية قد استضافت المحاضرتين التخصصيتين اللتين قدمهما البروفيسور صديق جوهر خبير الترجمة بالأرشيف والمكتبة الوطنية، وشارك فيهما عدد كبير من المهتمين من جهات عديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى