“بنت بـ١٠٠راجل”.. مروة حولت إعاقتها لدافع لإلهام الآخرين
أسماء هنداوي
“الإعاقة ليست نهاية الحياة فهناك شباب استطاعوا طوال فترة حياتهم أن يتغلبوا على كثرة التحديات والصعوبات التي واجهتهم في الحياة ومن هؤلاء كان لـ “كلمتنا” لقاء مع مروة الشابة في العقد الثالث من عمرها لتروي لنا قصتها المليئة بالعزيمة والإصرار”.
بعد ثلاثة أشهر من ولادتها اكتشفت والدتها أن ابنتها الرضيعة مصابة بشلل الأطفال بسبب تطعيم فاسد، فبدأت معاناتها في البحث عن علاج لطفلتها سواء كان علاج طبيعي أو جهاز تعويضي لقدميها، ومع مرور السنوات كان تشجيع والدتها بمثابة حافز قوي لها، إنها مروة عيسى في عقدها الثالث ابنة الصعيد التي تفوقت في دراستها وتخرجت من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وبعد تخرجها بدأت في تنمية مهاراتها والهوايات التي تفضلها واستطاعت الحصول على العديد من التدريبات في مجالات مختلفة مثل التنمية البشرية والكمبيوتر وريادة الأعمال والجرافيك، ولم تكتفِ بذلك بل بدأت في تعلم التطريز والخياطة..
دعم وتحفيز
وكانت بداية الطريق بعد أن تزوجت فكان لزوجها النصيب الأكبر من التشجيع خاصة للدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، فتحفزت وبدأت في معرفة القوانين الدولية الخاصة بهم لكي تصبح على علم بكل شيء، ومع الوقت أصبحت مؤهلة لذلك حتى تم ترشيحها من قبل المجلس القومي للمرأة للانتخابات البرلمانية، وأيضًا ترشحت من قبل اتحاد مصر لجمعيات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لمناقشة مسودة قانون ذوي الاحتياجات الخاصة، ولم تقتصر على ذلك فقط بل أنها أصبحت تدير جمعيتها الخاصة التي تهتم بتعليم الصناعات التراثية والتطريز، وكذلك تهدف إلى تعليم ريادة الأعمال وغيرها من الحرف التي تساعد الشباب في بدأ مشروعاتهم الخاصة.
جمعية تمكين
وبنبرة تملؤها الفخر تقول مروة عن إنجازاتها إنها بعد أن تعمقت في ذلك المجال بدأت في السفر للعديد من المؤتمرات لذوي الاحتياجات الخاصة في دول مختلفة مثل ألمانيا وإنجلترا وروسيا واليونان وغيرها من الدول الأجنبية والعربية، بالإضافة إلى تأسيس جمعية “تمكين” لحقوق ذوي الإعاقات التي تحث على الدفاع عن قضاياهم وخاصة المرأة، لافتة أن من أهم أهداف الجمعية تغيير نظرة المجتمع اتجاه ذوي الاحتياجات الخاصة والتوعية بحقهم في ممارسة مختلف المجالات مثل غيرهم.
وشاركت مروة في العديد من المبادرات الخاصة بذوي الاحتياجات مثل مبادرة محو أمية برايل ومبادرة حاول تفهمني ومبادرة العصا البيضاء، بالإضافة إلى مشاركتها في إنشاء أماكن لانتظار سيارات ذوي الاحتياجات مما يجعله الأول من نوعه في محافظات الصعيد، كما أنها تتمنى أن يكون للمرأة التي تعاني من أي إعاقة مكان شاغر في المناصب الهامة وتصبح مثلها مثل الرجل لأن المرأة تستطيع النجاح دائمًا.