بفكرة بسيطة يمكن أن تجني الملايين داخل شركتك
وفاء حسن
كل منا يحلم ويريد أن يبني مشروعه الخاص، ويجني منه الكثير من الأموال في فترة قصيرة، وكثيرًا منا يتحمس لترك الوظيفة ويفتح شركته الخاصة ولكن في كثير من الأحيان يفشل المشروع لعدم الدراسة الكافية للمشروع، وقلة الخبرة في تحديات السوق، وعدم المهارة في فن التسويق والمبيعات، ولكن يوجد أيضًا نماذج نجحت نجاحًا باهرًا مثل شركة جوجل، ولكي تصبح مثل هذه الشركات الكبيرة وتنجح مثلها إليك هذه الفكرة البسيطة وهي “الريادة الداخلية لشركتك.
فكرة بسيطة موجودة في الغرب من القرن الـ18، وقد استخدمتها شركة «بروكتر أند جامبل» منذ عشرات السنين، لتزيد رأس مال شركتها وبالفعل نجحت في ذلك، وتقوم هذه الفكرة علي السماح للعاملين بالشركة بالمشاركة في الإدارة أو تأسيس شركة داخل شركة، أو خط إنتاج يشرفون هم عليه، فهنا تتبني الشركات أفكار موظفينها، وابتكارتهم الذهبية في التسويق والمبيعات بمقابل مادي مع الاحتفاظ بالعاملين النابغين في شركتهم للاستفادة منهم وإرضائهم ماديا ومعنويا، وإليكم هذه القصة التي حدثت على أرض الواقع في إحدى الشركات الكبرى.
قصة “ريتشارد مونتنيز” عامل نظافة مهاجر من المكسيك، كان يعمل في شركة الوجبات الخفيفة، Lay’s التابعة لشركة «بيبسيكو»، والتي تنتج المنتج الشهير «شيتوس»، وكان يتقاضى أربعة دولارات في الساعة، في أواخر الثمانينات كانت الشركة تمر بمشكلات مالية، وجه على أثرها المدير التنفيذي نداءً إلى كل العاملين بالمساعدة في إنقاذ الشركة، ولو بفكرة بسيطة،قرأ ريتشارد النداء، وربط بينه وبين رغبته الدائمة في وجبة خفيفة حارة بنكهة الصلصات المكسيكية المحببة لديه، ولكنها لم تكن متوافرة، وأتته فكرة بسيطة، ونظراً لأنه لا يجيد تقديم الأفكار بصورة إحترافية ، فقد قام بأخذ بعض من «الشيتوس» السادة، وإعداد صلصته الخاصة، وغمس فيها «الشيتوس»، وعبأها في أكياس، رسم عليها يدوياً رسومات تعكس ثقافة أميركا اللاتينية، وطلب مقابلة أعضاء الإدارة، ووزعها عليهم، وكانت مفاجأة له حينما أجمع الكل على إعجابهم بالمنتج الجديد، وطريقة تقديمه، والألوان على الكيس.
وخلال الاجتماع، قال له الرئيس التنفيذي: «من اليوم ستترك الممسحة، فأنت الآن من فريق الإدارة»، وتم تدريبه وإعداده جيداً لتولي منصبه، اليوم بلغت ثروة ريتشارد عشرات الملايين، كما در منتجه على الشركة مليارات عدة، ويشغل ريتشارد اليوم منصب نائب الرئيس التنفيذي لشركة «بيبسيكو» العالمية، وأصبح من المتحدثين التحفيزيين، ويتقاضى 25 ألف دولار ليتحدث في المؤتمرات، بجانب حصوله على درجة الدكتوراه، ويعتبر كتابه «فليمنج هوت» من أكثر الكتب مبيعاً، وتقوم حالياً الممثلة الشهيرة، إيفا لونجريا، بإنتاج فيلم عن قصة حياته.
الموظفون موجودون، والنابغون موجودون، ولكن يتطلب الأمر وجود مديرون يعرفون بقيمة هذه الأفكار، ويقدرون موظفينهم ماديا ومعنويا، بفكرة بسيطه يمكن أن تجني الملايين من مشروعك.