الأرشيف والمكتبة الوطنية يختتم برنامج البرزات الرمضانية الرقمية بنجاح
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ثلاث برزات رمضانية رقمية في شهر رمضان المبارك كانت حافلة بالنقاشات الثقافية المتخصصة، وقد شارك فيها نخبة من المتخصصين والشركاء الاستراتيجيين، وسلطت البرزات الضوء على دور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- في دعم العمل الإنساني، ومسيرة دولة الإمارات على نهجه حتى احتلت المرتبة الأولى عالمياً على هذا المؤشر، واهتمت أيضاً بالبحث العلمي، وبدور الأرشيف والمكتبة الوطنية في هذا الميدان، وبالمعارف الوطنية التي يقدمها للطلبة مما يعزز انتماءهم للوطن وولاؤهم لقيادته الرشيدة.
جاءت هذه البرزات الرمضانية الافتراضية التي نظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية تأكيداً على دوره المجتمعي، وحرصاً منه على فتح نافذة للتواصل مع أبناء المجتمع، ومناقشة بعض القضايا الوطنية والفكرية، وتسليط الضوء على دور الأرشيف والمكتبة الوطنية ومهامه، وخدماته والمراحل التي مر بها على مدار تاريخه الذي يمتد لأكثر من نصف قرن، وتطلعاته المستقبلية في الخمسين عاماً المقبلة، وقد حظيت هذه البرزات بمتابعة متميزة من الجمهور.
تزامنت البرزة الرمضانية الثانية، وهي بعنوان: “العطاء الإنساني تأصيل للقيم الحضارية” -وقد أدارها محمد إسماعيل عبد الله إخصائي برامج تعليمية في الأرشيف والمكتبة الوطنية- مع يوم زايد للعمل الإنساني لتؤكد أن المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- كان يولي العمل الإنساني اهتماماً خاصاً؛ فهو من سمات تكوين شخصيته الإنسانية المُحبةِ للخير والعطاء، وقد جعل من العمل الإنساني نهجا وطنياً ورؤية استراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وفيها تحدث السيد حمد سرحان الصوافي عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أنشأ العمل الإنساني في الدولة، حتى بلغ المساعدات الإنسانية التي بذلت منذ عام 1971 وحتى عام 2004 أكثر من 90,5 مليار درهم، في مجالات الصحة والتعليم والإسكان، وإغاثة المناطق المنكوبة بالكوارث، وهذا الدور أسهم في تعزيز المكانة العالمية لدولة الإمارات.
وقال حميد راشد الشامسي مستشار المساعدات الدولية في هيئة الهلال الأحمر: لقد غرس الشيخ زايد في مجتمعنا بذور التسامح والعطاء الإنساني؛ ما جعل إماراتنا الطيبة تحتضن أكثر من 200 جنسية، ونحن في الهلال الأحمر نعمل لصالح الإنسانية، وكثيراً ما نتعرف على مشاريع أقامها الشيخ زايد في دول العالم لأول مرة؛ أذ كان -رحمه الله- ينفق بيمينه ما يخفيه عن شماله.
وتحدثت سعادة الدكتورة أسماء بنت مانع العتيبة الرئيس الفخري لفريق “فرسان شكراً لعطائك” في البرزة، فقالت: لقد زرع فينا الشيخ زايد قيماً نعمل على غرسها في نفوس أبنائنا. وقيادة الشيخ زايد جعلتنا نفخر بأننا أبناء هذا الوطن المعطاء، وتطرقت سعادتها إلى أهمية العمل التطوعي في رفع اسم الإمارات عالياً.
هذا وقد كانت البرزة الأولى -التي أدارتها هند الزعابي إخصائية برامج تعليمية في الأرشيف والمكتبة الوطنية- أقرب ما تكون إلى جلسة نقاشية شارك فيها الشركاء الاستراتيجيون للأرشيف والمكتبة الوطنية الذين استفادوا من خدماته، ولا سيما من البرامج التعليمية، وقد شاركت في هذه البرزة كل من: مدارس أدنوك، ومدارس الإمارات الوطنية، وجمعية محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل، ومجموعة الشراكات العالم الجديد، ومركز أبوظبي للتوحد، وقد أجمع المشاركون على أهمية ما يقدمه الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد نشر الثقافة الوطنية، وتعزيز الانتماء للوطن والولاء لقيادته الرشيدة، وترسيخ الهوية الوطنية، وغرس بذور المواطنة الصالحة في نفوس الأجيال.
وكانت آخر البرزات الرمضانية الرقمية التي نظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية في الشهر الفضيل عن (خدمات البحث العلمي بين الواقع والتطلعات) والتي أدارها السيد محمد إسماعيل عبد الله، وتحدث فيها كل من الدكتور محمد عبد الله محمد المنصوري، والمهندس خالد العميرة؛ حيث أكدا أهمية إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية وكنوزه الوثائقية ومكتبته في خدمة الباحثين وتسهيل مهامهم البحثية المتعلقة بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وأكد الباحثان أن الأرشيف والمكتبة الوطنية مصدر أساسي للكثير من المراجع والمصادر التي غذت بحوثهما، وقد ساعدتهما السجلات والوثائق التاريخية في تقديم المعلومة التاريخية الموثقة.
وأشاد الباحثان بالأرشيف الرقمي للخليج العربي ((AGDA وقد اعتبراه كنزاً من المعارف، التي يستطيع الباحث أن ينهل منها ما يثري به بحوثه المتصلة بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج.
وتجدر الإشارة إلى أن البرزات الرمضانية الثلاث قدمت للجمهور تعريفاً بالأرشيف والمكتبة الوطنية، وبرؤيته ورسالته، وخدماته التي يقدمها للباحثين وللجمهور بشكل عام، كما عرفت بالأرشيف الرقمي للخليج العربي وأهميته بالنسبة للطلبة وللباحثين، وسبل الاستفادة منه، ودعت الجمهور أيضاً إلى كونجرس المجلس الدولي للأرشيف الذي يعدّ الحدث الأرشيفي الأكبر الذي تستضيفه أبوظبي في الفترة من 9-13 أكتوبر المقبل.