تحرص المرأة على أن تثبت للعالم أنها تستطيع مواجهة الصعاب والتحديات، وحرصا منا على نشر هذه النماذج ليعلم بها الجميع، ألقينا اليوم الضوء على أهم وأفضل نماذج المرأة.
في ظل اهتمام المجتمع بمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، أصرت أن تضع لمساتها، وأطلقت مبادرة “فينا خير”، لتنشر من خلالها الوعي حول كيفية التعامل مع ذوي الهمم، متشبثة بالاستمرارية في مساعدتهم ومساعدة أسرهم، وذلك رغم الصعاب التي تواجهها.
إنها أخصائية التخاطب وتنمية المهارات “سهيلة سامح سعد” ابنة محافظة الجيزة، وفي حوارها الخاص مع منصة «كلمتنا» ستحكي لنا عن أفضل أعمالها في مجال تربية ذوي الاحتياجات الخاصة.
من أين جاءتك فكرة مبادرة فينا خير؟
بدأت الحكاية عندما كنت أدرس في كلية تربية ذوي الاحتياجات الخاصة، وبدأت أتدرب داخل المجال، وأعرف ذوي الهمم ومشاكلهم وأولياء الأمور، لكي أعلم المشاكل التي تواجههم مع أبنائهم، بالإضافة إلى مشاكل الأخصائيين، وحينها أدركت أن الله اختار لي هذا التخصص، لكي اترك بصمة فيه، وعلى مدار 4 سنين الجامعة كنت أتابع وابحث في المراكز والحضانات والمؤسسات، وقابلت العديد من الحالات، وأيضا كنت أتحدث مع أخصائين وأولياء أمور، وأبدأ في تدوين كل شيء، وأضع حلول و أفكار استطيع تنفيذها في المبادرة، أيضا تعلمت الجرافيك، وذلك لكي استطيع عمل تصاميم لحملات توعية تسهل على أي فئة سواء كانت شباب أو أولياء أمور.
متى أطلقت المبادرة؟
بدأت في تنفيذ الفكرة، وذلك عندما تخرجت من الكلية مباشرةً، حيث كان لدي جميع المشاكل والحلول والأفكار التي يمكن تنفيذها، ووقتها كانت نتيجتها مضمونة، وأيضا كنت أضع خطة لكل شيء.
من كان الداعم لكي؟
يأتي في المقام الأول عائلتي، حيث كان أبي وأمي وأختي يساعدوني في تنفيذ الفكرة، وكانوا يتولون مهمة تشجيعي على الاستمرار، أيضا ساعدني كثيرا في الأفكار، الزميل محمد جمال أخصائي التخاطب وتعديل السلوك، كما أنه يعتبر مؤسس المبادرة بجانبي، وقام بتشجيعي أيضا في تنفيذ المبادرة، وبالفعل أطلقناها، وبدأنا في تجميع فريق، حتى استطعنا تجميع بورد كامل يحتوي على أكثر من 12 شخص في مختلف التخصصات، مثل اتش آر “الموارد البشرية” وجرافيك وكتابة وفويس وبي آر “علاقات عامة”، وبعد ذلك بدأ كل شخص ينضم للفريق يكون مرحب كثيرا للفكرة، وحاليا انضم إلينا أكثر من 300 شخص في محافظات مصر، أيضا تعاوننا مع مراكز وحضانات لديهم ذوي احتياجات خاصة، وساعدنا أكثر من 20 أسرة في استشارات ومتابعات أون لاين، وأطلقنا العديد من حملات توعية في محافظة الغربية وإسكندرية والقاهرة والقليوبية والغردقة ومحافظات أخرى، وقدمنا أكثر من 50 محاضرة في تخصصات التربية الخاصة وتربية الأطفال، وقمنا بزيارة دار أيتام لذوي الاحتياجات الخاصة في الكثير من المحافظات.
ما هي الصعاب التي واجهتكِ؟
يوجد الكثير من المراكز التي توافق على التعاون، لتكون دعايا لهم فقط دون أن يساعدونا، وأيضا يوجد مراكز ترفض أي فكرة من أفكار التعاون بيننا، حتى ولو كانت حالة واحدة أو حملة توعية واحدة مجانية، ومع الأسف قد يصل إلينا حالات غير مقتدرة، وحينها نكون غير قادرين على إيجاد أماكن تساعد بجانبنا.
من وجهة نظرك ما هي المشكلات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر؟
من المشاكل التي تواجههم، أنه لا يوجد توعية كافية في المجتمع، سواء شخص كبير أو صغير لكي يعرفوا كيف يتعاملوا معهم ولا يخافون منهم، وأيضا تعد مصاريف المراكز أو المؤسسات غالية للغاية على الأهالي، مع وجود أماكن أو مؤسسات غير مؤهلة تماما لهم ليتحركو داخلها، ومن أبرز المشكلات انتشار التنمر و العنصرية، وعدم وجود فرص عمل كثيرة لذوي الاحتياجات الخاصة.
في رأيك كيف نتغلب على هذه المشكلات؟
يجب نشر الوعي في المجتمع عن كيفية التعامل مع شخص من ذوي الهمم بشكل صحيح، وتوعية المقبلين على الزواج، وذلك من خلال عمل تحاليل قبل الزواج وأشياء أخرى كثيرة لتجنب حدوث إعاقة، أيضا لابد أن يتم توفير فرص عمل تناسب الإعاقة التي يمتلكونها، وأن نوفر لهم أماكن يستطيعوا من خلالها أن يتحركوا فيها بكل أريحية سواء من خلال كرسي متحرك أو عصا، ومن الأشياء المهمة أن نتحدث مع أصحاب المراكز أو المؤسسات بأن يكون هناك تخفيض في الأسعار لذوي الهمم، وذلك ليكون هناك فرص ليتحسنوا، ولابد أن ننشر الوعي لدى الأهالي عن كيفية التعامل مع أبنائهم.
من خلال المبادرة ما أهم النصائح التي تقدميها لأولياء الأمور الذين لديهم أطفال ذوو احتياجات خاصة؟
لا تخفي طفلك، فهو ليس معاق، هو فقط مختلف ولديه قدرات مختلفة، أيضا يجب أن تهتم بجلسات طفلك، وتدربه لأنك عامل أساسي ومهم في حياته، ويجب أن تتأكد من خبرة الأخصائيين الذين يقومون بتدريب طفلك، بالإضافة إلى أن تهتم بغذائه وأن تتعرف على موهبة طفلك، وتشجعه وتدعمه، ففي النهاية قد كرمك الله بطفل مختلف سيكون سبب في دخولك الجنة.
ما هي أحلامك بشأن المبادرة؟
أتمنى أن تساعد المبادرة كل أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة، ويكون لها أثر في المجتمع، وتقدم شيء كبير تساعد من خلاله أي طفل أو شخص، وأتمنى أن تكون المبادرة معروفة للجميع.