كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| لعله خير

“لعله خير”.. جملة صغيرة لكنها بتبقى سبب في راحة لكتير من القلوب ودا لأنها بتعمل على أبعاد الأحزان وقفل أبواب الآلام وخيبات الأمل، جملة بتحط رجلينا على طريق شعور الأمل والتفاؤل اللي هو أهم شعور بيمتلكه الانسان.

التفاؤل هو اللي بيخلي الإنسان يقدر على أنه يكمل حياته وهو الدافع اللي هيشعل الحماس في روحه، لأنه بيديه دافع وسبب يخليه يعيش عشانه، دا غير أنه هو اللي بيدي الحياة قيمتها الحقيقية،  فالإنسان اللي بيفقد التفاؤل في الحياة هو أقرب للميت من الحي، لأن التفاؤل هو اللي بيدينا الأمل.

فالأمل هو ابن للتفاؤل وجزء لا يتجزأ منه، وهو اللي بيبعد شعور اليأس عند ضياع الفرص، فبيقدر يقف من تاني ويكرر المحاولة لحد ما يوصل للي عاوزه، لازم نقتنع أن الوحش اللي حصل مخبي لنا وراه خير كتير.

تعالوا احكي لكم حكاية، كان فيه في قديم الزمان وزير حكيم معروف بشدة إيمانه وفي ليلة خرج مع الملك للصيد، وكل ما يحصل حاجة كويسة أو وحشة يقول لعله خير، وفجأة وقع الملك في واحد من الفخاخ الموجودة في الغابة، واتجرحت ايده، فقال الوزير لعله خير وغضب الملك منه..

ولما اتعرض الملك على الطبيب وكشف عليه قام قايل له الطبيب إن صباعه لازم يتبتر، وهنا برضه قال الوزير: لعله خير فقام سمعه الملك فزاد غضبه، وبعد ماخلصت العملية قام الملك بطلب حضور الوزير فورا، اللي اول ما جه وشافه الملك سأله عن الخير اللي شايفه في قطع صباعه واتهمه بالخيانة وراح أمر بسجنه..

وبتعدي الأيام ويقرر الملك أنه يخرج بعيد عن حدود مملكته، عشان يصطاد لكنه وقع أسير في أيد مجموعة من الناس بيعبدوا الأصنام وقررت تقدمه قربان للإله بتاعهم، وأول ما مسكوا الملك عشان يدبحوه قام الملك ورفع ايديه وحطها على عينيه، فشافوا صباعه المقطوع وراحوا سابوه ووقفوا مراسم تقديم القربان..

وبسرعة فهم السر وهو صباعه المقطوع اللي كان السبب وراء نجاته من الهلاك لأنه بالشكل دا ميقدروش يدوا قربان فيه عيب للصنم بتاعهم، وأول ماسبوه رجع بسرعة علي مملكته وهو بيحمد ربنا في كل لحظة على نجاته من المحنة دي والاختبار الصعب، وقام مستدعي الوزير من السجن، وسأله ازاي انت شفت الخير في قطع صباعه، وسر جملة لعله خير، فرد الوزير على سؤاله وقاله لو ماكنش حصل له الحادثة واتقطع صباعه كان هيبقى قربان ولو ما أمرش بسجنه كان هيكون القربان اللي هيخدوه بعده.

والله يا أخواننا التفاؤل حاجة في منتهي الروعة بتدينا أمل في الحياة ودافعة قوية عشان نقدر نحارب الفشل والهزيمة، يا جماعة تفاءلوا بالخير تجدوه.. دي الحقيقة والوصفة المتجربة.. لأن اللي هيتفائل بالخير هيلقاه واللي هيسعى للسعادة هيحصل عليها، واللي هيعيش التشاؤم هيقتله.

لازم نتمسك بالأمل عشان هو اللي هيديك الدافع القوي لمحاربة الفشل والهزيمة، ولازم نعرف أن كل اللي مكتوب لينا يحصل هيحصل ولكن بلطف الله، الأديان كلها أمرتنا بالتفاؤل والأمل، ف الإسلام أكد على أهمية التفاؤل وقيمته في حياة الإنسان والمجتمع.

فهنلاقي كتير الآيات القرآنية بتحث على أننا نتحلي بالتفاؤل والأمل مهما كانت الظروف صعبة ومنها قوله سبحانه و تعالى ”إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا”.
الكتاب المقدس بيقول (لمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ ٱللهَ، لِأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، خَلَاصَ وَجْهِي وَإِلَهِي.) اَلْمَزَامِيرُ ٤٢:‏١١.

والله ياجماعة فرج ربنا بيجي مع الابتلاء فلازم على الإنسان أنه يصبر و لا عمره ييأس من رحمة ربنا، ويتأكد أن كل منحة بتكمن في شكل محنة، وأن كله مكتوب عند ربنا وأن ربك رب الخير ومهما حصلك من متاعب أو مشاكل قول لعله خير، لأنك بتبقى مش عارف الخير مستخبيلك فين.
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى