كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| بعبع الثانوية

ابتدت امتحانات الثانوية العامة ولا نقول اسمها اللي الكل اتفق عليه وهو البعبع، اه والله طول السنين وهي البعبع أو الفزاعة لكل الأسر المصرية اللي كانت ولسه بتشعر بالخوف والقلق طول السنة ويرعبنا أكتر بدخول وقت الامتحانات.

قلق وخوف من قبل بداية السنة الدراسية قبل حتى انتهاء امتحانات الصف الثاني الثانوي بيبدأ التفكير في الاستعداد لها سواء بقى بالدروس الخصوصية وحجزها ومين الاستاذ اللي هياخد الابن أو الابنة الدرس عنده..

ويبدأ الموشح اللي هو الراعي الرسمي لكل الأسر المصرية اللي ولادها ثانوية عامة..
يابني خلي بالك دي مش أي سنة.. يابني دي السنة اللي نتيجتها بتحدد مصيرك
يابني نفسي اشوفك في الكلية الفلانية

وللأسف الشديد بيتنقل خوف الآباء للأبناء ويوصلوهم لمرحلة من الخوف من أنه ما يقدروش يحصلوا على الدرجة اللي تؤهلهم للالتحاق بالكلية اللي أهلهم بيحلموا بيها من ساعة ولادتهم، ودا بيخليهم يتعاملوا معاهم بالشدة ويمكن يوصل بيهم الحال للزجر والضرب بحجة هما عارفين مصلحة ولادهم أكتر منهم، ناسيين أو متناسين أنهم بيتعاملوا مع نفسية ولادهم ومشاعرهم، وأن دا أسلوب مش سليم وعشان يعرفوا ازاي يتعاملوا معاهم، فلازم الأول يعترفوا أنهم نفسهم محتاجين تدريب ويتعلموا يعرفوا ازاي يراعوا مشاعر ابنهم وأنه محتاج للاهتمام والتفاهم ويوقفوا الضغط النفسي عليه.

ياجماعة لازم نوصل لأولادنا أننا بنهتم بيهم وبمشاعرهم هما مش بنهتم بالدرجات، وكفاية بقى ضغط مننا على ولادنا عشان يحصلوا على المجموع اللي بنحلم به احنا و يؤهلهم للالتحاق بكلية معينة احنا اللي بنبقى عايزنها، وهي كليات القمة سوا بقي كانت طب – هندسة – إعلام بغض النظر عن أى اعتبارات تانية ولا مقدرة ولادنا واصلة لحد ايه.

أفكارنا احنا في حته وأفكار ولادنا الطلاب في حتة تانية خالص، ودا اللي بيخلي الغش وسيلة لكتير من الطلبة قبل دخول الامتحان عشان بس يجيبوا مجموع يرضي أهاليهم، واللي يوجع أكتر أنه بيكون أمنية أحيانا لأولياء الأمور عشان ولادهم يجيبوا درجات عالية، تخيلوا احنا بنوصل ولادنا وبأدينا كمان لايه؟

فلازم نفهم بقى أن كل دا بيخلي ولادنا تحس أن ذاتهم وقيمتهم في الدرجة أو المجموع اللى هيحصلوا عليه وأن دا اللي هيشكل قيمته ومظهره أدام أسرته والمجتمع، لازم نحط في دماغنا أن كل طالب ربنا اختصه بقدرات وأداء معين ولما نفهم كدا هيوصل لأولادنا ومن هنا هنوصلهم لمرحلة، أنه مايقارنش نفسه بالآخرين ولا أنهم يفقدوا الثقة بنفسهم.

بالله عليكم بلاش حكاية المقارنة الدايمة بين ولادنا وولاد أصدقاءنا ولا قرايبنا والله دا هياثر على نفسيتهم وبالتالي هيأثر على تحصيلهم الدراسي وتقديرهم لذاتهم.

تعالوا نتفق أن البداية هتكون بالاهتمام بنفسية الطالب أكثر وحرصنا على التأكيد عليهم بأن هما أهم عندنا من أي نتيجة أو مجموع، تعالوا نحارب بعبع الثانوية العام ونقضي عليه بتفاهمنا مع ولادنا ووقوفنا جمبهم وإعلانها صريحة أن أهم حاجة عندنا هي محاولاتهم للنجاح نفسه وأن كل اللي مطلوب منهم هو السعي وأننا هنفضل جنبهم دايما مهما كانت النتايج.

وفي النهاية أقول لكل ولادنا وأخواتنا اللي في الثانوية العامة: “اللهم اجعل لهم نصيبا من كرمك وفضلك ورحمتك، فأنت الرزاق الكريم، اللهم اعنهم وفرح قلوبهم ولا تحرم أهلهم من لذة الفرح بنجاح وتفوق ولادهم”.
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى