مناقشة كتاب “تصحيح المسار في منتصف العمر” ببيت السناري
افتتح الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، ندوة لمناقشة كتاب “تصحيح المسار في منتصف العمر.. قراءة نفسية وسلوكية” للكاتب والمفكر الدكتور بهي الدين مرسي، مساء أمس الجمعة، بمقر بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب، أدارته الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد، مدير ملتقى الهناجر الثقافي بدار الأوبرا، بحضور نخبة من الكُتاب والأدباء والمفكرين والمثقفين وكوكبة كبيرة من أساتذة التاريخ والشخصيات العامة.
في بداية كلمته؛ أشاد الدكتور أحمد زايد، بالكتاب كونه من انتاج طبيب سابق، مؤكدًا أن أهمية الكتاب تمكن في أنه يكشف عن تحول الطبيب من تشريح الجسد إلى النظر إليه على أنه حامل للفكر، قائلاً “يسعدنا عندما يكتب الأطباء ويتحمسون للعلوم الانسانية”.
وأضاف “زايد” إن الفلاسفة يعرفون الإنسان إنه كائن اجتماعي وبهذا المفهوم يتوارى الجسد عندما تعلو الأفكار وتكون هي المسيطرة، وفي الدول المتقدمة لا يقدر الناس بعضهم بعضًا باجسادهم ولكن بأفكارهم.
وأوضح “زايد” إن قضية الوعي على رأس أولويات مكتبة الإسكندرية، لذلك تُعد برامج لجذب الشباب إلى القراءة في الموسم المقبل، وتهدف إلى إنشاء موسوعة خلال ٣ سنوات تضم ٥٠٠ كتاب تلخص الفكر الإنساني.
وتحدث الدكتور بهي الدين مرسي، عن تجربته التي دفعته لكتابة الكتاب، واصفًا نفسه بأنه بقايا طبيب اكتشف بعد ممارسة المهنة لمدة ربع قرن أنه لم يكمل تعليمه، حيث أنه درس معارف طبية تتعلق بالبدن ولكنه عقب ذلك اكتشف الرسالة الأسمى والأعلى وهي التعامل مع الكينونة الأعظم وهي الذات البشرية.
وأشار “مرسي” إلى أن الأخر الذي يرافق كل إنسان يستحق الانتباه إليه، لأن يعد بمثابة المنقذ الذي يحافظ على حياته، موضحًا أنه وجد الإجابات عن الاسئلة التي تراوده بالاجتهاد، وكان على رأس هذه الاسئلة الفرق بين الإنسان والآدمي والبشر، إذ أنهم مختلفين عن بعضهم البعض بشكل كامل رغم اعتقاد الناس العكس.
وتطرق الدكتور وسيم السيسي، عالم مصريات، إلى ضرورة التوعية بالإهانة التي تتعرض لها الحضارة المصرية، بسبب التمثال الموجود في إحدى الجامعات الفرنسية ويصور شامبليون يضع قدمه على رأس أحد ملوك مصر الفراعنة، مشيرًا إلى أن صانع التمثال نفذه انتقامًا من الخديوي إسماعيل لتراجعه عن شراء التمثال الموجودة في أمريكا حاليًا “تمثال الحرية”، مما أضاع عليه ٦٠٠ ألف دولار.
فيما قال الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، إن مؤلف الكتاب دخل بشكل دقيق كجراح وطبيب إلى النفس البشرية، ناصحًا جميع الأطباء بقراءة الكتاب لأن الأمراض ليست كلها عضوية ولكنها قد تكون نتيجة الضغوط النفسية.
بينما قال الدكتور حسن يوسف، أستاذ علم الجمال والفلسفة، إن مؤلف الكتاب ينطلق من فلسفة عميقة، وعلى من يقرأ الكتاب ويرغب في تصحيح مسار حياته أن يكون لديه القدرة على رؤية ما يعيشه بوضوح والقدرة على أن تأتي بالجديد.
أشار القس ايهاب صموئيل، الهيئة القبطية، إلى أن فكرة تصحيح المسار تعني الرجوع إلى الصواب ويأتي ذلك من خلال الوعي، وإعادة الحساب أو إعادة المحاولة دائمًا سعيًا للأفضل.
جدير بالذكر أن الكاتب والمفكر الدكتور بهي الدين مرسي، طبيب استشاري تخرج في كلية طب قصر العيني عام ١٩٧٨، وعمل بالحقل الطبي لأكثر من ربع قرن، واعتزل بعدها المهنة وتخرج من جديد في كلية إدارة الأعمال بجامعة حلوان عام ١٩٩٤، وعمل في مجال جودة الخدمات الصحية لعقدين، والإعلام الصحي.
وللكاتب ١٢ مؤلفًا في مجالات التدريب وتحسين الأداء، منها: منهج إدارة المخاطر والتعامل مع الكوارث والإخلاء الطبي، وقياس الأداء في المنشآت الصحية والطبية، والمنهج العلمي في حل المشكلات، وأخلاقيات مهنة الطب وغيرها.