“سليم حسن” عميد الأثريين المصريين شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ55
اختارت اللجنة العليا المنظمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ55 عالم الآثار المصرى سليم حسن ليكون شخصية العام بالمعرض، وفي السطور القادمة تستعرض معكم منصة كلمتنا أبرز التفاصيل عنه ومهامه الأثرية والثقافية.
ولد سليم حسن عام 1893م في قرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وتوفى والده وهو صغير وقامت والدته برعايته وكان لها دور بارز في إكمال مسيرته التعليمية، وبعد أن أنهى سليم حسن مرحلة التعليم الابتدائية والثانوية وحصل على شهادة البكالوريا عام 1909م التحق بمدرسة المعلمين العليا، وتخرج عام 1913م، وعمل سليم حسن مدرسا للتاريخ بالمدارس الأميرية، ثم تم تعيينه بعدها في المتحف المصري وهناك تتلمذ على يد العالم الروسي “جولنسيف”.
سافر سليم حسن في بعثة إلى فرنسا عام 1925م، والتحق بجامعة السوربون وحصل منها على دبلومتين في اللغة والديانة المصريتين القديمتين، كما استطاع أن يحصل على دبلوم اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة من الكلية الكاثوليكية، ودبلوم الآثار من كلية اللوفر، وحصل فيما بعد على درجة الدكتوراة في علم الآثار من جامعة فيينا.
وفي عام 1929م بدأ سليم حسن أعمال التنقيب الأثرية في منطقة الهرم لحساب جامعة القاهرة، وكان من أهم الاكتشافات التي نتجت عن هذه الأعمال مقبرة “رع ور” وهي مقبرة كبيرة وضخمة تم العثور داخلها على العديد من الآثار، واستمر حسن في أعمال التنقيب حتى عام 1939م ليكتشف خلال تلك الفترة أكثر من مائتي مقبرة، بالإضافة إلى مئات القطع الأثرية والتماثيل ومراكب الشمس الحجرية للملك خوفو والملك خفرع.
تم تعيين سليم حسن والذي كان يلقب بعميد الأثريين وكيلاً عاماً لمصلحة الآثار المصرية، ليكون أول مصري يتولى هذا المنصب ويصبح بذلك المسئول الأول عن كل آثار البلاد، وعمل سليم حسن على إعادة مجموعة من القطع الأثرية كان يمتلكها الملك فؤاد إلى المتحف المصري، واول الملك فاروق استعادة تلك القطع، ولكن سليم حسن رفض ذلك مما عرضه لمضايقات شديدة أدت إلى تركه منصبه عام 1940م، وفي عام 1954م قامت الحكومة المصرية بتعيين سليم حسن رئيسا للبعثة التي ستحدد مدى تأثير بناء السد العالي على آثار النوبة.
وتوفى سليم حسن عميد الأثريين المصريين عام 1961م عن عمر يناهز الخامسة والسبعين قدمه خلاله العديد من الدراسات الرائدة في مجال علم الآثار والبالغ عددهم 20 كتابا أهمهم “موسوعة مصر القديمة”، والذي يتكون من ثمانية عشر جزءًا، ومن بين أعماله الأخرى أقسام مصر الجغرافية في العهد الفرعوني وتاريخ مصر من الفتح العثماني إلى الوقت الحاضر، والأدب المصري القديم وأدب الفراعنة.
وكانت اللجنة العليا المنظمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ55 قد اختارت عالم الآثار المصري سليم حسن ليكون شخصية العام بالمعرض.