متحف “آن فرانك” حروب وصراعات .. ونهاية موت مجهولة
همسة السيد
منزل آن فرانك هو متحف بامستردام -هولندا، يُخفي بين جدرانه قصة قديمة ومشوقة، ألا وهي قصة اختباء أن وعائلتها من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وعند زيارته، يمكنك التعرّف على هذه القصة من خلال عروض الصور ومقاطع الفيديو والفقرات القصصية.
الأجواء في المتحف تشعرك بشيء من الماضي القديم، حيث يمنح المتحف معلومات تاريخية عميقة حول قصة حياة هذه المؤلفة اليهودية.
المتحف يعمل منذ عام 1960، و يحكي معرض المتحف عن حياة آنا ، وكذلك عن سكان الملجأ الآخرين ممثلة في فيلم يُعرض مجرد دخولك للمتحف.
لكن من هي آنا فرانك ؟
ولدت في 12 يناير في مدينة فرانكفورت الألمانية، وكانت عائلة فرانك من اليهود الليبراليين ولم يمارسوا العديد من عادات وتقاليد اليهودية فقد عاشوا في مجتمع متنوع ثقافياً من المواطنين وغير اليهود والعديد من الديانات الأخرى.
وفي 13 مارس 1933 اُجريت الانتخابات البلدية بفرانكفورت وفاز بها الحزب النازي التابع لأدولف هتلر، وقامت على أثرِها مظاهرات معاداة السامية وبدأت مخاوف الأسرة مما هو قادم إذا ما ظلوا في ألمانيا، إلى أن جاءت لرب الأسرة فرصة للسفر إلى امستردام للعمل هناك، وبالفعل انتقل إلى هناك ليبدأ عمله الجديد وليجهز لانتقال أسرته إلى هناك، وكانت أسرة فرانك من ضمن 300.000 يهودياً هربوا من ألمانيا في الفترة من عام 1933 حتى عام 1939.
بداية إعلان الحرب:
في عام 1940 احتلت ألمانيا هولندا وبدأ الألمان في اضطهاد اليهود من خلال اصدار القوانين المقيدة والتمييزية، وسرعان ما بدأو في التسجيل الإجباري والعزل العنصري.
ما دونته آنا في مذكراتها:
وفي عيد ميلادها الثالت عشر في الثاني عشر من يونيه لعام 1942 حصلت آن على كتاب كانت قد أرته لوالدها في نافذة متجر قبل بضعة أيام من عيد ميلادها وكان مغلفا بقطعة قماش مطرزة بمربعات بيضاء وحمراء، وبه قفل صغير من الجانب، وعلى الرغم من كونه كتابا تذكارياً إلا أنها قررت استخدامه كمذكرتها وبدأت في الكتابة به على الفور، وقد تحدثت في بداية كتابتها عن الجوانب الدنيوية في حياتها.
وناقشت أيضا بعض التغيرات التي طرأت على هولندا منذ الاحتلال الألماني لها، وفي مدونتها يوم 20 يونيه 1942 تحدثت عن العديد من القيود التي فرضت على اليهود الهولنديين، وعبرت أيضا عن حزنها بوفاة جدتها في مطلع العام نفسه.
وكان حلم آن أن تصبح ممثلة، حيث أنها تحب مشاهدة الافلام، ولكن اليهود الهولنديين منعوا من دخول السينمات منذ بداية الثامن من يناير عام 1941 .
وفي يوليو 1942 تلقت آن خطاب استدعاء من المكتب الرئيسي لهجرة اليهود يطالبها بالانتقال إلى أحد معسكرات العمل، وكان فرانك قد اخبر عائلته انهم سيذهبون للاختباء في بعض الغرف بجوار شركته بشارع برينسينغراخت يمتد على إحدى قنوات أمستردام حيث سيساعدهم هناك بعض من موظفي الشركة المؤتمنون، وقد اجبرهم خطاب الاستدعاء على مغادرة المنزل بأسابيع قبل الموعد المحدد.
قبل اختبائها بفترة قصيرة اعطت آن لصديقتها وجارتها توسج كابراس ادوات الشاي وعلبة صغيرة من الكرات الزجاجية وكتاباً، وقطاً لتحفظهم عندها، ووفقا لما ذكرته وكالة اسوشيتد برس الأمريكية فقد اخبرت آن صديقتها قائلة ” انا قلقة للغاية على كراتي الزجاجية هل يمكنك الاحتفاظ بهم لفترة من اجلي”.
الاعتقال:
تم صدور قرار باعتقالها في الرابع من أغسطس، وحجزوا واستجوبوا طوال الليل، وفي اليوم التالي تم تحويلهم إلى معسكر الترحيلات ومن ثم إلى الاعتقال، والذي مات فيه أكثر من 100000 يهودي تم اعتقالهم.
وبسبب اختفاء العائلة تم تجريمها وعقابها بإرسالهم إلى معتقل “أعداء النظام” ولكنّهم لم يسجنوا وعادوا إلى المخبأ السري في اليوم التالي ليجدوا أوراق آن ملقاة على أرضية المنزل، بالإضافة إلى العديد من صور العائلة.
الموت والنهاية:
في الثالث من سبتمبر تم ترحيل المجموعة على ما يمكن تسميته بالانتقال الأخير من يستيربورك إلى معتقل أوشفيتز، ووصلوا بعد رحلة استمرت ثلاثة أيام وسافرت معهم على نفس القطار الهولندية بلويمي ايفرس ايدمن زميلة آن ومارجوت السابق في الثانوية اليهودية.
أُجبرت آن مع غيرها من النساء اللاتي نجين من القتل، على التعري لتطهيرها، وحلق رأسها ووشمها برقم تعريفي على ذراعها، وبعد يوم عملن كالعبيد واجبرت آن على نقل الصخور وزرع الأعشاب ؛ وفي الليل، كن يبتن في ثكنة مكتظة.
في مارس 1945، أنتشر وباء التيفوس داخل المعسكر وقتل ما يقرب من 17,000 سجينا، بالإضافة إلى بعض الامراض الأخرى مثل حمى التيفود، وفي ظل هذا التردي والفوضى كان من الصعب تحديد السبب الحقيقي لموت آن.