كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| ارحم تُرحم

كل سنة وأنتم طيبين الصيف دخل بقوته بقى في عزه وصهد الشمس بيلسع كل حتة في جسمك ومع شدة الحر دي وارتفاع درجة الحرارة هتلاقي العرق الغزير نازل من كل سم من جسمك وقتها طبيعي هتعطش وينشف ريقك اللي بقى زي ما بنقول بالبلدي كدا بقى زي العصاية، فهتلاقي نفسك بتدور على أي حتة تشرب منها أي حاجة أو حتى كوباية ميه باردة وياسلام على شوية الماية المتلجة في الموجة الحارة دي حقيقي نعمة ما تتقدرش بتمن..

ف ياسلام بقى لو نعملها ثواب ونقوم بتوزيعها على الناس المطحونة في الشوارع في الحر دا واللي مايقدروش يشتروا ازازة ميه ساقعة أو عصير، هنشوف ناس كتيرة مطحونة في شغلها وعطشانة وكمان الغلا اللي احنا بقينا فيه مش هيخليهم يقدروا يشتروا والله بكدا هنعمل حاجة ناخد عليها ثواب ومش هتاخد مننا مجهود ولا حتى فلوس الفكرة..

بسيطة أوي كل يوم أملي كام ازازة بلاستيك عندك وحطها في الفريزر لحد ما تتجمد وأنت نازل خدها معاك ووزعها على عامل النظافة اللي منقوع في الشمس أو شرطي المرور أو أي حد شايفه محتاجها، طيب معندكش ازايز اقولك تعمل ايه عارف أكياس التلاجة دي؟ هات ياعم كيلو هيقضوك شهر وأملى نص الكيس ميه واربطه وحطه في الفريزر هيتجمد وتوزعه تاني يوم يعني نفس فكرة الازايز الفكرة بس أن الناس الغلابة اللي في الشارع ميبقوش عطشانين..

بس كدا؟ لا، الموضوع لسه ماخلصش عايز أسألكم سؤال.. يا ترى فكرتوا في مخلوقات الله الغلبانة في الشوارع ومش لاقية حتى بق ميه تشربه؟ بذمتكم ياتري ايه احساسكم وأنت شايفنهم بيجروا من هنا لهنا ولسانهم بيلهث من الحر والتعب؟

ياريت تفكروا ولو للحظة واحدة في إحساس الحيوانات والطيور واللي بتعانيه من الحرارة الشديدة وهي من غير مأوى أو حاجة تخفف عنها حر الشمس، ما هو لازم وضروري أننا نراعيها في الظروف دي بغض النظر إذا كان الدافع ديني أو إنساني ووالله برضه المسألة بسيطة جدا وبرضه مش هتكلفنا كتير..

فمثلا هيجرى ايه لو فتحتنا أبواب عمايرنا لقطط الشارع اهي منه تلاقي مكان ضل يرحمها من الشمس وياسلام لو كل شقة حطت علبة بلاستيك فيها شوية مية عشان يشربوا منها، طيب بلاش كدا عشان هلاقي اللي يقوللي لا ياعم القطط هتبهدل الدنيا واحنا لازم ننضف وراها طيب براحتكم بلاش جوه العمارة طلعوا العلب دي في الشوارع، وياسلام لو المحلات حطت كمان علب بلاستيك فيها شوية مية هيشرب منها القطط والكلاب وحتى الطيور وياسلام لو باردة سواء بقى من التلاجة ولا من مبردات المية المنتشرة في الشوارع والمعمولة اصلا عشان يشرب منها كل عطشان؟

والله ما هيجرى حاجة وبالله عليكو لو لقيتوا حيوان بيشرب من بركه مية ابعد عنه وسيبوه في حاله يشرب بكفاياه العطش والرعب اللي هو فيه، والله بقى المية في الحر دا عند ربنا حاجة كبيره أوي، وبالنسبة للطيور ماتيجوا تحطوا العلب دي إياها اللي فيها المية في الضل في البلكونات وتحت بيوتكم..

عمل الخير مش محتاج غني ولا فقير لكن محتاج قلب بيحس ويشعر وافتكروا عم صلاح الراجل البسيط واللي فيه زيه ناس كتير كرست حياتها للغلابة دول، صدقوني بق الميه اللي هتقدمه للناس والحيوانات والطيور دا هيكون بإذن الله في ميزان حسناتكم وكمان صدقة جارية وهيكون مفتاح من مفاتيح الجنة، ف بالله عليك ارحم الغلابة دول واديك عرفت طريقة أكيد هتلاقي طرق تانية بسيطة، واتأكد أنك زي مارحمت الغلابة ربنا هيرحمك دنيا وآخرة إن شاء الله..
ماهو ارحم تُرحم
مش كدا ولا اييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى