الأرشيف والمكتبة الوطنية يكشف الستار عن “أثر المسرح في تنمية الذائقة الأدبية للطفل”
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ندوة بعنوان: “أثر المسرح في تنمية الذائقة الأدبية للطفل” وذلك ضمن موسمه الثقافي2024 وقد اهتمت الندوة بتسليط الضوء على دور المسرح في التنشئة الوطنية للأطفال، وفي إثراء مجتمعات المعرفة؛ الدور الذي يتطلع إليه الأرشيف والمكتبة الوطنية في هذه المرحلة.
شارك في الندوة كل من الأستاذ فيصل الدرمكي، والدكتورة فاطمة مصبح الظاهري، والدكتور عبد الحكيم بن بشير، والأستاذة منى سالم بن عثمان.
وقدم للندوة الأستاذ محمد إسماعيل عبد الله من الأرشيف والمكتبة الوطنية الذي رحب بالمشاركين، وتطرق لدور المسرح الكبير بالنسبة للمجتمع بمختلف فئاته؛ مبيناً أهميته في التنشئة السليمة للأطفال والتي لا يمكن تجاهلها، وهي لا تقتصر على جانب معين.
وقال الأستاذ فيصل الدرمكي الذي افتتح الندوة: إن مسرح الطفل أصعب من مسرح الكبار، والعمل في مسرح الطفل يحتاج إلى المختصين في ميدانه، فكل ما يتلقاه الطفل يرسخ في ذهنه؛ مشيراً إلى أن المسرح له دوره في تنمية القيم الثقافية وترسيخ الهوية الوطنية، وغرس السمات الإيجابية لدى الأطفال والحفاظ عليها وتعزيزها، والمسرح كفيل بإثراء معارف الأطفال ومفرداتهم اللغوية.
ولفتت الدكتورة فاطمة مصبح الظاهري إلى أن مسرح الطفل فرع مهم من فروع أدب الطفل؛ إذ إنه يقدم نتاجه إلى عالم الطفولة الذي يتسم بخصائص تميزه عن عالم الكبار، مشيرة إلى أن عالم الخيال هو العنصر الأساسي في حياة الطفل الذي يبدأ في التطلع إلى ما يحيط به من عوالم، وهذه المرحلة المهمة في حياة الطفل لأنها تشكل اللبنة الأساسية في تكوين شخصية الإنسان.
وأكدت الظاهري أهمية الخيال بوصفه منتجاً وصانعاً للإبداع، ولذلك فإن مسرح الطفل استمدّ شخصياته من قصص الأطفال ذات المواضيع الخيالية، فضلاً عن توظيف العديد من قصص الخيال العلمي في العروض الموجهة للطفل؛ فالشخصية الخيالية لها دورها في تقديم عنصر الجمال والمتعة في عروض مسرح الطفل، كما نوهت إلى أهمية المسرح في التعبير عن عواطف الطفل ورغباته، وهو وسيلة ترفيهية أيضاً لها أثرها على نفسية الطفل والتحكم بحركاته وبأسلوب حديثه.
ومن جانبه أكد الدكتور عبد الحكيم بن بشير -في ورقته- أهمية الخطوة التي أقدمت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة حين أدخلت المسرح ضمن المناهج لطلبة المدارس بهدف الارتقاء بالعملية التعليمية وبالسمات الشخصية للطفل، وذلك باعتبار الطفل محوراً للعملية التربوية، ومن هنا تتجلى أهمية المسرح المدرسي وأثره في تنمية الذائقة الأدبية للطفل، فالمسرح المدرسي نشاط تربوي وتعليمي، وتثقيفي وفني.
وركز بن بشير على أهمية التعليم عن طريق اللعب، يعني أن تتضافر المتعة والفائدة معاً، وهذا أكثر أنواع التعليم قبولاً لدى الأطفال، وعدد أنواع اللعب، ومنها: اللعب التمثيلي الدرامي، واللعب الفني، واللعب التركيبي البنائي، واللعب الاجتماعي، واللعب الإدراكي، واللعب البدني والحركي، وشرح أهداف كل نوع على حدة، وخلص إلى أن المسرح يسهم بتطوير الخيال والإبداع لدى الطفل.
وعن تجربتها الشخصية تحدثت الأستاذة منى سالم بن عثمان التي أعانها المسرح على القدرة على التحدث أمام الجمهور بطلاقة وبفصاحة.
واستعان المتحدثون على توصيل أفكارهم ورؤاهم بالأمثلة التوضيحية المستمدة من الواقع العملي على خشبة المسرح.