من ملفات التاريخ| رفضت حبيبته الزواج منه فتحول إلى سفاح!.. من هو كازانوفا القاتل؟
كتب: أحمد معز
في عالم الجريمة والقتل.. يرتبط دائما بالشخص القاتل أنه يمتلك وجها قبيحا أو ربما ملامح إجرامية ويكون سلوكه مضطرب في التعامل، لكن في بعض الأحيان يظهر أشخاص يكسروا هذه القاعدة بملامحهم الجذابة وشكلهم الوسيم ولباقة ألسنتهم.
والسؤال هنا ما الذي يضطر الإنسان للاتجاه نحو القتل وسفك الدماء؟
ربما قد ولد في أسرة تدعم هذه السلوكيات أو ربما البيئة بأكملها أو قد يكون بداعم الإنتقام أو التأثر بالآخرين ذو السلوكيات الإجرامية.
بول جون نولز أو الملقب بكازانوفا القاتل، ولد في 25 أبريل 1946 في أورلاندو في الولايات المتحدة، ولد فيه أسرة إجرامية، بدأ مسيرته في عالم السرق وهو في الثامنة من عمره، وكان نزيلا دائما في سجن الأحداث ما يلبث أن يطلق سراحه حتى يعود مرة أخرى إلى السجن وسارت حياته على هذا المنوال حتى بلوغه ال19 عام، وبمرور السنين وازدياد سوابقه زادت أيضا طموحاته الإجرامية فصار يلجأ إلى السرقة بالإكراه والاعتداء وترويع الآمنين والخطف إذا لزم الأمر ولكن القتل لم يكن من مخططاته.
لماذا اتجه إلى القتل؟!
قال بول جون في إحدى لقاءاته مع الصحافة الأمريكية إنه كان يرغب في عمل كتاب إجرامي يحمل اسمه وجميع أعماله ويباع في بقاع الأرض وتعود منافعه لأمه.
لكن يتضح أن كان هناك أمر آخر، وهو أثناء سجنه كان يقوم بمراسلة امرأة مطلقة تسمى السيدة كوفيك، وكانت هذه السيدة سعيدة بمراسلة نولز وإنه كان وسيما يشبه ممثلي هوليوود في ذلك الزمان.
ونجح نولز في نسج شباكه حولها فأحبته كوفيك وزارته في السجن حيث أعلنا خطوبتهما وسعت إلى إسناد قضيته إلى محامٍ ليتمكن من إطلاق سراحه بشكل مشروط ويحجز له تذكره إلى سان فراسيسكو مقر إقامة كوفيك ليحظيا بالزواج السعيد.
لكن لم يتم الأمر كما كان مخططا له، فعندما التقت نولز أول مرة قالت إنها شعرت بهالة من الطاقة الشريرة تشع من حوله، وكان هذا كافيا لكوفيك لكي تلغي فكرة الزواج من نولز نهائيا، وكان هذا من حسن حظها، لكن من سوء حظ الاخرين، لأنه في تلك الليلة التي اخبرته فيه بعزوفها عن الزواج منه تركها نولز غاضبا، وأثناء سيره في الشارع قام بقتل ثلاثة أشخاص.
وسافر في اليوم التالي إلى مسقط رأسه جاكسون فيل حيث تشاجر مع ساقي البار و أشهر السكين في وجهه فتم القبض عليه، لكن لم يطل البقاء في قسم الشرطة كثيرا، حيث استطاع الاستيلاء على مفتاح الزنزانة وهرب وكان ذلك في عام 1974.
توجه نولز لأقرب منزل أثناء هروبه وكان منزل مدرسة متقاعدة تدعى أليس كورتيس، فقام بخنقها وأثبت فحص الطب الشرعي لاحقًا إنها توفيت نتيجة اختناقها بطقم الاسنان الخاص بها.
قام نولز بالعبث بالمنزل والاستيلاء على ما استطاع حمله، إضافة إلى سرقة سيارة القتيلة، وأثناء خروجه بالسيارة لمح طفلتين في الجوار فخشي أن يكونوا رأوه فخطفهم.
كانت ليليان وماليت في 11 و7 من أعمارهن، وقام نولز بخنقهن وألقى بجثثهن في أحد المستنقعات.
وأثناء هروبه من فلوريدا الى كونتيكيت قام نولز بارتكاب سلسلة من الجرائم ليس بينهم رابط مشترك أو دافع منطقي، فوقفت الشرطة حائرة.
وقام نولز بقتل 20 شخصا بين رجال وسيدات، كبار السن واطفال في أقل من 4 أشهر، هناك من خنقهم او أطلق عليهم الرصاص، وهناك من تمت سرقته ومن تم الاعتداء عليه، بعضهم كان يسير في الطريق والآخر في منزله.
تعرف نولز لاحقًا على صحفية تدعى فوكس وأصبح رفيقا لها من دون أن تعلم بأنها برفقة وحش قاتل، لقد خرجا سويا واستمتعا بوقتهما، وقالت فوكس إنه كان يشبه الممثل ريد فورد وأنها استمتعت بوقتها معه كثيراً غير مدركة أنها ربما كانت ستصبح ضحيته القادمة ومن حسن حظها لم تمت.
ألقى القبض على نولز بعد محاولة هروب من الشرطة واعترف نولز بارتكابه 35 جريمة قتل في سنة واحدة، واصطحبته الشرطة على طول الساحل الشرقي ليدلهم على مسارح جرائمه، وأثناء هذه الجولة حاول نولز الاستيلاء على سيارة وسلاح المحقق كامبل المرافق له مما دفع أحد رجال الشرطة المرافقين إلى اطلاق ثلاث رصاصات عل نولز ليرديه قتيلا منهيا حياته.
مات نولز اخذا معه كل أسرار وخفايا جرائمه، ولقد أطلقوا عليه “كازانوفا القاتل” لارتكابه كل هذه الجرائم.