القلق جزء طبيعي في حياتنا اليومية، ولا بد أن نشعر به عند حدوث أي موقف صعب، ولكن حينما يصبح القلق مستمراً ويؤثر على الأنشطة اليومية بشكل مبالغ فيه، فلا بد أن نعرف وقتها أننا نقع أمام مشكلة تسمى “اضطراب القلق” ويجب العمل على حلها.
ومن هنا يجب أن نكون على معرفة بأن هناك فرق كبير بين القلق الطبيعي واضطراب القلق، ومن خلال هذا التقرير سوف نوضح هذا الاختلاف، وسوف نستعرض أيضا أعراض هذا الاضطراب وطرق علاجه.
الفرق بين القلق الطبيعي واضطراب القلق
قبل أن تعرف الفرق بينهما يجب أن تتعرف أولا على أعراض اضطراب القلق العام:-
· الشعور بالضيق والقلق.
· التعب بسهولة.
· صعوبة في التركيز.
· الانفعال.
· الشعور بالصداع.
· آلام العضلات.
· الآم المعدة.
· اضطرابات في النوم.
مع العلم أن هذه الأعراض تكون مستمرة وليست وليدة الموقف بمعنى أن القلق الطبيعي هو عبارة عن الشعور بالتوتر والخوف عند حدوث شيء معين على سبيل المثال لديك مقابلة عمل أو امتحان صعب، فحينها سوف تشعر ببعض أعراض القلق التي ذكرناها مسبقاً، ولكن بمجرد انتهاء الموقف سوف تنتهي هذه الأعراض فورا.
أما في حالة أنك مصاب بهذا الاضطراب، فهذه الأعراض سوف تكون مستمرة معك يوميا سواء كان هناك موقف يستدعي القلق أم لا، ومن الممكن أن يصل الأمر إلى حدوث ما يسمي بنوبات الهلع المتكررة والتي لا يمكن التنبؤ بها وهي سرعة شديدة في ضربات القلب مع التعرق ووجود آلام شديدة في العضلات والشعور بالغثيان والخطر، على الرغم من أن لا يحدث أي شيء مخيف وهذا يؤثر بالتأكيد على ممارسة أنشطتك اليومية.
علاج اضطراب القلق العام
إذا شخصك الطبيب بأنك مصاب باضطراب القلق العام، فلا تلجأ إلى الأدوية على الفور، فهناك حلول بديلة عليك تجربتها أولا، فالإصابة بمرض القلق في الغالب أسبابه ترجع إلى البيئة التي نشأت فيها، وأن جهازك العصبي يقوم باستقبال المشاعر والأفكار بطريقة معينة، فمن الممكن أن تكون حالتك بحاجة إلى جلسات علاج نفسي دون التدخل الدوائي.
طرق علاج مرض القلق
· العلاج السلوكي المعرفي
وهذا النمط من العلاج يساعدك على تغيير نمط تفكيرك وطرق استقبال المواقف والمشاعر عن طريق حضور جلسات مع المعالج النفسي أو حضور جلسات جماعية مع أشخاص يعانون من مشاكل مشابهة في حضور المعالج لكي تتعلم طرق التعامل مع القلق، وتصنف هذه الطريقة بأنها من أكتر الطرق فعالية في العلاج.
وفي حالة عدم الاستجابة فمن الممكن أن يقوم المعالج بتكثيف الجلسات أو اللجوء إلى نوع آخر من العلاج وهو الاسترخاء التطبيقي.
· الاسترخاء التطبيقي
وهي عن طريق إرخاء عضلاتك بطريقة معينة في المواقف التي تسبب لك القلق وسوف يساعدك المعالج في هذا النمط من العلاج على تعلم الطريقة بشكل تفصيلي مع مقابلة المعالج لمدة ساعة واحدة كل أسبوع.
وإذا لم تستجب إلى كل الطرق السابقة فسوف يلجأ الطبيب إلى العلاج بالأدوية، مع العلم أن جرعات الأدوية تختلف من حالة إلى أخرى، ولا يجب أخذ أي دواء بدون استشارة الطبيب المعالج حتى لا يحدث لديك أي مضاعفات.
وفي النهاية يجب أن تكون على وعي بأن اضطراب القلق أو أي اضطرابات نفسية ما هي إلا مجرد مرض مثل أي مرض عضوي لا بد من الاهتمام به وزيارة الطبيب على الفور من أجل معرفة طرق العلاج.