تسأل النساء أنفسهن دائمًا: هل يشعر الرجال مثلنا أم لا؟ لماذا زوجي لا يفهم مشاعري؟ لماذا يراني ثرثارة؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا حول هذا الموضوع. على الرغم من أن الموضوع في غاية البساطة، إلا أنه يتعلق بالطبيعة البيولوجية لكل من الرجل والمرأة وطرق الاستجابة المختلفة للتوتر العاطفي. فالرجل يشعر ويغضب، ولكنه قد لا يعبر عن مشاعره، بينما تعبر المرأة عن مشاعرها بشكل أكثر وضوحًا، من خلال هذا التقرير، سنوضح الفرق بين مشاعر الرجل والمرأة، وأسباب هذا الاختلاف، وطرق التعامل معه.
الفرق بين مشاعر الرجل والمرأة وتأثير العوامل البيولوجية والاجتماعية
أوضحت بعض الدراسات أن الفرق بين مشاعر الرجل والمرأة تتعلق بالعوامل البيولوجية والاجتماعية. فالرجال، مثلاً، يفضلون كبت مشاعرهم وعدم التعبير عنها بشكل صريح، حيث إن المعايير الاجتماعية التي نشأ عليها الرجل تشجعه على إظهار القوة والسيطرة وعدم إظهار أي مشاعر ضعف، وهذا على عكس النساء تمامًا، فالنساء يميلن إلى التعبير عن مشاعرهن بشكل أكثر انفتاحًا، فيتم تشجيعهن على ذلك منذ طفولتهن.
أسباب وجود الفرق بين مشاعر الرجل والمرأة
للهُرمونات دورٌ كبيرٌ في حدوث هذا الاختلاف، فهرمون التستوستيرون لدى الرجل يختلف بالتأكيد عن هرمون الاستروجين لدى النساء.
تتربى النساء في بيئة تشجعهن على التعبير عن مشاعرهن، على العكس الرجل، فهو دائمًا يسمع من والديه منذ الصغر “الرجل لا يبكي”.
اعتقاد الرجل أنه إذا عبّر عن مشاعره أمام زوجته فإنه يفقد رجولته، وهذا الاعتقاد خاطئ تمامًا، فهناك اختلاف بين رجل كثير الشكوى ولا يمكن الاعتماد عليه، ورجل يعرف جيدًا توظيف مشاعره والبوح بها.
كيف يعبر الرجال والنساء عن مشاعرهم بطرق مختلفة؟
أجرت جامعة ستانفورد دراسة أوضحت فيها أن الفرق بين مشاعر الرجل والمرأة يكمن في طرق التعامل مع العواطف، على سبيل المثال، عندما يشعر الرجل بالحزن، فإنه يعبر عن مشاعره بشكل أقل وضوحًا من المرأة، حتى مشاعر الحب التي يشعر بها تجاه أسرته، مثلاً، يعبر عنها بالأفعال وليس بالأقوال، مثل اجتهاده في عمله لتوفير حياة مناسبة لأبنائه بدلاً من قول “أحبك”، وبالطبع، كبت المشاعر لدى الرجال يسبب ضغطًا نفسيًا وعصبيًا بشكل كبير، وهذا يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية أو حدوث بعض المشاكل مع الدائرة المحيطة بهم.
الفرق بين الرجل والمرأة في تفريغ مشاعرهم
استجابة الرجل والمرأة للتوتر العاطفي تختلف تمامًا، فالرجال في أغلب الأمور يفضلون النشاطات التي بها مجهود بدني ليفرغوا طاقتهم، على عكس النساء اللاتي يفضلن مشاركة مشاعرهن مع الأصدقاء أو العائلة حتى يشعرن بالتحسن. وكان هناك تقرير في المجلة الأمريكية للطب النفسي يوضح أن النساء يستطعن تذكر التجارب العاطفية بشكل أكثر تفصيلاً من الرجال، مما يعزز التواصل العاطفي لديهن ويزيد من ترابطهن الاجتماعي.
طرق التعامل مع الاختلاف بين مشاعر الرجل والمرأة
إنشاء تواصل مفتوح، فالصراحة والوضوح وإعطاء مساحة أمان يساعد كل طرف على فهم مشاعر الآخر.
احترام الاختلاف والاعتراف بأن كل طرف يعبر بشكل مختلف عن الآخر. إذا فهموا هذا الأمر جيدًا، تقل حجم المشاكل بينهما.
إذا أمكن، حضور ورش عمل عن الذكاء العاطفي أو قراءة كتب تساعد على تنمية هذه المهارة.
في ختام هذا التقرير، يتضح أن الفرق بين مشاعر الرجل والمرأة ليس مجرد اختلاف في التعبير، بل يرتبط بعوامل بيولوجية وثقافية تؤثر على كيفية استجابة كل منهما للعواطف. من خلال فهم هذه الاختلافات وفتح باب للتواصل، يمكن أن نبني علاقات أكثر صحة وتفاهمًا بين الجنسين، مما يسهم في تعزيز الروابط العاطفية بينهما.