خروجتنا

المنيا عاصمة للثقافة المصرية 2025.. أسرار وكنوز عاصمة مصر القديمة ومعلومات تعرفها لأول مرة

لم يكن غريبًا أن يتم اختيار محافظة المنيا عاصمة للثقافة المصرية، وهو واحد من الأحداث البارز في الشارع الثقافي لعام 2024، فما تضمه المحافظة بين جنباتها يحتاج إلى مجلدات للكتابة عنها، فللمحافظة رمزية عند المسلمين بما تضمه من مقابر آلاف الصحابة بمدينة البهنسا، وكذلك اعتبارها واحدة من المحطات التاريخية في رحلة العائلة المقدسة، والتي حبى الله بها مصر المحروسة.

وإذا طالعنا المراجع التاريخية سنجد لهذه المحافظة ذكرًا في التاريخين القديم والحديث، وهنا نسلط الضوء على عدد من المراجع التاريخية والموسوعات البارزة التي ذكرت بعضًا من جغرافيا المكان وتميز معالمها وتاريخها، في رحلة إلى آلاف السنين عبر التاريخ، نستكشف فيها عاصمة الثقافة المصرية التاريخ والمكان، حيث كانت عاصمة لمصر منذ ما يقرب من سبعمئة عام؛ حينما اتخذ كل من أخناتون والملكة الجميلة نفرتيتي من مركز العبادات الشهير بمركز “ملوى” في قرية تل العمارنة مسكنًا لهما.

موقعها في كتب التاريخ:

وأشار إليها الأرشيف المصري للحياة والمأثورات الشعبية، أن مديرية المنيا هي من المدن المصرية القديمة، ذكرها أميلينو في جغرافيته فقال: إن اسمها القبطي Temoni ووردت أيضا باسم Tmoone Khoufou، وقال: إن هذين الاسمين يرجعان إلى مدينة المنيا، وهي مذكورة بين طحا المدينة والبهنسا، حيث المكان الحالي لمدينة المنيا هذه، وقال: إن كلمة Moni معناها المينا وكلمة Moone معنها المرضعة. وذكر جوتييه في قاموسه ناحية Mnat Khoufou وقال: إن كترمير وبروكش، أميلينو نسبوها إلى المنيا، وجومار نسبها إلى المكان الذي به آثار مدينة داود، وقد حقق ماسبرو موقعها في سنة 1891، ووضعها بالضبط في محل العنبجة El-ambage، التي كانت مركزا لسلطة أشراف الإمبراطورية الوسطى، الذين دفنوا في مقابر بني حسن، الواقعة على الشاطئ الشرقي للنيل، تجاه أبو قرقاص، ولا لعلاقة لها بمدينة المنيا. ثم ذكر جوتيبه في قاموسه أن اسمها القبطي Tmoune وأن بروكش قال: إن اسمها المصري Per mema وخالفه ماسبرو في ذلك، باعتبار أن كلمة المنيا هي اسم عربي. وذكرها الإدريسي في نزهة المشتاق باسم منية ابن الخصيب، قال: وهي على الضفة الشرقية للنيل «والصواب أنها على الضفة الغربية»، ثم قال: وهي قرية عامرة حولها جنات، وأرض متصلة العمارات، وقصب وأعناب كثيرة، ومتنزهات ومبان حسان.

وورد ذكرها في معجم البلدان: منية أبي الخصيب مدينة كبيرة على شاطئ غربي النيل في الصعيد الأدنى بمصر. وقال في التعريف عند الكلام على خط سير سعاة البريد ومراكزه، ومن إقلوسنا «قلوصنا» إلى منية ابن خصيب، وهي مدينة على ضفة النيل ذات مرائي جميلة، وبها مدارس وحمامات وأسواق، قال: ويقال إن الخصيب عمرها أيام ولايته وأنشأها لابنه، وسماها باسم ابنه فعرفت به. وفي الخطط المقريزية منية الخصيب، نسبة إلى الخصيب بن عبد الحميد، صاحب خراج مصر من قبل أمير المؤمنين هارون الرشيد، وفي قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة منية بني خصيب من أعمال الأشمونين. ووردت في دفاتر الروزنامة القديمة بني خصيب المعروفة “بالمنية” وفي تاريع سنة 1230 هـ المنيا الحائط.

ووردت في مصادر أخرى باسم المنية، ومنية ابن خصيب، وعلى لسان العامة “منية ابن خصيم”، ومنيا الفولي، حيث بها مقام الشيخ علي الفولي. وفي تاريع سنة 1236 هـ، وردت مختصرة باسم المنيا، وهو اسمها الحالي.

وقبل أن تكون المنيا مديرية، صدر أمر عال في سنة 1821 بتقسيم ولاية الأشمونين إلى قسمين، مع تسمة القسم البحري منهما قسم المنيا، ومقره مدينة المنيا، ومن أول سنة 1890 سمي مركز المنيا، ولا يزال بها. وهذه المدينة هي قاعدة مديرية المنيا، وإليها تنسب مديرية المنيا، التي تكونت لأول مرة في جغرافية مصر، بأمر عال في سنة 1249 هـ = 1833 م. وبسبب اتساع دائرة العمران بمدينة المنيا، وكثرة أعمال الضبط والإدارة بها، صدر قرار من وزارة الداخلية في 15 يونيه سنة 1920، بفصل مدينة المنيا عن مركز المنيا، وجعلها مأمورية قائمة بذاتها.

وجاء عنها في في موسوعة “الجَمهرة”، منية ابن الخصيب، “بينها وبين مدينة القيس نصف يوم، وهي في الضفة الشرقية من النيل، وهي عامرة كثيرة الأسواق والحمامات وسائر مرافق المدن، وحولها جنات وأرض متصلة العمارات وقصب وأعناب كثيرة ومتنزهات ومبان حسان”، كما ذكرها الإدريسي وابن بطوطة. كما ورد ذكرها في “الروض المعطار في خبر الأقطار”

السياحة الثقافية في عروس الصعيد:

تمتلك المنيا موقعًا متميزًا منذ عهد الفراعنة والرومان وحتى العصر العباسي، وتضم الكثير من الطرز المعمارية القديمة، وإحدى الساحات اليونانية الأصلية «الأغورا»، وبازيليكا مسيحية من العصور الأولى، وبقايا معبد بناه رمسيس الثاني؛ بالإضافة إلى المعابد المذهلة وكنيسة مريم العذراء وقصرًا يعود تاريخ بنائه إلى عام 1930. كما تحمل أرضها عددًا من المقابر التي تعود إلى أكثر من ألفي عام؛ والتي يعتقد علماء الآثار أنها تنتمي لمدينة كبيرة جدًا، ومن الممكن أن تكون مدخلاً لحل كل الألغاز المتعلقة بالحياة المصرية القديمة.

وهناك العديد من المعالم الأثرية التي لم تجد ترويجًا مناسبًا لقيمتها التاريخية على خارطة الترويج السياحي، ومنها: “تل العمارنة، تونا الجبل، بني حسن، آثار الأشمونين، متحف إخناتون، متحف ملوي، البهنسا، مقابر: “ماهو، إزادورا، بيتوسريس”، مدينة هيرموبوليس، دير السيدة العذراء مريم بجبل الطير، إسطبل عنتر، الشيخ عبادة، وغيرهم”. وتمثل هذه المعالم ثراء ثقافيًا وتنوعًا قلما تجد مثله، في هذا التحقيق، نكشف لكم جانبًا من بعض المعالم التي قد لا يعرفها حتى أهل المنيا أنفسهم:

آثار الأشمونين:

تقع على بعد حوالى 8 كم غرب مدينة ملوى التى تقع على بعد 45 كم جنوب مدينة المنيا. يمكن الوصول إليها بالطريق الزراعى مصر- أسوان والطريق الصحراوى الغربى من منطقة تونا الجبل، كانت هذه المنطقة عاصمة للإقليم الحادى عشر من أقاليم مصر، وبها آثار هامة من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية والمسيحية والإسلامية أهمــها «تماثيل للإله تحوت – بقايا السوق اليونانى – بقايا كنيسة على النظام البازلكى»، وقد لعبت دوراً كبيراً فى حرب التحرير ضد الهكسوس بمعرفة رئيس المدينة ” بعنخى “.

متحف آثار ملوي:

أنشئ في 23 يونيو1962 بالمنيا في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ويشتمل على الآثار التي تمثل العصور المختلفة .تعد منطقة ملوي إحدى المناطق الأثرية الهامة في مصر، حيث كانت هذه المنطقة مسرحا للحضارات الفرعونية والإغريقية والرومانية. ففى منطقتى الأشمونين وتونا الجبل ترك آباؤنا وأجدادنا آثار باقية على مر العصور. يضم في قاعاته الأربعة الآثار المستخرجة من مناطق تونا الجبل والأشمونين، وليعتبر مرآة صادقة تعكس صورة ما كانت عليه هذه المنطقة في العصرين اليونانى والرومانى وكذلك بعض القطع الأثرية من عصر الدولة القديمة وعصر العمارنة. ويتكون من طابقين بهما أربع قاعات عرضت بها الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية وآثار تونا الجبل والأشمونين وتل العمارنة وآثار مصر الوسطى.

المدينة المباركة “البهنسا”:

تقع على بعد 15 كم شمال غرب مدينة بنى مزار وعلى بعد حوالى 3 كم من الطريق الصحراوى الغربى، ويقال إن اسمها تحريف لاسم بهاء النساء بنت حاكم المدينة عند الفتح الإسلامي، ومن أهم الآثار الإسلامية بها: “مسجد الحسن بن صالح بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب، وهو المسجد الوحيد فى مصر الذى له قبلتان، ضريح سيدى فتح الباب أحد ابطال الفتح الإسلامى، مسجد سيدى على الجمام: قاضى قضاة البهنسا وإمام المالكية فى عصره، مجموعة من القباب مثل قبة أبوسمرة، وقبة الأمير زياد الفضل بن الحارث بن عبد المطلب بن عم رسول الله ” صلى الله عليه وسلم”، مزار السبع بنات وغيرهم من مقابر نحو 5 آلاف صحابي، شاركوا في فتح البهنسا.

مدينة هيرموبوليس:

تقع على بعد 8 كم شمال “ملوى” «بالقرب من “الأشمونين”» بها بقايا من عصرى الدولة الوسطى والدولة الحديثة، وأطلال ساحة رومانية بها بازيليكا ترجع إلى العصور الأولى للمسيحية. وكانت هذه المدينة فى الماضى مركزاً لعبادة الإله “توت” أو “تحوت” إله الحكمة لدى قدماء المصريين، وكان “تحوت” أيضاً إلهاً للقمر والإله الذى يقيس الزمن، إلى جانب كونه رب السحر والحكمة. وكانوا يصورونه على هيئة رجل برأس “إيبيس” «طائر أبو منجل»، أو على شكل “إيبيس”، أو على هيئة قرد “بابون” برأس كلب. أما زوجته فهى الإلهة “معات إلهة الحقيقة والعدالة وإبنة “رع”، وكانوا يصورونها على هيئة امرأة وعلى رأسها ريش نعام، والاسم الفرعونى القديم لهذه المدينة هو “خمونو”، أما تسمية “هيرموبوليس” فقد أطلقها اليونانيون على المدينة حيث كانوا يربطون بين “تحوت” وإلههم “هيرمس”، واسم “هيرموبوليس” مشتق من “هيرمس” ويعنى “مدينة هيرمس”.

مقبرة بيتوسريس:

ترجع هذه المقبرة إلى عصر البطالمة وهى عبارة عن مقبرة ومصلى «أو معبد صغير» فى آن واحد. كان “بيتوسريس” الكاهن الأكبر للإله “تحوت”، ولها دهليز به أعمدة، وتحتوى على صور تمتزج فيها الثقافتان المصرية القديمة واليونانية، حيث نرى مشاهد لأعمال زراعية مرسومة على الطريقة المصرية التقليدية، ولكن الأشخاص الذين يظهرون بهذه المشاهد يرتدون الملابس اليونانية.

بني حسن وتونا الجبل:

تتبع “بني حسن” مركز أبوقرقاص، وبها 39 مقبرة منحوتة فى الصخر لأشراف وحكام مدينة “حبنو” من عصر الدولة الفرعونية الوسطى أهمها مقبرة أمنمحات «أمينى» ومقبر«خنوم حتب» ومقبرة «باكت» ومقبرة «خيتى» رسمت على جدرانها مناظر تمثل مختلف أنواع الرياضة، وتُعد سجلاً كاملاً للحياة اليومية فى عصر الدولة الوسطى من التاريخ الفرعوني، فيما تقع “تونا الجبل” على بعد 67 كم جنوب غرب مدينة المنيا، وحوالى 10 كم غرب منطقة الأشمونين الأثرية، ومن أهم آثارها «مقبرة بيتوزيريس كبير الكهنة من العصر اليونانى الرومانى، مومياء إيزادورا شهيدة الحب الطاهر، سراديب الإله تحوت».

تل العمارنة:

تعد المدينة رمزيًا لأسبقية المنيا إلى معرفة الإله الواحد، في مصر القديمة، وتوجد منطقة تل العمارنة الأثرية على بعد 15 كم شمال شرق مدينة ديرمواس، وهى المنطقة التى اختارها إخناتون وزوجته نفرتيتي لإقامة عاصمة مملكته المسماة « أخت آتون » من أجل عبادة الإله الواحـد « آتون » الذى رُمز إليه بقرص الشمس تخرج منه أشعة تنتهى بأيد بشرية لتهب الحياة للكون، كانت مدينة أخت آتون «تل العمارنة حالياً» عاصمة لمصر فى عصر الدولة الفرعونية الحديثة، وقد أعطى إخناتون حرية كاملة للفنان للتعبير عن نفسه وما يحيط به مكوناً بذلك أول مدرسة للفن الواقعى المعروفة عالمياً بفن العمارنة.

إسطبل عنتر:

رغم تسميته هكذا، إلا أن تاريخه يعود إلى مصر القديمة؛ يقع على بعد 2 كم جنوب شرق بنى حسن وبه معبد منحوت فى الصخر للإلهة «باخت» بناه كل من حتشبسوت وتحتمس الثالث «1551- 1447 ق. م»، من أجل عبادة الإلهة باخت «القطة»، وكان يحمل سقف الردهة ثمانية أعمدة لم يبق منها غير ثلاث، وقد أطلـق عليه اليونانيون اسم «كهف أرتميس»، غير أنه يُعرف باسم إسطبل عنتر وهو بطل من أبطال القصص العربية، وأهم ما يميز هذا المعبد النقوش التى تحكى كيف قامت حتشبسوت بترميم وإعادة ما خرَّبه الهكسوس أثناء احتلالهم لمصر.

الشيخ عبادة:

وهي واحدة المناطق التي لا ترتبط بتسميتها كثيرًا، تقع على بعد 8 كم شرق مدينة ملوى، وقد بناها الإمبراطور هادريان عام 120 ق.م تخليداً لصديقه الحميم أنتينيو الذى مات غرقاً فى النيل، وسُميت بمدينة أنتينيوبوليس، كما أن الشيخ عبادة كانت مدينة مهمة فى العصر الفرعوني، حيث وُجد بها بقايا معبد رمسيس الثانى المكون من عدة صالات وبوابة وأعمدة ضخمة مرسوم عليها رمسيس وهو يقوم بتقديم طقوس العبادة للآلهة المختلفة خاصةً آلهة المنطقة «تحوت، حاتور، وثامون الأشمونين»، كما أن بها جبانة كبيرة من العصور الفرعونى واليونانى والروماني.

دير السيدة العذراء:

يبعد حوالى 25 كم شمال شرق مدينة المنيا، وهو أحد المواقع التى مرت بها العائلة المقدسة وأقامت فيها أثناء رحلتها إلى مصر، بها كنيسة منحوتة فى الصخر أقامتها الإمبراطورة هيلانة فى القرن الرابع الميلادي، وتضم مجموعة من الأيقونات التى يرجع تاريخها إلى أوائل العصر المسيحي.

المنيا عاصمة للثقافة المصرية.. لماذا؟

ضمن فعاليات الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر العام لأدباء مصر بجامعة المنيا، والذي نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة، تحت عنوان: “أدب الانتصار والأمن الثقافي.. خمسون عامًا من العبور”، تم اختيار المنيا عاصمة للثقافة المصرية، في مؤتمر حمل اسم الكاتب الكبير جمال الغيطاني، صاحب الزيني بركات، جاءت تلك الشخصية العظيمة لتذكرنا بدور المراسل العسكري المهم في تدوين أحداث وبطولات المعركة، وهو من مواليد محافظة سوهاج، وترأسه الفنان الدكتور أحمد نوار، ابن محافظة المنيا، فلماذا جاء هذه الاختيار؟

لا يمكن لمثقف، فضلًا عن قاريء عادي أن يجهل الكثير من الأعلام الذين خرجوا من هذه المحافظة، ومن بينهم أسماء خاضت سجالات ثقافية وفنية، على مدار عمرها، وبعضهم ترك بصمة في مجاله، لا يمكن إنكارها، وهؤلاء بعض من أسماء كثيرة لا نستطيعها حصرًا:

عميد الأدب العربي طه حسين:

أحد أشهر الكتاب والمفكرين المصريين في القرن العشرين، ومن أبرز رموز حركة النهضة والحداثة المصرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. اشتهر “بعميد الأدب العربي”، وُلد في عزبة الكيلو، إحدى قرى مركز مغاغة، محافظة المنيا، تولى وزارة المعارف وعين أستاذًا بالجامعة المصرية، وترك عشرات الكتب والمؤلفات، من بينها “في الشعر الجاهلي” والذي ألب الكثيرين ضده، حيث يُقدِّم نظرة جديدة في الشعر الجاهلي يرى صاحبها أن الشعر الجاهلي لا يُمثِّل الحياة العربية في العصر الجاهلي، ويؤكِّد أن هذا الشعر موضوع في العصر الإسلامي.

شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق:

شيخ الجامع الأزهر الشريف، ومجدد للفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، وصاحب أول تاريخ لها بالعربية، ومؤسس المدرسة الفلسفية العربية التي أقامها على الإسلام. تولى الشيخ مصطفى عبد الرازق وزارة الأوقاف ثماني مرات، وكان أول أزهري يتولاها، واختير شيخا للأزهر في ديسمبر 1945، وكان والده “حسن عبد الرازق” من مؤسسي جريدة “الجريدة” التي دعت إلى الحكم الدستوري والإصلاح الاجتماعي والتعليم، وكذلك كان والده من مؤسسي “حزب الأمة”.. وهو جد رئيس مجلس الشيوخ الحالي المستشار عبد الوهاب عبد الرازق.

القاضي علي عبد الرازق:

هو مؤلف كتاب الاسلام و اصول الحكم. حفظ القرآن في كتاب القرية، ثم ذهب إلى الأزهر حيث حصل على درجة العالمية، ثم ذهب إلى جامعة أوكسفورد البريطانية، وعقب عودته عُين قاضيا شرعيا. كان من تداعي أحداث المعركة السياسية التي أثارها هذا الكتاب أن فصل من عمله.

السيدة سوزان مبارك:

ولدت سوزان بمحافظة المنيا، بالجامعة الامريكيه بالقاهرة وحصلت على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1977 وفى عام 1982 أنهت دراستها العليا في علم الاجتماع، دشنت سوزان مبارك مشروع مكتبة الأسرة من خلال مهرجان القراءة للجميع عام 1991، والذي أسهم في تحقيق طفرة ثقافية متميزة في شتى انحاء مصر.. ولا أنكر “كاتب هذه السطور” أنني مدين لهذه السيدة بالكثير من الجَميل الذي لا يمكن الوفاء به.

 المشير عبد الحكيم عامر:

تم تعيينه وزيراً للدفاع في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وكان نائباً للرئيس المصري بين عامي 1958 و1965، ولد “عامر” في سمالوط بالمنيا عام 1919، شارك في حرب فلسطين 1948، ومن البارزين في تشكيل تنظيم الضباط الأحرار داخل الجيش، ممثلا عن سلاح المشاة. بعد الوحدة مع مصر وسوريا 1958 عين عبد الحكيم عامر رئيسا للإقليم الشرقي للجمهورية العربية المتحدة، وقائدًا للجيش في سوريا.

الأخوان الشاروني:

من أعلام المنيا أيضًا الأديب الكبير يعقوب الشاروني والذي أثرى مكتبة الطفل بمئات القصص والحكايات، ونال شهرة واسعة، رغم دراسته للحقوق بجامعة القاهرة، ونال جائزة سوزان مبارك لأدب الأطفال عام 2001 في مجال التأليف عن كتابه ” أجمل الحكايات الشعبية “. أما يوسف الشاروني فهو كاتب قصة وناقد مصري، حصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة، جامعة القاهرة عام 1945. وكان وكيلاً لوزارة الثقافة ورئيساً لنادى القصة بالقاهرة من 2001 إلى 2006 ثم رئيس شرف النادى. وعضو لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة.

الموسيقار عمار الشريعي “غواص في بحر النغم”:

موسيقار ومؤلف وناقد موسيقي مصري شهير، له علامات وبصمات في الموسيقى الآلية والغنائية المصرية، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية للكثير من الأفلام “فيلم” والمسلسلات التليفزيونية، ورغم أنه كفيف البصر، إلا أنه نبغ في الموسيقى، حتى أصبح من عمالقة المؤلفين الموسيقيبن المصريون، وله برنامج إذاعي شهير اسمه “غواص في بحر النغم” بالإضافة إلى برنامج تليفزيوني على قناة دريم كان اسمه “سهرة شريعي”. ولد في سمالوط بالمنيا، والتحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس والتي تخرج فيها عام 1970 م. والتحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى، وأتقن العزف على آلة البيانو والأكورديون والعود، له مئات الأعمال الإبداعية، وكان عضوًا بلجنة الموسيقى بالمجلس الأعلى للثقافة.

هناك الكثير من الأسماء التي يضيق المقام لذكرها، وإلا احتجنا إلى أن نكتب كتابًا كاملًا عنهم مثل الجميلة سناء جميل، والأستاذ لويس عوض، والكاتبة نعمات أحمد فؤاد، والسيدة هدى شعراوي، والدكتور عمرو حمزاوي، والسيدة مارية القبطية أم “إبراهيم” الولد الوحيد للنبي، صلي الله عليه وسلم، وهي غنية عن التعريف.

الرحلة شائقة مع هذه المحافظة، والتي تستحق عن جدارة أن تكون عاصمة للثقافة المصرية هذه المرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى