ريادة أعمالكلام رجالة

برنامج “الشارك”.. مختبر ريادة الأعمال الأول في مصر وبوابة التفاوض الذكي نحو السوق

كيف نجح برنامج «SharkTankEgypt» في تغيير مفهوم المشروعات في مصر؟

ما يزال السوق المصري يشهد الفرص المتميزة في العديد من المجالات الاستثمارية،  ومع اتساع السوق يأتي “برنامج شارك تانك” نموذجًا على نجاح هذا السوق في جذب المزيد من الاستثمارات في مشروعات غير تقليدية، بجانب الفرص المتميزة التي يعرضها «SharkTankEgypt»، فإنه يعد منصة نوعية تقوم على تأهيل جيل جديد من رواد الأعمال يمتلكون المهارات العقلية والتطبيقية للتفاوض، والإقناع، وتحويل الأفكار إلى مشروعات استثمارية قابلة للنمو.

انطلق البرنامج قبل عدة أعوام بدعم من مجموعة من المستثمرين والموجهين ورجال الأعمال، حيث تعرض حلقاته على شاشة CBC كل يوم أربعاء، الساعة 11 مساء، تحول سريعًا إلى أحد أبرز البرامج التدريبية في مجال تطوير العروض الاستثمارية وصياغة النماذج الريادية المتكاملة، حيث يحرص المشاركون من كبار المستثمرين ورجال الأعمال على الدمج بين التمكين النظري والمواجهة العملية، ويخضع المشاركون لورش مكثفة في تحليل السوق، إعداد نماذج الأعمال، إتقان تقنيات العرض الاحترافي، وتدريبات حية على التفاوض مع المستثمرين.

شارك تانك مصر.. برنامج يستحق المشاهدة
شارك تانك مصر.. برنامج يستحق المشاهدة

شارك في البرنامج على مدار مواسمه المتعددة أكثر من 200 رائد أعمال من مختلف المحافظات المصرية، تنوعت خلفياتهم بين التكنولوجيا، والطاقة، والخدمات، والصناعات الغذائية، ما أضفى على المحتوى طابعًا متجددًا ومتعدد الزوايا.

من بين أبرز رواد الأعمال الذين مروا عبر “الشارك” وحققوا قفزات نوعية بعد مشاركتهم، يمكن الإشارة إلى أحمد صادق، مؤسس مشروع “فود لينك”، الذي وفر حلًا رقميًا لربط موردي الأغذية بالمطاعم، ونجح لاحقًا في الحصول على تمويل أولي من إحدى الشبكات الاستثمارية الخليجية. كما لمع اسم دعاء نصر، مؤسسة مشروع “إيكو فارم”، الذي يُعيد توظيف النفايات الزراعية لإنتاج سماد عضوي صديق للبيئة، وحظي بمشاركة ضمن فعاليات دولية حول الاقتصاد الدائر، وغيرهم من الأسماء المتميزة، ومؤخرًا استضاف البرنامج عددًا من النماذج لشباب أجانب حرصوا على الاستثمار في مصر، والاستفادة من السوق المتميزة.

البرنامج لا يتوقف عند دعم المشاريع الناشئة فقط، بل استضاف أيضًا عددًا من كبار رواد الأعمال للتعليق بخبراتهم وضيوف نقاش، بينهم هاني السنباطي، الشريك المؤسس في سواري فينتشرز، وأمل عنان، الخبيرة في استراتيجيات التمويل التنموي، بالإضافة إلى كريم حسين، المستثمر المعروف في قطاع التكنولوجيا المالية، ما منح المشاركين فرصة نادرة للتواصل المباشر مع صناع القرار في بيئة الاستثمار.

أما الأفكار التي طُرحت عبر “الشارك”، فقد تنوعت بشكل لافت، منها:

  • مشروع ذكي لإدارة المخزون الدوائي في الصيدليات عبر نظام تتبع بالذكاء الاصطناعي.
  • منصة تعليم رقمي تستهدف الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بأساليب بصرية وتفاعلية مبتكرة.
  • خدمة بنكية متنقلة تستهدف سكان القرى المحرومين من الوصول إلى فروع البنوك التقليدية.
  • حلول لوجستية تعمل على دمج الذكاء الاصطناعي في توزيع الطرود بطريقة تقلل وقت التوصيل بنسبة 30%.

ورغم الطابع التنافسي الذي يميز البرنامج، إلا أن “الشارك” يظل بالأساس بيئة تعليمية تفاعلية تُعزز من مبدأ التعاون وبناء الشبكات بين المشاركين، وهو ما ساعد عددًا منهم على تكوين شراكات لاحقة، أو الاندماج في مشروعات جماعية خرجت من رحم البرنامج ذاته، وهو المبدأ الذي تحرص على تطبيقه كبريات الشركات حول العالم في مجال ريادة الأعمال ودعم المشروعات الصغيرة.

شارك تانك مصر.. برنامج يستحق المشاهدة

وقد أثبتت المتابعة المستمرة لنتائج المشاركين أن الأثر الحقيقي للبرنامج يتجلى في تغيير نمط التفكير؛ من التفكير التقليدي إلى التفكير الريادي، من الخطابة الإنشائية إلى العرض المنهجي، ومن المقترح النظري إلى مشروع واضح المعالم مدعوم بدراسة سوق وخطة مالية وتصور للنمو، حتى يتمكن المشارك من اقتناص الفرصة والحصول على تمويل أو استشارات أو غيرها من المزايا مقابل حصة من شركته أو غيره، حسب الاتفاق.

لا يمكن النظر إلى برنماج “الشارك” على أنه مجرد برنامج تدريبي، ولكن يمكن اعتباره دروس حية في التفاوض وإدارة المشروعات، لتسلط الضوء على مهارات التفاوض، وتمنح الأولوية للفكرة المدروسة القابلة للتنفيذ، وتُكرّس ثقافة الإعداد الجيد قبل طرق أبواب المستثمرين. وفي ظل الحاجة المتزايدة إلى حلول اقتصادية مبتكرة، يبدو “الشارك” حجر أساس في بناء منظومة ريادة أعمال قوية تُنافس إقليميًا وتُساهم بفعالية في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة، وهو ما نحتاج إليه بشدة في مصر، وينبغي أن يطوع النظام . التعليمي بعض هذه الأفكار في ثنايا المناهج.

لمتابعة حلقات البرنامج يمكنك مشاهدتها من هنا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى