قهوة العلوم

غسل اليدين في زمن كورونا .. هل عدنا إلى طقوس العصور الوسطى؟

أسماء هنداوي:

أصبح في وقتنا الحالي مهمة غسل اليدين الأكثر الأهمية في العالم، خاصًة في ظل وباء كورونا، والتوصيات المهمة بضرورة هذا الإجراء الاحترازي.

وذلك لأن غسل اليدين من أهم الطرق للقضاء على الأوبئة ومكافحتها، كما أنها الطريقة الأسلم للحفاظ على صحة الجميع.

ولكن هل كنت تعلم أن مهمة غسل اليدين كانت من طقوس وأدوات التباهي بالقوة والثروة في العصور الوسطى، خاصًة في أوروبا؟

ذلك الأمر المثير للدهشة تؤكده “أماندا ميكوليتش” مساعدة القيم في قسم فنون القرون الوسطى في متحف كليفلاند للفنون.

واليوم نوضح لك الأمر تاريخيًا..

أداب الطعام

يؤكد التاريخ أن غسل اليدين كان علامة على اللباقة والرقي، ومن أهم أداب الطعام كما كشف نصًا من القرن الثالث عشر.

فمنذ ما يقارب 8 قرون كان الملوك والفلاحون يداومون على غسل أيديهم قبل وبعد مختلف وجبات الطعام.

بالإضافة إلى أن في العصور الوسطى كان يجب على الملك أن يقوم بغسل يديه أمام الضيوف قبل تناول العشاء.

وأثناء ذلك كانت الموسيقى تنتشر في كل مكان بأروقة لقصر الملكي، وأيضًا تنتشر المناشف البيضاء والماء المعطر للضيوف.

كما أن في تلك العصور الوسطى كان يوجد عدة قواعد صارمة لسماح النبلاء بتناول الطعام مع الملوك.

أبرزها عدم لمس الأذنين أو الأنف باليد وقت تناول الطعام.

غسل اليدين

أدوات للتباهي

كانت تلك القواعد الصارمة تتطلب أيضًا أدوات للتباهي، ولقد تتضمنت إحضار الصابون الفاخر الذي صُنع من زيت الزيتون والغار.

وفي ذلك الوقت كان الأوروبيون يصنعون الصابون من زيت الزيتون بدلًا من استخدام الدهون الحيوانية في تصنيعه بسبب رائحتها الكريهة.

وبعد مرور عدة سنوات ظهر صابون “قشتالة” الذي يعد أشهر صابون في أوروبا، الذي ازدهرت صناعته بسبب تلك الطقوس.

كما أنه ما زال يتم تصنيعه واستخدامه حتى الآن في مختلف أنحاء العالم.

ولم يكن تطوير صناعة الصابون الشيء الوحيد الذي حدث في العصور الوسطى بسبب اهتمام القصور بغسل اليدين.

بل أنها هناك صناعة أخرى ازدهرت وظهرت أكثر وهي صناعة الأباريق، التي كان يتم ملئها بالمياه الدافئة المعطرة لغسل الأيدي.

ويؤكد التاريخ ذلك الأمر من خلال ذكر أن ملكة فرنسا “جين ديفرو” زوجة “تشارلز الرابع” وضعت في وصيتها العديد من أباريق المياه.

غسل اليدين

أدوات الطعام

لقد ظل التباهي بأدوات غسل اليدين في القصور الأوروبية حتى نهاية القرن الثامن عشر.

ثم بدأ الاهتمام بذلك يقل ويتراجع مع ظهور أدوات الطعام مثل الملعقة والشوكة، وتوفيرها على أدوات المائدة للضيوف.

ذلك الأمر الذي جعل طقوس غسل اليدين في العصور الوسطى تبدأ في التلاشي مع مرور الوقت.

ولكن مع انتشار جائحة كورونا يبدو أن تلك الطقوس قد عادت مرة أخرى.

خاصة مع ظهور أدوات مزخرفة وفاخرة لغسل اليدين في العديد من الفنادق والبيوت.

إلى جانب التباهي بالصابون باهظ الثمن الذي يتم صنعه من الزيوت، وتوفير المناشف القطنية، وأدوات الغسل المزخرفة يدوية الصنع.

اقرأ أيضًا: هل حقا الخوارزمي أسس علم الجبر؟.. بردية مصرية تكشف الحقيقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى