كان موقعًا لتصوير الأفلام في قلب القاهرة.. ماذا تعرف عن متحف “جاير أندرسون”؟
في قلب القاهرة القديمة، وتحديدًا في شارع أحمد بن طولون يقع متحفًا تميز بطرازه المعماري الفريد شاهدًا على جمال المعمار الإسلامي، أنه متحف جاير أندرسون أو كما كان يُعرف باسم “بيت الكريتلية”، ولقد تميز المتحف بطرازه المعماري الجاذب للانتباه بسبب تمتعه بأجواء العصور القديمة في مصر.
ذلك الأمر الذي جعله مزارًا للسياح الأجانب، وأيضًا المصريين، كما كان كذلك موقعًا مميزًا لتصوير العديد من الأفلام السينمائية، أبرزها عدة أفلام مقتبسة من روايات نجيب محفوظ مثل “قصر الشوق”، و”الحرافيش”، وغيرها من الأفلام الأخرى.
كما أنه تم فيه تصوير جزء كبير من فيلم الفيل الأزرق الجزء الثاني في عدة أماكن بالمتحف لفتت انتباه الكثير بسبب جمالها، وليس ذلك فقط بل إن شعبية البيت وصلت إلى السينما العالمية فلقد صور به جزء لفيلم “الجاسوسة التي أحبتني” أحد أفلام جيمس بوند.
ويتكون المتحف من منزلين على الطرازين المملوكي والعثماني، البيت الأول يعود إلى القرن السابع عشر، وأطلق عليه اسم “بيت الكريتلية” نسبة إلى آخر من سكنه وهي سيدة يعود أصلها إلى عائلة من جزيرة كريت، أما البيت الآخر والأقدم الذي يعود لعام 1540 فهو منزل أطلق عليها آمنة بنت سالم لأنها آخر من سكنه.
الطبيب عاشق الآثار
يطلق على البيت حاليًا متحف جاير أندرسون، وذلك نسبة إلى ضابط إنجليزي كان يعمل طبيبًا قدم لمصر أوائل القرن العشرين، ولكن بسبب حبه الشديد لمصر والآثار، لم يغادرها وقرر العيش فيها، وبالفعل بدأ يبحث عن منزل يسكن به، وأثناء تجواله في السيدة زينب لفت انتباهه المنزلين، وتم منحه المنزلين بعد التفاوض معه بأن يعيد ترميمهما.
كما كان يجب عليه التبرع بمجموعته الأثرية لهيئة الآثار، وأنه سيتم وضعهما في المنزل ويتم تحويله إلى متحف يحمل اسمه، فقد كان أندرسون هاويًا لجمع الآثار، خاصًة الآثار الإسلامية والفرعونية التي كان عاشقًا لها، إلى جانب أنه كان يحرص على اقتناء العديد من القطع الأثرية لحضارات مختلفة، وما زالت حتى الآن موجودة في المتحف.
قاعات مميزة
أما عن محتويات المتحف فإن الدور الأرضي يحتوي على المداخل والمخازن، إلى جانب السبيل ويؤدي المدخل المفتوح على جامع أحمد بن طولون إلى فناء البيت، كما يحتوي المتحف على العديد من التحف الفنية والقطع الأثرية التي تعود إلى عصور إسلامية مختلفة من أماكن متفرقة.
إلى جانب احتوائه على بعض التحف الأوروبية وقطع أثاث إنجليزي وخصص لها السير جاير قاعة أسماها باسم الملكة “آن استيوارت”، ويحتوي المتحف أيضًا على 29 قاعة يميزها طرازها القديم، أبرزها قاعة السلاملك وهي مجلس الرجال.
كما يضم قاعة الحرملك الخاصة بالسيدات، وقاعة الاحتفالات المخصصة لعقد مجالس الطرب، فضلًا عن القاعة الفرعونية التي تتضمن آثارًا من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر اليوناني، بالإضافة إلى أنه يحتوي على عدة قاعات تنتمي إلى حضارات مختلفة مثل القاعات الفارسية والهندية والصينية.
إلى جانب احتوائه على القاعة الدمشقية التي تتميز بجدرانها وسقفها الخشبي الذي يتزين بالزخارف الهندسية مزينة بقصيدة البردة الأصلية للبصيري في مدح الرسول، كما يحتوي أيضًا على القاعة التركية وبها صالون قطعه استخدمت في عصر الأسرة العلوية، ومن ضمنها كرسي عرش الخديوي إسماعيل.
ولقد تم استحداث 6 قاعات جديدة في السنوات الأخيرة، تم تزوديها بالقطع الأثرية، وهي قاعة أبواب الكريتلية، التي تتضمن مجموعة من الأبواب التي تم إزالتها من المنزل في آخر تطوير له، وهي تعود إلى العصر العثماني، وكذلك قاعة مائدة أندرسون يتم بها عرض جميع أدوات الطعام الخاصة بجاير أندرسون، وهي مجموعة كبيرة ومميزة.
كما يحتوي على قاعة روائع الكريتلية التي تضم أجمل التحف التي توجد بالمتحف مثل المباخر والنارجيلات والصناديق الخشبية، وأيضًا قاعة الأرشيف العلمي ويعرض فيها عدة صور للمنزل في مراحل مختلفة تتنوّع ما بين البدايات ومراحل الترميم وبعده.
نشاطات ثقافية
ينظم المتحف نشاطات ثقافية وفنية متنوعة في القسم التعليمي كل فترة في الاحتفالات المختلفة، كما يوجد قسم التربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة من أجل خلق تفاعل بينهم والمتحف، ويوجد معرض لوحات لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى وجود مسار زيارة للمكفوفين، وكل قاعات متحف جاير أندرسون مزودة بلوحات شارحة لها بطريقة برايل.
إذا كنت تريد زيارة تلك التحفة المعمارية، يمكنك الذهاب لمتحف جاير أندرسون يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءًا.
وعنوانه: ٤ ميدان أحمد بن طولون، السيدة زينب – محافظة القاهرة
أما عن أسعار التذاكر فهي 10 جنيهًا للمصري، و5 جنيهات للطالب المصري.
والسياح الأجانب 60 جنيهًا، والطالب الأجنبي 30 جنيهًا.
اقرأ أيضًا: متحف طه حسين .. منارة ثقافية لعميد الأدب العربي