معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021 في دورته ال 52، يعد واحدًا من أهم وأكبر المعارض الثقافية، التي تجمع جدرانه المواهب الشبابية المبدعة من مختلف المحافظات المصرية، بحثًا عن الثقافة الورقية بين عالم احتلت فيه التكنولوجيا عقول البشر.
من بين تلك المواهب الفريدة المتألقة ظهرت الطبيبة البيطرية والروائية “دينا شحاتة“، بعمل يحاكي الماضي ويلقي الضوء نحو أهم القضايا في مصر.
لذا تقدم لكم “كلمتنا” حوار غني بالمعرفة، مع الكاتبة “دينا شحاتة” وما السر وراء رواية رحيل وغربة.
الكاتبة دينا شحاتة:
تعلقت الطبيبة البيطرية “دينا شحاتة” بعالم الكتابة من المرحلة الجامعية، حيث اكتشفت أن ثمة حكايات مخبأة داخل قلبها عليها الخوض في رحلة البحث عنها، حتى تترجم إلى قصص تخطها أناملها.
حيث قالت دينا “كنت بقرأ كتير جدًا، وفي مرحلة معينة من القراءة المكثفة، بيشعر الإنسان بالامتلاء ورغبة عارمة في الحكي والكتابة“.
فالاختيارات الصحيحة في القراءة طورت أسلوب كتابتي بشكل كبير، بالإضافة إلى وجود الموهبة التي تكمن داخلي، حتى عزمت على الالتزام بالكتابة من أجل أن أنمي موهبتي.
حتى نشرت أولى روايتي “غفران” عام 2018 لدار نشر “اكتب“، وهي رواية تاريخية تدور أحداثها حول حرب أمريكا على العراق وسقوط بغداد على أيدي التتار في سرد موازي.
رواية “رحيل وغربة“:
في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021، وعلى رفوف دار المصري للنشر والتوزيع، ستجذب أنظارك رواية “رحيل وغربة” بغلافها الأزرق الذي يحمل التهجير بين طياته.
قالت دينا شحاتة لكلمتنا: “قدمت مشروع الرواية لمؤسسة المورد الثقافي وفزت بالمنحة الإنتاجية للرواية“.
حيث تدور أحداث رواية “رحيل وغربة” عن فترة تهجيير النوبيين وبناء السد العالي، من عام 1960 حتى عام 1964 ما بين وادي حلفا السودانية وقرية أدندان المصرية، وموقع بناء السد العالي في أسوان من خلال خمس شخصيات رئيسية.
بعدما تم اختياري للفوز بالمنحة، اعددت حقائبي وغادرت نحو النوبة، لبدء مرحلة البحث والتحضير للرواية، لأنني كنت حريصة جدًا على التأكد من كل المعلومات المكتوبة، الأمر الذي لم يكن سهلًا على الإطلاق كثيرًا.
كما أضافت: “البحث عن المراجع والقراءة والتحضير للرواية أخد وقت كتير مني، وكنت بكتب الراوية بعبء كبير لإن موضوعها مهم جدًا وكنت محتاجة أكتبها بشكل جيد للغاية“.
أما عن السر وراء إلهامي للخوض في تلك الحكايات، أنه منذ عام 2014 كنت أطوق شوقًا لكتابة رواية عن النوبة، ولصعوبة كتابة رواية عن مدينة خاصة وعريقة مثل النوبة، لم تلقي الفكرة النور واحتفظت بها لذاتي.
حتى فزت بمنحة المورد الثقافي، وانطلقتُ نحو فترة إقامة في النوبة، لمعايشة أهلها والتعرف على المدينة عن كثب، حتى انتهيت من كتابة رواية “رحيل وغربة“.
رواية “ثلاثاء آخر“:
صرحت “دينا شحاتة” لكلمتنا أن هناك رواية أخرى ستتربع على صفوف دار الوردة للنشر تحمل عنوان “ثلاثاء آخر“.
هي رواية يقرب تصنيفها إلى الفلسفة، تتحدث عن سلام الإنسان مع ذاته، وهل رغبتنا في تحقيق الأشياء التي نسعى إليها رغبة حقيقية أم رغبة واهية من ضغط ظروف معينة؟
حيث تدور أحداثها عن كاتب مشهور عرف بالصدفة بداية إصابته بمرض الزهايمر، فقرر أن يبدأ في كتابة روايته الأخيرة عن أشخاص حقيقين في حياته، بالتتابع مع مراحل السيمفونية التاسعة والأخيرة لبيتهوفن.
فكنت اسعى وراء كتابة رواية بسرد الراوي العليم وسرد بطل الرواية، وفكرة مرض الزهايمر كانت تراودني دائمًا، فأصعب ما قد يصيب الإنسان هو أن يفقد ذاكرته بالأخص إذا كان كاتب، فشرعت أن اكتب ذلك على أربع حركات، تمامًا مثل السيمفونية التاسعة والأخيرة لبيتهوفن التي ألفها وهو مصاب بشكل كامل بالصمم.
لتتألق “دينا شحاتة” في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بروايتين من أعظم ما قد تقدمه للشباب المصري، لتأخذ بيده نحو رحلة معرفية ممتعة لا تضاهى.
أما عن والدتها فقالت دينا شحاتة: “ماما هى أكبر داعم ليا في الكتابة وهي بتحب الكتابة وهي السبب في حبي للكتابة“.
كما أضافت “أنظم وقتي دومًا بين الطب صباحًا والكتابة ليلًا، وما أسعى إليه هو أن أكون أكثر التزامًا في الكتابة وأن رواياتي تضيف شيئًا ما للقراء والثقافة المصرية والعربية“.
اقرأ أيضًا: شباب معرض القاهرة للكتاب| “أحمد سليمان” يصارع نقاط ضعف الإنسان في “عيادة فقدان الذاكرة”