“نيكولا تسلا” من مؤسس القرن العشرين إلى الموت فقيرًا وحيدًا
نيكولا تسلا عالم ومهندس ومخترع عبقري، غير في تاريخ التكنولوجيا وكان سبب في ظهور القرن العشرين، نافس توماس إديسون حتىقامت حرب التيارات.
“الشعور يتزايد كل يوم بأنني أول من سمع تحية من كوكب آخر“. نيكولا تسلا
المهندس نيكولا تسلا:
ولد الصربي نيكولا تسلا في 10 يوليو، كانت والدته هي السر وراء تعلقه بمجال الاختراعات الكهربائية، فكانت تهتم دومًا بالأجهزة المنزليةالصغيرة، حتى نشأ على حب العلوم وأتتم دراسته ليحاول اختراع العديد من الأجهزة التكنولوجية وطرح الأفكار العبقرية، ليقرر بدوره أخيرًاالسفر إلى أمريكا لتحقيق أحلامه كمهندس بارع.
حيث كان يعمل نيكولا تسلا في مؤسسة توماس إديسون الكهربائية في أوروبا، ولبراعته المهنية قرر مديره أن يرسله إلى أمريكا، حيث احتلمنصب مساعد توماس إديسون في تحسين شبكة الكهرباء التي تعتمد على التيار المستمر التي لاقت أزمات وحرائق مهولة آنذاك.
خلال عام 1884 اقترح المهندس نيكولا تسلا على توماس إديسون أن يعتمد على التيار المتردد في خطوط شبكة الكهرباء بدلًا من التيار المستمر، فقد أجرى أبحاثًا كثيرة عن استخدامه الأمر الذي جعله يوقن نجاح الفكرة الباهرة التي سترتقي بخدمة توزيع الكهرباء على مستوى العالم.
واجهت فكرة التيار المتردد الرفض من قبل توماس إديسون، الذي القى على عاتق تسلا عملية تحسين جودة مولدات الكهرباء بمقابل مادي يصل 50 ألف دولار، وبعد عملًا شاق دام طويلًا نجح نيكولا تسلا في مهمته ولكن فوجيء بأن إديسون قرر زيادة راتبه نحو 10 دولارات بدلًا من اعطائه المبلغ المتفق عليه حيث اعتبر أنها مزحة صدقها نيكولا تسلا.
من الإهانة إلى مؤسس شركته الخاصة:
افترق الثنائي إديسون وتسلا ليحصل الأخير على تمويل خاص عام 1885 لبدء تأسيس شركته الكهربائية، لتوكل إليه مهمة تحسين الإضاءة بالقوس الكهربائي لينجز مهتمه بنجاح، وبعد عامين لقت فكرة تياره الكهربائي اهتمام بالغ، ليحصل على تمويل آخر لمؤسسته تسلا الكهربائية، حتى تمكن بذكائه وإبداعه وعشقه للابتكار من تقديم براءات الاختراع لتكنولوجيا التيار المتردد.
وصلت اختراعاته إلى المهندس ورجل الأعمال “جورج ويستنغهاوس” الأمريكي، الذي آمن باختراعات تسلا التي من شأنها تزويد المدن بالطاقة بعيدة المدى، ليقوم في النهاية بشراء براءات اختراع نيكولا تسلا.
الأمر الذي جعل تسلا يستمر في نجاحاته العظيمة حتى اشتهر بملف تسلا الذي يسخدم في تكنولوجيا الراديو حتى هذه اللحظة، لينافس بذلك توماس إديسون ويخطف الأنظار حول العالم نظرًا لاختراعاته التي غيرت مجرى التاريخ.
ومن أشهر اختراعاته التي حازت على اهتمام العالم بالأخص في الحرب العالمية الثانية، هو جهاز “شعاع الموت” الذي اخترعه كرهًا في الحروب حيث أنه قادر على تدمير أى شىء فى مسافة ميلين، كما اخترع عام 1893 “مزلزل تسلا” يحاكي الزلازل الطبيعية، ولكن بعد قيامه بتجربة الجهاز ونجاحه فى هز الغرفة التي مكث فيها قام بتحطيم الجهاز.
إفلاس نيكولا تسلا:
في عام 1895 صنع نيكولا تسلا واحدة من أول محطات توليد الطاقة الكهرومائية في أمريكا التي استخدمت في شلالات نياجرا العالمية، والذي بدوره استخدم لاحقًا في إمدا مدينة بافالو في نيويورك بالطاقة.
الذي لاقى نجاحًا باهرًا حول العالم، ليتم استخدام تكنولوجيا التيارالمتردد بداية من القرن العشرين حتى هذه اللحظة، حيث اعتبر واحدًا من أهم المهندسين المخترعين عالميًا حيث فكان من رواد اكتشاف تكنولوجيا الرادار، والأشعة السينية، بالإضافة إلى جهاز التحكم عن بعد واكتشف الحقل المغناطيسي الدوار.
بحلول عام 1900 بدأ نيكولا تسلا العمل على مشروع بناء أبراج كهربائية من أجل تبادل المعلومات وتوفير الكهرباء مجانًا حول العالم، فهو يعد نظام اتصالات لاسلكي، ليحصل على التمويل المناسب وبنى بالفعل “واردنكليف“، ولكن بمنافسة توماس إديسون وغيره من العلماء، قام تسلا بفقدان الأمل نحو مشروعه ليعلن بذلك إفلاسه، حيث قام ببيع البرج كخردة لسداد ديونه.
أصيب تسلا بانهيار عصبي اثر صدمته التي لم يستطع تجاوزها، ليرحل عن عالمنا واحدًا من أعظم المخترعين على مر التاريخ في السابع من يناير عام 1943 اثر انسداد شرايين القلب عن عمر يناهز 86 عامًا، ليرحل فقيرًا وحيدًا في مدينة نيويورك، على الرغم من اختراعاته التي أحدثت طفرة في مجال التكنولوجيا ومازلت هي السر وراء اختراعات العصر الحديث حتى هذه اللحظة.
اقرأ أيضًا: تعرف على العالم “ابن النفيس” مكتشف الدورة الدموية الصغرى