خروجتنا

يضم مخطوطات عبدالوهاب الفنية.. كنوز وأسرار متحف أحمد شوقي

إذا أردت أن تعرف مجد أمة وعراقتها أذهب إلى المتاحف، هناك نرى فيها ما بقي من التاريخ، الحروب، الانتصارات حتى ملابس الشخصيات وأشيائهم الخاصة.

لمن يريد أن يطلع على الماضي، أن يستشعر قيمة ما حدث لنا وما كنا نملكه، يذهب للمتاحف، هناك يرى التاريخ يسرد أمامه حودايت ألف ليلة وليلة ويأخذك لرحلة للزمن للذي تريده، فيروق لك عزيزي القارئ متحف أحمد شوقي وما فيه من كنوز فنية وتراثية وأدبية.

علاقة متأصلة بين عبد الوهاب وأمير الشعراء

وإن كنت من “سميعة” الزمن الجميل، ستشد الرحال وتخطفك خطواتك للطابق الأرضي لتري مخطوطات كتبت بخط يده لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والتي غناها لنا فيما بعد، لقد كان محمد عبد الوهاب بمثابة الأب الروحي والثقافي لأمير الشعراء العرب.

بالرغم من البداية الفنية غير اللطيفة التي جمعت بينهم، حين منع أحمد شوقي عبد الوهاب من الغناء تمامًا وهو صغير السن، ولقد أكد له في لقاءات جمعت بينهم أنه فعل ذلك خوفًا على صحته، وتبناه الشاعر أحمد شوقي لمدة سبع سنوات، وتعتبر من أهم مراحل حياته، ليعلمه طريقة الأكل والشرب، وأحضر له معلمًا لتعليمة اللغة الفرنسية.

قدمه أحمد شوقي لرجال الصحافة منهم طه حسين، عباس العقاد، المازني وكذلك رجال السياسة ومنهم أحمد زاهر باشا، سعد زغلول ومحمود فهمي، لذلك كان لابد وأن يخصص أحمد شوقي غرفة مخصصة لعبد الوهاب في منزله، تضم أغلب تاريخ عبد الوهاب الذي جمعه مع أمير الشعراء.

ومن قصائد أحمد شوقي التي غناها عبد الوهاب
*دمشق
*النيل نجاشي
*مضناك جفاه مرقده
حيث توجد تلك الأغاني بتسجيلاتها السمعية بين عبد الوهاب وأمير الشعراء.

متحف”كرمة بن هانئ”

يعد متحف أمير الشعراء أحمد شوقي، من أهم متاحف الأدباء في العالم العربي، وهو نفسه المنزل الذي عاش فيه شوقي وأسرته، والذي بناه بعد عودته من المنفى من إسبانيا في بدايات القرن الماضي، وأطلق عليه «كرمة ابن هانئ».

وفي عام 1973 صدر قرار من الرئيس السادات بتحويل المنزل إلى متحف بعد أن اشترته الحكومة المصرية من ورثة أمير الشعراء، وتم افتتاح المتحف في 17 يونيو 1977.

تصميم المتحف بلمسات شوقي

تأثر شوقي كثيراً بالأجواء الإسبانية، وسحرته حدائق الأندلس القديمة، فأراد أن يبني بيتاً له الطابع المعماري الأندلسي الذي تحيطه الحدائق بأشجارها وزهورها من كل جانب بعيداً عن زحام مدينة القاهرة، وهذا ما تجده في قصر أحمد شوقي ولإعجابه الشديد بالشاعر أبي الحسن هانئ أطلق اسمه على القصر.

يعتبر المتحف تحفة معمارية وأدبية مهمة؛ لأنه تجسيد لرحلة حياة الشاعر أحمد شوقي، إذ اختار شوقي كل تفصيلة موجودة به، حتى لون الطلاء الذي أراد أن يكون أبيض اللون، وكذلك الأشجار المزروعة في الحديقة، حتى المكتبة، ويوجد بالمتحف.

فقد كان شوقي يسكن قبل ذلك في حي المطرية مع أسرته، حيث نشأ هناك وتربى في سنوات شبابه الأولى في قصر والده.

أصل الفن ولد من متحف شوقي

يضم الطابق الأرضي مكتبة شوقي التي تزخر باآلاف الكتب في مجال الفن والأدب والعلوم، كما يوجد بها أصول المسودات الخاصة بكتابة القصائد والمسرحيات الشعرية التي ألفها أمير الشعراء.

كما توجد مكتبة سمعية سُجل عليها عدد من الألحان والأغاني القديمة. وإلى يسار المدخل توجد غرفة الاستقبال، والجدران مزينة بالآيات القرآنية المكتوبة بالخط الكوفي.

الطابق الثاني يستقبلك فيه تمثال أحمد شوقي صنعه نحات إيطالي وتوجد على قاعدته لوحة رخامية تذكارية عن ذكرى تنصيب أحمد شوقي أميراً للشعراء العرب عام 1927، ويوجد بهذا الطابق غرف النوم الخاصة بأمير الشعراء، محتفظة بنفس الهيئة التي كانت عليها.

وغرفة مكتبه والتي تتميز بأثاثها الفاخر الذي يأخذ الطابع الفرنسي، إلى جوارها غرفة خاصة بالأوسمة والنياشين وشهادات التكريم التي حصل عليها شوقي في حياته، وبها فاترينة خاصة تضم بدلة التشريفة التي كان يرتديها أمير الشعراء في المناسبات الخاصة، وغرفة توجد بها مجموعة من اللوحات التشكيلية والتحف النادرة، إضافة إلى الحجرات الخاصة بأولاده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى