في السنوات الأخيرة تعرف العالم العربي على عالم المسلسلات التركية، لعل كانت بوابة ذلك التعارف هو مسلسل “مهند ونور” الذي عرض مدبلج لأول مرة في الوطن العربي منذ ما يقرب من 12 عامًا وأبهر جميع المشاهدين.
حيث اصطحبنا في رحلة طويلة حيث العائلة والسعادة والحزن، حتى توالى بعد ذلك عرض المسلسلات التركية واحدًا تلو الآخر وازداد تعلق الناس بها، ولكن رُغم ذلك الحب الذي ربط قلوبنا بها إلا أنها أثرت سلبيًا على معايير اختيار المرأة لشريك حياتها، لكن كيف حدث ذلك؟
لماذا نتعلق بالمسلسلات التركية؟
إذا نظرنا عن كثب إلى إحصاءات المبيعات وكذلك نسب المشاهدة العالمية، سنجد أن المسلسلات التركية تحتل المرتبة الثانية عالميًا عقب تلك الإنجليزية، حيث تحصى بجماهيرية مهولة حول العالم وبالأخص في الشرق الأوسط، فاستضافت بيوت وعائلات الوطن العربي تلك المسلسلات بحفاوة شديدة، وبمرور الوقت تزداد عدد المشاهدات ووصول أولئك الممثلين إلى العالمية.
ولكن لماذا نتعلق بالمسلسلات التركية إلى هذا الحد من الجنون؟
في الحقيقة وبالتحديد نحن الفتيات نتطلع دومًا إلى الحب والرومانسية والاهتمام، وفي ظل انعدام ذلك في الواقع أو عدم وجود شريك الحياة المناسب بالتحديد في الآونة الأخيرة مع تزايد حالات الطلاق وتفاقم المشكلات بين الشريكين التي تصل إلى مسامعنا يوميًا، لجأ الكثير منا إلى تلك المسلسلات وعشقها بشدة.
حتى أننا نتعلق بأبطال تلك الدراما بشكل هيستيري وكأنهم أحد أفراد العائلة، على الرغم من أننا في الحقيقة لم نرى أولئك الممثلين يومًا ولو كان بمحضالصدفة، فلماذا كل هذا التعلق والحب إذًا؟
نحن النساء تتحكم بنا العاطفة بالفطرة، فتجد أننا أثناء مشاهدة المسلسلات التركية قد نبكي إلى درجة لا تحتمل وأحيانًا نشعر بسعادة عارمة تلائم أحداث البهجة التي طرأت على المسلسل، لكن الأمر وصل إلى الرعب والغرابة، فأحيانًا تتعلق حالتنا مزاجية برؤية المسسلات التركية وإندماجنا معها لدرجة الانعزال عن العالم، فعلى الرغم من أن الحلقة الواحدة قد تتخطى ساعتين، إلا أن أننا قد نشاهد ثلاث وأربع حلقات متتالية ولا نشعر بالملل أبدًا وإنما بالتعلق الشديد.
إذا نظرنا إلى جانب آخر اتجاه شريك الحياة، فإن أغلبية النساء والفتيات تتعلق ببطل المسلسل التركي الذي تشاهده، حيث تجد فيه رجل أحلامها الذي يقدم لها دومًا الحب والاهتمام ويحارب العالم من أجلها، فما إن تنتهي الفتاة من مشاهدة المسلسل ستجد أنها تردد دومًا أنها تريد زوجًا مثل بطل المسلسل الذي كانت تشاهده، لأنهم في الغالب يظهروا ذلك الممثل ملائكي خالٍ من العيوب والأخطاء ولا يمط للواقع بصلة ومن هنا أثرت المسلسلات التركية على النساء والفتيات بشكل سلبي، ولكن ماذا يعني هذا الحديث؟ دعني أخبرك في السطور التالية.
اقرأ أيضًا: شريك حياتكِ لا يبالي؟.. إليك كيفية التعامل معه
التأثير السلبي للمسلسلات التركية على المرأة
رُغم تعلق الكثير من الفتيات والنساء بالمسلسلات التركية وحبهم الشديد لها، إلا أن تلك الدراما للأسف الشديد أثرت عليهن بالسلب دون وعي، حيث رفعت سقف أحلام الفتيات حول اختيار شريك الحياة، لأنها ببساطة تعتقد أن ذلك الرجل الذي سيتقدم لخطبتها عليه أن يفعل لأجلها ويقدم لها ما تراه من أبطال المسلسلات لكنها تصطدم في النهاية بواقع أليم قد يصيبها باكتئاب أحيانًا.
الأمر الذي قد يجعلها تنفصل عن شريك حياتها رغم أنه قد يكون رجل تفوق مميزاته عيوبه، إلا أنها لا تقبل بأقل مما تشاهده في المسلسلات، غير مدركة أن أولئك الرجال يظهرون في صورة ملائكية مزينة لأنه ممثل في نهاية الأمر، وذلك النمط بالتحديد هو لجذب المشاهدين نحو المسلسلات التركية.
لكن في الواقع يا عزيزتي ليس الأمر كما هو مصور في المسلسلات على الإطلاق، فالإنسان بطبيعته تحمل شخصيته عددًا من المميزات والعيوب، ليس هناك من هو بالصورة الكاملة الملائكية إلا عبر شاشات الهاتف والتلفاز، فالأمر حقًا أشبه بمسلسل خيالي لكنه درامي في الوقت ذاته.
لكن تكمن نقطة الاختلاف في مدى تقبلك لشريك الحياة، أي أن هناك بعض الأشياء التي لا تقبلين وجودها أبدًا في زوجك المستقبلي هنا يمكنك الرفض كيفما شئتي، لكن عليكِ أيضًا أن تتغاضي قليلًا عن بعض ما لم يعجبك فيه، فحتمًا لن تجدي ذلك الرجل المثالي خال من الأخطاء والعيوب.
لذا عليكِ أن توازني الأمور بعض الشيء، دعي تلك المسلسلات التركية أن تكون ساعات تفصلك عن العالم قليلًا بعد يوم طويل وشاق، ولكن لا يمكنك اللجوء إليها كميقاس أبدًا حتى لا تنقلب حياتكِ رأسًا على عقب، وقد يكون هناك رجلًا مناسبًا لكِ، لكنكِ بحثًا عن المثالية لم تدركي قيمته.
اقرأ أيضًا: لماذا لا يفضل الرجل الارتباط بالمرأة القوية؟ .. إليك الإجابة