“محلول قسم الطوارئ”.. ما السر وراء ذلك المصل الذي أنقذ الملايين؟
في غرفة الطواريء حيث الإصابات العاجلة والجميع ملقى على سرير الرعاية، إذا توقفت لثوان معدودة وألقيت نظرة سريعة على أولئك المصابين، ستلاحظ أن بجانب كل مريض تتدلى زجاجة شفافة تتصل بأنبوب الصغير ينتهي بحقنة تدخل في وريد اليد للمصاب، وبعد انتهاء ذلك المحلول الساحر يشفى المريض كأن شيئًا لم يكن، ما هو ذلك المحلول إذا وأين يكمن السر؟
هل من الضروري استخدام المحلول الوريدي؟
في غرفة الطواريء تتنوع حالات المصابين، فهناك من وصل إلى المستشفى في حادث سير وآخر حدث له أمر طاريء في منزله وصولًا إلى الإغماءات والأمراض المزمنة الأخرى، فعلى الرغم من اختلاف حالات الإصابة، لماذا يجمع محلول الطوارئ جميع أولئك المرضى؟
في الوضع الطبيعي عندما يكون الجسم في حالته المعتادة دون أي إصابات خارجية أو داخلية، فإن هناك توازن بين السوائل التي تدخل إلى الجسم مثل الشراب والطعام، وبين السوائل الخارجة منه كالبول والعرق وغيرها، فعندما يختل هذا التوازن نتيجة الإسهال أو القيء أو النزيف وغيره من الأسباب، يكون من الضروري في هذه اللحظة التدخل الطبي العاجل لإعادة هذا التوازن للجسم من جديد، ويتم ذلك عن طريق زيادة السوائل الداخلة إلى الجسم لعلاج سبب تلك المشكلة.
لكن أول ما قد يخطر ببالك هو أنه يمكننا زيادة تلك السوائل عن طريق الشرب من الفم بشكل طبيعي دون اللجوء إلى وضع المحلول، في الواقع أنت على حق ولكن تلك الطريقة بطيئة نوعًا ما لأنها تمر بالجهاز الهضمي، من الفم إلى الأمعاء حيث تحدث عملية الامتصاص مرورًا بالمعدة وأحماضها القوية، وعملية الامتصاص لا تكون كفاءتها 100% أيضًا.
لذا هناك حالات محددة تستوجب تدخل المحلول الوريدي الذي يصل إلى الدم بشكل مباشر لأنها تكون سريعة جدًا مقارنة بالأخرى من أجل تخطي خطورة وضع المريض، لأن نقص حجم الدم في الجسم يسبب هبوط الدورة الدموية، التي تسبب بالتالي عجز وصول الغذاء الكافي إلى الأجهزة الحيوية، ومن هنا قد تحدث وفاة في أسوء الظروف.
لكن يا عزيزي قبل التعرف على استخدامات المحلول الوريدي الأخرى، دعني أخبرك مما يتكون هذا المحلول حتى تطمئن أنه لا يشكل خطرًا على حياتك، وإنما يطلق عليه بعض الناس اسم “المحلول السحري“.
اقرأ أيضًا: ماذا لو تناولت دواء منتهي الصلاحية؟.. هل ستصاب بالتسمم؟
مما يتكون المحلول الوريدي؟
في الواقع لا يسمح لدخول أي سوائل إلى الجسم إلا بعد التأكد من سلامتها أولًا، لأن إذا حدث عكس ذلك قد تحدث كارثة ما ويصاب المريض بمرض خطير أو تحدث أي مشكلات أخرى، فقد يصاب بتلوث البكتيري إذا لم يتم التعقيم الجيد لأنه يدخل مباشرة إلى الدم، وقد يصل منه إلى الأعضاء الحيوية في أعماق الجسم كصمامات القلب أو المخ وقد يصل الأمر إلى الوفاة.
أما عن الكانيولا فتتم إزالتها بعد 48 ساعة على الأكثر، لذا قبل أي شيء فإن هذه سوائل التي يطلق عليها اسم “المحلول” هي سوائل معقمة ومؤكد من سلامتها، كما أنها مصنعة خصيصًا من أجل أن تدخل إلى دم بشكل مباشر فلا داعي لأن تقلق بشأن هذا الأمر.
أما عن أنواع هذه المحاليل وما تحويها، فإن أشهرها هو “محلول الملح” الذي يتكون من كلوريد الصوديوم وملح الطعام مذاب في الماء، كذلك هناك نوع آخر يسمى “محلول سكر الجلوكوز” وآخر يطلق عليه “محلول الرينجر” وأيضًا محاليل التغذية الدموية الكاملة التي تشمل عدد من العناصر الغذائية الهامة مثل السكريات، الدهون، الأحماض الأمينية البروتينية، والفيتامينات الهامة، لكن تستخدم هذه المحاليل بالتحديد لأولئك المرضى غير القادرين عن تناول الطعام من الأساس، مثل مرضى الغيبوبة، لكن رُغم اختلاف أسماء هذه المحاليل إلا أن جميعها تستخدم لتعويض السوائل المفقودة في الجسم بالتحديد في الحالات الخطيرة.
إذا تحدثنا عن استخدامات المحلول الأخرى فهي تستخدم أحيانًا كوسيط لإعطاء المريض الأدوية الوريدية التي لا يمكن إعطاؤها مباشرة في الوريد، وأخرى لا تعطى إلا بجرعات محددة جدًا لذا من الضروري أن تعطى بالتنقيط للمريض في الحالات الخطيرة، حيث يتم إذابتها في المحلول أولًا من أجل تخفيفها لتلاشي حدوث أي ضرر في أوردة المريض.
ولكن رُغم أهمية المحلول الوريدي إلا أن هناك حالات معينة قد تشكل تلك المحاليل خطورة على حياتهم إذا لم تعطى للمريض بمقدار محسوب بدقة، مثل أولئك المصابين بضعف عضلة القلب، الفشل الكلوي والتليف الكبدي، لأن يجب حساب حجم وكمية السوائل الداخلة إليهم بسبب خطورة السوائل الزائدة عليهم الأمر الذي قد يسبب وفاة إذا لم يحدث تدخل عاجل لإنقاذ المريض.
اقرأ أيضًا: 4 تطبيقات صحية تساعد المصابين بالأمراض المزمنة