قهوة العلوم

هل تهاب تناول عقاقير العلاج النفسي؟.. إليك أشهر الخرافات حولها

في ظل الضغوط التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة، تزيدات أعداد المرضى الذين أصيبوا باضطرابات نفسية، بعضهم كان بالفعل تحت الرعاية والعلاج النفسي، وآخرين أعلن الأطباء شفائهم ثم حدثت لهم انتكاسة مرة أخرى عادوا إلى نقطة الصفر، أما الفئة الأخيرة فقد أصيب باضطرابات أو أمراض نفسية بالفعل.

لكن على الرغم من أننا في القرن الـ 21 إلا أن هناك بعد الأشخاص يخجلون من الذهاب إلى أطباء أو إخصائيين نفسيين بسبب نظرة المجتمع لهم الذي يعتبر أنهم فقدوا عقولهم على الأرجح، أما البعض الآخر فقد يرفض العلاج النفسي بسبب بعض الشائعات المنتشرة عن الأدوية النفسية.

لذلك تصطحبكم منصةكلمتنافي السطور التالية نحو أشهر الخرافات عن الأدوية النفسية:

ما مدى شيوع الاضطربات النفسية حول العالم؟

حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن حوالي مليار شخص يعاني من الاضطرابات النفسية حول العالم، كما يعد الاكتئاب واحدًا من الأسباب الرئيسية للمرض بين المراهقين والبالغين أيضًا، ففي الغالب عندما يعانون هؤلاء الأشخاص من  اضطرابات نفسية حادة مثل الفصام يؤدي ذلك إلى وفاتهم في نهاية الأمر، على الرغم من أن هناك عددًا كبيرًا من الأشخاص ما زالوا يقللون من شأن المرضى النفسيين دون إدراك لخطورة ذلك الأمر الذي يفوق الأمراض الجسدية أحيانًا.

كما أصدرت اليونسيف نتائج صادمة عام 2019، تنص على أن حوالي 20% من الأشخاص البالغين على مستوى العالم مصابين باضطرابات نفسية باختلاف أنواعها، كما أن نحو 15% من أولئك المرضى راودتهم فكرة الانتحار عندما ازدادت حدة المرض لديهم، لكنهم في الأغلب يقنطون في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط.

ولا يمكننا ذكر الانتحار دون أن نتحدث عن اليوم العالمي لمنع الانتحار الذي يحتفل به العالم يوم 10 سبتمبر من كل عام، من أجل إذكاء الوعي بإمكانية منع الانتحار، فحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن العالم يشهد حالة انتحار واحدة كل 40 ثانية، كما يعد هوالسبب الرئيسي الثاني للوفاة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا في جميع أنحاء العالم.

ولأن الاضطرابات والأمراض النفسية هي المسبب الأول للانتحار، فإن أغلب أولئك المصابين يهابون العلاج من تلك الاضطرابات نظرًا للشائعات التي تصل إلى مسامعهم عن الأدوية النفسية، لذا نأخذكم في السطور التالية نحو تلك الخرافات لعل مخاوفك تهدأ قليلًا بشأن هذاالأمر وتتجه نحو العلاج من أجل إنقاذ روحك.

النفسي

اقرأ أيضًا: “فصام” أم “انفصام”.. ما الفارق بينهما؟

أشهر الخرافات عن الأدوية النفسية:

في أغلب حالات الأمراض أو الاضطرابات النفسية، تتم معالجة المرضى عن طريق الجلسات النفسية فقط دون الحاجة إلى التدخل الدوائي، لكن في بعض الحالات الحادة يحتاج المريض إلى مهدئات أو أدوية علاجية تسيطر على الحالة العصيبة التي يمر بها، لكن على مدارسنوات طويلة لازم تلك الأدوية عدد من الخرافات التي جعلت البعض يهاب الاقتراب منها، فما هي تلك الشائعات؟

1- الأدوية النفسية تسبب الإدمان:

الأدوية النفسية هي كمثل العقاقير الأخرى، أي أن قد يضطر الطبيب أحيانًا إلى زيادة جرعة الدواء أو تركيزه إذا كان المريض يعاني من حالة حرجة،  فهي تقترب إلى الأدوية المخدرة بعض الشيء من أجل تهدئة المريض أي ليس بسبب إدمان المريض تلك الأدوية فهو بحاجة إلى مزيد من الجرعات.

كما أنه عندما يقرر المريض التوقف عن تناول هذه الأدوية بشكل مفاجيء قد تدهور حالته كغيره من الأدوية الأخرى، لكن من الخرافات أيضًا أنه حدث ذلك بسبب أن أدمن هذه الأدوية وقرر التخلص منها فجأة أي أنها أعراض انسحاب، لكن يا عزيزي ليس كذلك على الإطلاق.

2- المريض النفسي هو شخصمجنون“:

ربما الجملة السابقة هي أكثر خرافة مشهورة عن تناول الأدوية النفسية، فشريحة كبيرة من الناس ما زالت ترفض الاعتراف بوجود ما يدعى مرض نفسي بحاجة إلى تشخيص وعلاج كغيره من الأمراض الأخرى.

لكن في الآونة الأخيرة بدأ هذا المنظور يتغير لدى الناس ولجأ عدد كبير منهم إلى الأطباء أو الإخصائيين النفسيين، وتخلص من رهبة تلك الخرافة التي اختلقها البعض أنه مجنون إذا تناول الأدوية النفسية، حيث واجه المجتمع من أجل التخلص مما يؤلم روحه.

النفسي

اقرأ أيضًا: هل تعاني من اضطراب القلق؟.. إليك كيفية مواجهته

3- أدوية الاكتئاب تؤدي إلى الانتحار:

يصنف مرض الاكتئاب أنه من أخطر الأمراض النفسية على الإطلاق، كما أن الانتحار هو المرحلة الأخيرة من زيادة مضاعفات الاكتئاب لدرجة أن يقرر المريض التخلي عن حياته برمتها، ولكن تم ابتكار مضادات الاكتئاب من أجل الحفاظ على حياة أولئك المعرضين للخطر.

إذا خرافة مضادات الاكتئاب ليست حقيقة على الإطلاق، لأن تناولها ببساطة يتم تحت إشراف الطبيب، وإذا حدث ولاحظ أن ميول انتحارية لدى مريضه يتم اتخاذ إجراءات أخرى للحفاظ على حياة المريض.

4- إذا تناولت دواء نفسي لا يمكن أن تتخلى عنه يومًا:

في الواقع إن أي دواء يؤدي إلى شفاء المريض يحدث ذلك بشكل تدريجي، تحت إشراف الطبيب، وما إن يتم التعافي ينقطع المريض عن تناول ذلك الدواء، ويحدث ذلك في فترة تترواح بين  3 إلى 6 أشهر ثم يقلل الطبيب الجرعة بشكل تدريجي حتى يمنعه تمامًا، لأن في الحقيقة الأمر لا يعتمد على الأدوية النفسية فقط وإنما هناك علاج نفسي سلوكي أيضًا.

5- معاناة المريض من آثار جانبية:

كل العقاقير في جميع التخصصات لا تخلو من آثارٍ جانبية، ومن بينها أدوية الأمراض النفسية، حيث لها عدد من الآثار الجانبية تتمثل في اضطرابات الجهاز الهضمي وبعض الاضطرابات المزاجية وغيرها من الأعراض، لكنها لا تحدث للجميع، وإذا حدثت تكون بنسب متفاوتة، لذا فالأمر طبيعي يصاحب كل العقاقير الطبية.

النفسي

اقرأ أيضًا: ماذا لو تناولت دواء منتهي الصلاحية؟.. هل ستصاب بالتسمم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى