خروجتنا

من عباس العقاد إلى كلوت بك.. ما السر وراء أسماء الشوارع المصرية؟

يلفت أنظارنا جميعًا لافتات الطرق، أسماء الشوارع المصرية، والكباري والميادين، مثل عباس العقاد، مكرم عبيد، صلاح سالم، بعض هؤلاء الأشخاص معروف والبعض الآخر منهم لا نعرفه.

لعل في مرة ما ورد على نفسك سؤال ماسبب أن تسمى هذه الشوارع المصرية بأسماء شخصيات عامة، هل كان تخليدًا لذكراهم؟ أم تكريمًا لهم؟، لذلك تصطحبك منصة «كلمتنا» في السطور التالية في جولة بشوارع القاهرة لنتعرف عليها عن كثب وعن السر وراء اسمها.

شوارع القاهرة

بدأ اعتماد ترقيم وتسمية شوارع مصر منذ مطلع القرن 19، مع بداية حكم محمد علي لمصر، مع استعراض شامل لأبرز حكايات تسمية الشوارع المهمة بالقاهرة، التوجه لتسمية شوارع مصر يعتبر أمراً عريقاً، لذا يجب أن يُبذل مزيد من الجهد من قبل المعنيين للحفاظ على الأسماء القديمة، لأن هذا ببساطة يعتبر التاريخ الحيّ للمدينة.

وتعتبر مصر هي أول دولة أفريقية بدأت نظام تسمية وترقيم الشوارع، جاء الأمر بناء على تخطيط مسبق ودراسة عميقة، وبالتالي فالتمسك بالتخطيط والترقيم القديم يعتبر نوعًا من حفظ الأصول التاريخية.

لنجد مثلا شارع مثلالألفي كان مواطنًا مملوكًا سنة 1775 ثم تم بيعه إلى تيمور لنك، والذي أهداه إلى مراد بك فرد عليه بهدية ألف أردب من الغلال وسمي الألفي ثم أعتق، وأبرز ما عرف عنه العنف كما بنى عدة قصور وحارب الفرنسيون وكانت قواته تمثل نصف قوات المماليك، ربطته علاقة قوية مع الإنجليز وقاوم محمد علي في حكم مصر، مرض وتوفى 1807.

“أحمد حلمي” صحفي بجريدة اللواء في عهد الزعيم مصطفى كامل، اشتهر بحملاته الناقدة على الأسرة الخديوية، وهو أول صحفي صدر عليه حكم بالسجن، حيث دعا إلى مقاطعة المصريين للبضائع الإنجليزية للضغط لإقامة مجلس نيابي في مصر، وهو جد الفنان صلاح جاهين.

“البطل أحمد عبد العزيز” من كبار ضباط الجيش المصري، عندما رأى أن الحكام العرب تأخروا في قرار دخول الجيوش العربية إلى فلسطين عام 1948 لمواجهة الصهاينة، استقال من الجيش المصري، وانطلق مع مجموعة من رجاله لمقاومة العصابات الصهيونية، واستشهد في فلسطين.

“شارع عباس العقاد” من أشهر شوارع حي مدينة نصر بالقاهرة، وقد سُميَ الشارع على اسم الأديب المصري عباس محمود العقاد، يمتد الشارع من تقاطع طريق النصر إلى شارع أحمد الزمر (شارع الميثاق) شرق الحي السابع، يعتبر شارع عباس العقاد أحد أهم الشوارع العمومية، لما ينتشر بها من محلات فاخرة وفروع أشهر المطاعم وشركات الملابس الرياضية والمولات التجارية.

“شارع صلاح سالم” يعد شارع صلاح سالم من أطول شوارع القاهرة و يمر بثلاثة أحياء هي مدينة نصر و مصر الجديدة والعباسية، صلاح سالم هو ضابط مصري، ولد عام 1920، وعندما قام الضباط الأحرار بحركتهم كان صلاح في العريش، وسيطر على القوات الموجودة هناك، كان لا يخلع النظارة السوداء حتى في المؤتمرات الرسمية، ولم يعرف عنه الشدة والحزم إلا في الثورة.

“شارع مكرم عبيد” من أشهر شوارع مدينة نصر، هو سياسي ومفكر، ويعد أحد رموز الحركة الوطنية في مصر، حيث كان ضمن الوفد المصاحب لسعد زغلول باشا وتم نفيه مع الأخرون إلى جزيرة مالطة وعادوا بعد ثورة 1919، وكان أول من وضع فكرة الحد الأدنى لأجور العمال في مصر.

“شارع شامبليون” يقع شارع شامبليون بين المدخل الرئيسي لدار القضاء العالي بشارع 26 يوليو وبين ميدان التحرير، يرجع في الأصل إلى جون فرانسوا شامبليون، وهو العالم الفرنسي الذي فك رموز اللغة المصرية القديمة بعد استعانته بحجر رشيد الذي اكتشف أثناء الحملة الفرنسية على مصر، فقد نقش على الحجر نص بلغتين وثلاث كتابات: المصرية القديمة ومكتوبة بالهيروغليفية والتي تعني الكتابة المقدسة.

“شارع أبو الفدا” يقع شارع أبو الفدا على كورنيش النيل بمنطقة المهندسين، وهو إسماعيل بن علي، مؤرخ جغرافي، ولد عام 1273 في دمشق، وفرت عائلته من حماة إثر إحاطة المغول بها، ترجع أصولهم إلى سلالة الأيوبيين، رحل إلى مصر فاتصل بالملك الناصر من دولة المماليك، ليتقرب إليه، وبالفعل أحبه الناصر وعينه سلطانًا مستقلًّا في حماة ليس لأحد أن ينازعه السلطة، وأركبه بشعار الملك.

اقرأ أيضًا:  معبد كوم آمبو.. مقر عبادة التمساح والصقر حورس

“شارع كلوت بك” هذا الشارع الذي بناه الطبيب الفرنسي كلوت بك، وكان يطلق عليه قبلها شارع الأزبكية، كان من أهم أسواق بيع الغلال في مصر، وعندما جاء نابليون إلى مصر، اختار هذا الشارع لإقامة جنوده، وسمى شارع كلوت بك بشارع «البغاء»،فكانت بيوت البغاء محددة، ومواعيدها معروفة، ما أدى لإنشاء مستشفى لـ «العاهرات» بمنطقة السيدة زينب، وهي ستشفى «الحوض المرصود حالياً»، خوفاً على الجنود الفرنسيين، من الإصابة بالأمراض الجنسية، وظل وضع الشارع على هذا الحال حتى عام 1945، عندما أصدرت الحكومة أمراً يجرّم ممارسة البغاء.

أما عن شوارع القاهرة الفاطمية “قاهرة المعز” قام تخطيطها على أن يراعوا أن يتركز أرباب كل مهنة أو حرفة فى شارع أو منطقة بعينها، ولذلك ظهر “شارع النحاسين، والصنادقية ” وهم باعة الصناديق التى كانت تقوم بمهمة الدولاب، وكذلك حى “الفحامين”، وفيه تركزت صناعة الفحم التى كانت صناعة مصرية مهمة فى ذلك الوقت، ثم “الخيامية” الذى ما زال حتى الآن مكانا لصناعة الخيام، وأيضا “الكحكيين” الذى كان يضم باعة الكحك وأدوات صناعته.

اقرأ أيضًا: الأحياء الشعبية في مصر القديمة.. اعرف حكايتهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى