كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| على اسم مصر

كلنا بنحب عمنا صلاح جاهين لما بيقول “على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء، أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء”.
اد ايه أنا بحب المقطع دا جدا لأنه وضح بقوله إن لو حد عايز يعرف التاريخ فلازم الأول يعرف تاريخك يا مصر، طب ليه بقولكم الكلام دا؟

مصر كلها بتحتفل بمرور قرنين على فك رموز حجر رشيد، اللي كان نقطة تحول بالنسبة لمصر بشكل خاص وللتراث الإنساني العالمي كله..
فمع إعلان العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون في 27 سبتمبر 1822 يعني بعد 23 سنة من المحاولات نجح في فك رموز الحجر أخيرا، وبعدها قام العلماء بتأسيس علم قائم بذاته وهو علم المصريات لفهم تاريخ مصر الفرعونية واللي بيدرس ف بعض جامعات العالم..

ومن التاريخ دا بقت اللغة المصرية القديمة اللي كانت مجرد نقوش ورسوم مبهمة فى البرديات وعلى جدران المعابد والمسلات، محدش قادر يفك طلاسمها الغامضة ولغة قديمة ميتة مافيش حد بيتكلمها ويكتبها إلا أنها بقت لغة معروفة ومعلومة قدرنا نوصل لعلومهم وكتاباتهم ونفهمها ونشوف وتلمس تفوقهم.

فالمصري القديم أبدع وقدّم حضارة عريقة سبقت حضارات شعوب العالم كله، حضارة كان لها دور الريادة في كل المجالات والابتكارات من عمارة وفن وفكر وعلم، ومعروف أن أي حضارة فى الدنيا بتتقاس ببداية الكتابة واللغة الهيروغليفية المصرية القديمة تم اكتشافها من أكتر من 5 آلاف سنة فمصر كانت كان لها الريادة والسبق في مبادئ الكتابة وابتداع الحروف والعلامات الهيروغليفية فالمصرين القدماء كانوا حريصين على تدوين وتسجيل تاريخهم والأحداث اللي صنعوها وعاشوها.

وكانت الخطوة الحضارية العظيمة دي هي السبب لانتقال مصر من عصور ما قبل التاريخ، وخلاها بقت أول دولة في العالم اللي لها تاريخ مكتوب ولها نظم ثابتة وعشان كدا اعتبرت بكل المعايير أُم للحضارات الإنسانية فهي حضارة متصلة الحلقات اتفاعل معاها الإنسان المصري وطبعت جوه عقله ووجدانه بصماتها.

فلازم ياجماعة يبقى لنا شغف وحب لتاريخنا وحب للقراءة عنه، عارفين أن اللي بيقرا التاريخ بتبقي له أكثر من حياة غير حياته ليه بقى؟ اقولكم..
لأنه بيتعرف على أشخاص وكمان بيعيش حياتهم وزمانهم وكل دا من غير ما يعرفهم ويشوف التغيرات اللي بتحصل في العالم وقتها.

أنا مع مقولة اللي مالهوش ماضي مالهوش حاضر ولا مستقبل وطبعا دا كلام حقيقي، عشان كدا اد ايه انا فرحان من إعلان وزارة السياحة والآثار برنامج للاحتفال و مبادرة “تعرف على كنز فى محافظتك” وأنها هتقيم عدد من المعارض في المتحف المصري ومتحف الحضارة، ودا اللي حصل فعلا وشفناه الكام يوم الل فاتوا ومدي إقبال الشباب على المتاحف.

التاريخ بيعلمنا الدروس ويخلينا اكتر وعي ويكون لنا قدرة واستطاعة على أننا ناخد الخطوات المناسبة، كمان لازم نعرف كويس أن الأمة اللي بتحفظ تاريخها بتحفظ ذاتها وكيانها، عشان كدا لازم نعرف حضارتنا المصرية القديمة ونفتخر بيها، والله دا ما فيش حضارة زي حضارتنا المصرية القديمة.

لازم تبقوا فخوريين من كمية الشغف والانبهار اللى بيشعر بها الملايين من كل أنحاء العالم اتجاهها، والإعجاب دا ممتد من القدم، فتاريخ مصر هو تاريخ الحضارة الإنسانية وامتداد لها، عشان كدا تم تتويج الحضارة الفرعونية بلقب ملكة الحضارات، ودا اللي بيخلينا نزداد زهو وفخر بأننا أحفاد الحضارة العظيمة دي.

وزي ما قال الأديب العالمي نجيب محفوظ: (مصر ليست دولة تاريخية.. مصر جاءت أولاً ثم جاء التاريخ).
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى