كاتب ومقال

حكايات دكتور ميمي| ليتها عادت أو ظلت على حالها!

من منا ليست لديه ذكريات ومغامرات، ومن منا ليس لديه ما يذهب بوجدانه إليه في الماضي القريب والبعيد؟ الجميع محفور في ذاكرته لحظات فرحه ولحظات ألم بتفاصيلها التي تضحكنا عندما نتذكرها أو تبكينا.

ومع تعاقب حقب الزمن ومراحل العمر وتأخذنا الدنيا والحياة في طيات النسيان والسعي وراء متطلبات الحياة، نتناسى هذا الماضي لظروف الحياة وتكالب الدنيا والحياة المليئة بالمفاجآت، وفجأة وبدون سابق إنذار وأثناء جلسة سمر ربما عائلية أو أصدقاء ماضي أو أصدقاء عمل نبدأ نقول “يااااااه فاكر لما كنا…”.

“لوكيشن” قديم أبيض وأسود وشوارع متلاصقة وطرق ترابية، ونبدأ نحكي كأننا عدنا بعجلة الزمن للماضى، ونبدأ ماضى عشقناه، فاكرين يوم ما لعبنا كورة وكسرنا “أزاز شباك” عم رامي والكورة دخلت جوا الشقة ونطيت أجيبها وهو قاعد بالفانلة والسروال الأبيض بياكل بطيخ مع خالتي أم وليد ههههه، ولما طلع يجري ورانا وعم صبحي الحلاق حاشه عنا.

ياااااه فاكر هههههههههه، طيب فاكرين لما اتجمعنا ولمينا فلوس وجيبنا فانوس رمضان وعلقنا الزينة في الشارع؟ حلقات الورق بتاع الكشاكيل واحنا طالعين على البلاكونات من الشارع وكنا بنقعد نبص عليهم يااااه طب فاكر الدورة الرمضانية اللي كانت في الساحة عند المساكن؟ ولما كنا بننضرب من العيال بتاعت المساكن؟ ههههه

حسام اتحمق وقال أنا ما كنتش بنضرب، كلنا قلنا في صوت واحد: “لا اتضربت بالقفا من الواد وائل “ضحكنا كركعه هههههههههه، طب فاكرين لما رحنا ناكل في العيد كبدة وكفتة من عند فتفت وكان ناقص نص جنيه وطلعنا نجري، ياااااه انت فاكر الحاجات دي ازاي يا ميمى!

فاكرين البت جي جي اللي جت سكنت فى بيت حسام
فاكرين لما حسام ب***ا على السلم وضربته بالقلم وخربشته في وشه يا دين النبي ياه ياه فاكر، طيب فاكرين لما كنا بنتجمع في الصيف ونفضل نلعب لحد ما ننام على الرملة ونصحى الصبح نلاقي كل واحد في سريره
فاكرين لما كانت ريحة الملوخية والمحشي يوم الجمعة بتتشم من آخر الشارع؟

طب فاكرين ياض انت وهو مصروفك كان كام واحنا في ابتدائي؟ أنا كان مصروفي ربع جنيه، أنا كنت باخد بريزة، وأنا كنت باخد 15 قرش! طب فاكرين سيما سلمى وأول مرة رحنا فيها ياااه أيوة أيوة كانت أيام جميلة أوي، كنا بنلعب وبنجري وبنتنطط من شارع لشارع والكل عارفنا.

كنا بنحترم الناس الكبيرة وأحنا بنلعب كورة وبنوقف اللعب لحد ما يعدوا من الشارع، مكنش ينفع خالتي أم حمادة ولا خالتي أم خالد تبقى راجعه من السوق وشايلة شنطة الخضار وهي اللي تشيلها كنا نجري ونقول كلنا عنك يا طنط ونطلع الحاجة لحد باب البيت.

كان الشارع كله حزن لما عم محمد الحلاق مات ومحدش فتح التليفزيون بتاع 10 أيام، ولما السيد هولندا فرحه كان تاني يوم أجلوه أسبوع عشان الأصول، كانت أمي لو عملت طبق محشي لازم تودي طبق لخالتي أم حمادة وأم حمادة مترجعش الطبق فاضي لازم كانت ترجعه مليان بأي حاجة من عندها، كانت أيام ياريتها عادت أو فضلت على حالها ودامت.

الخلاصة:

الشعب المصري رغم كل عيوبه ليه عادات وتقاليد وكانت الناس بتحترم بعض وبتخاف على زعل بعض ومكنش فيه حد كان يقدر يجهر بمعصيته لا بالفعل ولا بالقول
وكانت الناس كلها على قلب رجل واحد والكبير ليه احترامه وتقديره، لا حد كان بيقلع “الأندر” ولا كان بينشر الرزيلة بين الناس، كنا بنى آدمين ولينا هيبة.. ياريتها كانت دامت لمتنا!

رفعت الأقلام وجفت الصحف!

الدكتور ميمي

اقرأ أيضًا: حكايات دكتور ميمي| يا ريتني فضلت صغير!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى