كلمتها

في ذكرى وفاتها.. لماذا تبنت «هدى شعرواي» قضية الدفاع عن حقوق المرأة؟

كتبت: أمنية أحمد

عانت المرأة لسنوات طويلة من قمع لحريتها وأفكارها وآرائها، فناضل الكثير من أجلها، ومن أهم الرموز النسائية العظيمة التي نادت بحقوق المرأة ودعت للمساواة بين الجنسين، السيدة «هدى شعراوي»، التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 12 ديسمبر.

وفي ذكراها تستعرض لك منصة «كلمتنا» الأسباب التي جعلت هدى شعراوي تتبنى قضية الدفاع عن حقوق المرأة وكيف نجحت في ذلك.

طفولة ظالمة

عاشت نور الهدى محمد سلطان الشعراوي طفولة كانت سببًا في دفاعها عن حقوق المرأة، فعلى الرغم من أن أسرتها سمحت لها بحضور دروس منزلية في اللغة العربية والتركية، والفرنسية فضلًا عن الخط وتعلم والبيانو، وحفظها للقرآن الكريم في سن التاسعة.

لكن كونها «فتاة» وقف عائقًا أمام استكمال دراستها التي كانت إحدى أهم أحلامها، كما تم إبعادها عن أصدقاء طفولتها من الذكور، وكانت تعاني من التفرقة بينها وبين أخيها في المعاملة، وهو ما أثار فكرة حقوق المرأة داخلها، لتصدم شعراوي في النهاية بقرار زواجها من ابن عمتها دون علمها، بعد أن أصبح هو الوصيّ على أملاك والدها.

زواج قسري

عندما كان عمر هدى شعراوي 13 عامًا، تزوجت ابن عمتها الذي يكبرها بما يقرب 40 عامًا ووصيًا عليها، أما المفاجأة فكانت أنه متزوج ولديه ثلاث بنات، لكنه كان منفصلًا عن زوجته، وبعد عام من زواجه بشعراوي عاد لزوجته الأولى، فانفصلت عنه هدى وكان عمرها آنذاك 14 عامًا.

هذا الانفصال أتاح الفرصة لهدى شعراوي باستكمال دراستها والانفتاح قليلًا على المجمتع، فهي أصبحت إلى حد ما امرأة حرة بكونها متزوجة لكن منفصلة، ومن هنا أطلقت شعراوي شرارة المناداة بحقوق المرأة.

الحركة النسوية

قالت هدى شعراوي في مذكراتها إن بداية مناداتها بتحرير المرأة، بدأت أثناء رحلتها الاستشفائية بأوروبا، حيث انبهرت بالمرأة الأوروبية وحريتها، لتكن تلك البداية في قرارها بالمناداة بحرية النساء والمساواة بين الجنسين، فأطلقت شرارة الحركة النسوية لدعم السيدات.

حيث دعت النساء للخروج عن الصمت والتعبير عن آرائهن، والخروج إلى العمل والتأثير في المجتمع، لتستطيع هي ومجموعة من النساء أن تصحبن رائدات في تأسيس الجمعيات الخيرية، وجمعيات مساعدة المحتاجين من النساء والأطفال، حتى استطعن إنشاء مستوصف للفقراء من النساء والأطفال وذلك عام 1909، وبمرور الوقت أصبح يوفر الخدمات الصحية لهن.

على مدار سنوات طويلة أصبحت المرأة هي القضية الأهم لهدى شعراوي، فدافعت عنها ونادت بحقوقها للمساواة بينها وبين الرجل، لتنجح في ذلك وتتقدم المرأة خطوات هامة نحو الحرية والاستقلال، وبعد سنوات طويلة من المناضلة، رحلت هدى شعراوي عن عالمنا في 12 ديسمبر عام 1947.

اقرأ أيضًا: الروائية “آسيا جبار”.. عقود من النضال بالقلم تنتهي بجائزة سلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى