تعاني عدد كثير من الحيوانات حول العالم من خطر الانقراض، فهو يهدم جدران توازن النظام البيئي الذي يسعى العالم من أجل إصلاحه في الآونة الأخيرة، وذلك تبعًا لأهداف التنمية المستدامة 2030، فهل ممكن أن يصبح الانقراض كابوسًا مريعًا يهدد الجهود المبذولة لسنوات طويلة من أجل الحفاظ على التوازن البيئي؟
خطر عالمي!
حسب إحصاءات الأمم المتحدة فإن 8% من بين 8300 سلالة حيوانية يعرفها العالم انقرضت بالفعل، وآخرون مهددون بالانقراض إذا لم يقف العالم ويقرر اتباع خطوات صارمة قابلة للتنفيذ من أجل إنقاذ ما تبقى من تلك الكائنات الحية.
ففي البلاد العربية وصل عدد الحيوانات المهددة بالانقراض إلى 1000 نوع، حيث تشكل الأسماك نسبة 24%، بينما الطيور 22% وصولًا إلى الثدييات التي تبلغ نسبتها 20%.
كائنات مهددة بالانقراض
حسب تقرير للأمم المتحدة فإن الغوريلا الجبلية لم يتبق منها سوى نحو 1000 غوريلا جبلية في البرية، وذلك بسبب مشكلة تغير المناخ، كما أن المرجان يعد من أهم الكائنات المهددة بالانقراض، فقد فقدت منطقة البحر الكاريبي 50% من شعبها المرجانية، وذلك بسبب ارتفاع درجات حرارة البحر.
كما أن النمور التي يتسابق العالم لحمايتها، فقد انقرضت بعض سلالاتها بالفعل، وسلالات أخرى معرضة لخطر الانقراض، لعل أشهرهم نمر البنغال، فمن بين تسع سلالات انقرض بعضهم، لم يتبقى سوى ما يقرب من 5 سلالات يمثلون ما يقرب من 3000 نمر فقط في البرية، وذلك بسبب التجارة والصيد غير المشروع، حيث يسعى البعض إلى استخدام أجزاء من جسم النمور تتمثل في الجلد واللحوم وأجزاء أخرى من أجل أهداف طبية مثل تصنيع بعض الأدوية الشعبية، الأمر الذي يساهم في انقراض النمور بشكل مأساوي.
كما أن السلحفاة البحرية الخضراء، معرضة لخطر الانقراض بسبب زيادة درجات حرارة المياه، أما الدب القطبي الذي يعتمد على القمم الجليدية للبقاء، فإنه يعاني من خطر الانقراض بسبب ارتفاع درجة حرارة المناخ، وكذلك بطريق آديلي الذي يعد من أكثر أنواع البطاريق شيوعًا وذلك في القطب الجنوبي.
حسب تقرير لناشيونال جيوجرافيك، فإن هناك أقل من 8000 فهد إفريقي، وللأسف لم يتبق سوى ما يقرب من 50 فهدًا آسيويًا في العالم، كما أن قطعان الأفيال الآسيوية عندما تفقد بعضها البعض، تتعرض المجموعات الأصغر للصيد غير المشروع، وهو ما يسبب انقراضها بالإضافة إلى مشكلة تغير المناخ.
كيف نحافظ على الحيوانات المهددة بالانقراض؟
حفاظًا على الكائنات النادرة وأخرى التي انقرض بعضها ورحل عن عالمنا بشكل مأساوي، وأيضًا من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ينبغي الاحتفاظ ببعض من جينات الكائنات المهددة بالانقراض.
كما يجب تنفيذ عقوبات صارمة على جريمة الاتجار بالحيوانات، بالإضافة إلى تخصيص محميات طبيعية لتلك الكائنات المهددة بالانقراض أو المحافظة على الغابات التي تعد مأوى لتلك الحيوانات.
كما أن لا بد من نشر الوعي في المجتمع عن كيفية المحافظة على الكائنات المهددة بالانقراض عن طريق تطبيق مبادرات وحملات مجتمعية توعوية، في مختلف بلاد العالم لمختلف الفئات العمرية من أجل المحافظة على البيئة وتجنب ما قد يؤدي إلى تدهورها ويؤذي الكائنات الحية، وذلك تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة 2030.
اقرأ أيضًا: من الاحتباس الحراري إلى التطرف المناخي.. هل أصبح الإنسان عدوًا للبيئة؟
